قامت القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف بعقد عدة ندوات دينية بمدن وقرى محافظة البحرالأحمر، لترسيخ قيمة العلم ومحاربة فتاوى المتشددين. وأكد الشيخ حمد الله حافظ الصفتي، عضو الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، في ندوة المركز الإسلامي في مدينة مرسى علم والتي دار موضوعها حول قيام المجتمع الصالح على العلم والعمل، أن الدين الإسلامي أراد للمجتمع الإنساني أن يقوم على أساس متين من العلم، وأن الإسلام حض أتباعه على طلب العلم النافع في شتى الأماكن وبشتى الوسائل. وأضاف أن غياب العلم عن مجتمع ما يوقعه في الحيرة والضلال، ويقوي فيه بذور الفتنة؛ مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رءوسًا جهالًا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا". وأشار إلى أن العلم وحده لا ينفع المجتمع إلا إذا اقترن به عمل صالح يخرجه من الحيز النظري إلى حيز التطبيق والفعل، ليسعد به المجتمع كله، مؤكدًا على علاقة التلازم بين العلم والعمل، كما قيل: "علم بلا عمل جنون، وعمل بلا علم لا يكون". وأكد الدكتور ياسر معروف خليل، الباحث الشرعي بوزارة الأوقاف، في ندوة مسجد الزهراء في مدينة شلاتين، والتي كان موضوعها: كيف أسس النبي صلى الله عليه وسلم المجتمع المسلم، بداية من الأسرة، على أن الإسلام وضع قواعد من شأنها أن تكفل للمجتمع المسلم المحبة والسلام مع كل المجتمعات الإنسانية، فأسس النبي صلى الله عليه وسلم اللبنة الأولى للمجتمع بداية من اختيار رفيقة الدرب، وسؤال الذرية الصالحة، وانتهاءً بالتربية وترك الولد الصالح المنتج النافع لمجتمعه الذي يحنو عليه ويشعر بمسئوليته تجاه هذا المجتمع فيحاول أن يكون معمرًا لا مدمرًا، ويحقق معنى الخلافة عن الله في أرضه. وأكد الشيخ محمد محمود سلامة، من علماء وزارة الأوقاف، في الندوة التي عُقدت بالمركز الإسلامي الجديد، في مدينة شلاتين، والتي كان موضوعها: القيم والأخلاق في الإسلام، حيث أكد أن الإسلام جاء برسالة تعنى بالقيم وترفع من شأنها، بل جعل النبي صلى الله عليه وسلم لباب بعثته في تتميم مكارم الأخلاق؛ حيث قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، موضحًا أن أزمة الأمة الآن هي أزمة أخلاق، لا أزمة اقتصاد أو سياسة. وعقد أعضاء القافلة ندوة دينية في رحاب مسجد الإمام سيدي أبي الحسن الشاذلي في مدينة حلايب وشلاتين، بحضور المئات من الأهالي ومن محبي الإمام الشاذلي رضى الله عنه. وخلال الندوة قال رئيس القافلة الدكتور محمد سالم أبو عاصي أستاذ التفسير بجامعة الأزهر: "إن منهج الصالحين من الأمة هو منهج التربية، والتربية التي هي علم التصوف قائمة على الكتاب والسنة، كما قال أعلام المتقدمين من أهل الله: علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة، وإن الصالحين كانت لهم عناية بفقه الأولويات، حيث قدموا التربية والسلوك العملي على مجرد العلم النظري.. وكان نتيجة ذلك أنهم أخذوا بيد العصاة والمذنبين إلى طريق الله تعالى، فلم يتهموهم بتكفير ولا بدعة ولا فسق، ولكن نصحوهم وعلموهم وردوهم إلى جادة الصواب". كما تحدث الصفتي، عضو الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، حيث قال: "إن سبب مجيئنا إلى سيدي أبي الحسن الشاذلي رضى الله عنه ونحن في طريقنا إلى حلايب وشلاتين، لنرجع برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى بيوتنا! وذلك عن طريق الاقتداء به، والفهم لسنته، والسير على قدمه، والمعرفة التامة بهديه وسيرته، ولا يكون ذلك إلا باقتفاء آثار ورثته من العلماء والأولياء والأتقياء، فإن ميراث النبوة هو العلم، وعلم النبوة سلوك وعمل، فقبل أن يكون كلامًا يتلى هو سلوك عملي يراه الناس متمثلًا في التعامل بالأخلاق النبوية". وقد ضمت القافلة كلًا من د. محمد سالم أبو عاصي أستاذ بجامعة الأزهر، والدكتور ياسر معروف خليل الباحث الشرعي بوزارة الأوقاف، والشيخ محمد محمود سلامة من علماء وزارة الأوقاف، والشيخ حمد الله حافظ الصفتي، عضو الرابطة العالمية لخريجي الأزهر الشريف.