تدلُّ دراسةٌ حديثة على أنَّ النساء اللواتي يعانين من انقطاع مبكِّر في الطمث، يكون خطرُ إصابتهنَّ بنوع شديد من التهاب المفاصل الروماتويدي منخفضًا. التهابُ المفاصل الروماتويدي هو مرضٌ مزمن ناجم عن خلل في المناعة الذاتية، وهو أكثر شيوعًا في النساء. يهاجم هذا المرضُ أنسجةَ المفاصل وأحيانًا أعضاء الجسم الأخرى، ممَّا يؤدِّي إلى التورُّم والالتهاب والحمَّى والتعب. ويحدث عادةً في الأعمار ما بين 30 و60 سنة، ولكن يمكن أن يحدثَ في أعمار أخرى. قام الباحثون بفحص عددٍ من النساء المصابات بالتهاب المفاصل الروماتويدي، فوجدوا أنَّ احتمالَ الإصابة بالتهاب المفاصل الشديد لدى اللواتي عانين من انقطاع طمث مبكِّر (قبل سن 45 سنة) كان أقلَّ بمقدار النصف بالنسبة إلى اللواتي عانين من انقطاع طمث عادي أو متأخِّر. كما أنَّ احتمالَ الإصابة بنوع خفيف أو متوسِّط من التهاب المفاصل لدى اللواتي عانين من انقطاع طمث مبكِّر كان أكبر. ولاحظ مُعدِّو الدراسة أنَّه لم يكن هناك ارتباطٌ بين استعمال حبوب منع الحمل أو الرضاعة الطبيعية وحدوث فروق مهمَّة في شدَّة التهاب المفاصل الروماتويدي. ومن المعروف سابقًا أنَّ العواملَ الهرمونية قد تؤثِّر في خطورة التهاب المفاصل الروماتويدي، ولكنَّ هذه هي الدراسةَ الأولى التي تتحرَّى تأثيرَ السِّن الذي حدث فيه انقطاعُ الطمث في شدَّة التهاب المفاصل الروماتويدي. ولقد اكتشفت هذه الدراسةُ وجودَ علاقة بين انقطاع الطمث المبكِّر وشدَّة التهاب المفاصل الروماتويدي، ولكن لم تكتشف أنَّ انقطاعَ الطمث المبكِّر هو السبب في تخفيف شدَّة المرض.