البابا تواضروس يترأس القداس من كنيسة العذراء بمناسبة يوبيلها الذهبي    ارتفاع سعر الذهب اليوم في مصر ببداية تعاملات السبت 24-5-2025    ارتفاع أسعار الدواجن في الأسواق اليوم 24-5-2025 (موقع رسمي)    أول رد من "ترانس جاس" بشأن حدوث تسرب غاز بكفر الشيخ    وزير الزراعة يبحث مع محافظ الوادي الجديد دعم مزارعي المحافظة وتعزيز المشروعات الإنتاجية    وزير الري يلتقي عددا من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ لمناقشة طلبات المواطنين    وزيرة البيئة ونظيرتها الفرنسية تناقشان تعزيز ملف مواجهة التلوث البلاستيكي    عاجل- رئيس الوزراء يشارك في احتفالية مرور 123 عامًا على تأسيس مرفق الإسعاف المصري    ضربات روسية غير مسبوقة على كييف: 14 صاروخًا باليستيًا و250 مسيّرة تُشعل سماء العاصم    الاتحاد الأوروبي مستعد للتوصل لاتفاق تجاري مع واشنطن يستند إلى الاحترام لا على التهديدات    الصين تؤكد دعمها لطلابها في الخارج وتحذر من الإجراءات الأمريكية ضد هارفارد    تشكيل بيراميدز المتوقع لمواجهة صن داونز في نهائي دوري أبطال أفريقيا    موسم تاريخي ل"رجال يد الأهلي" بعد التتويج ب6 بطولات والابطال يتحدثون    13 لاعبا ولاعبة يتأهلون لربع نهائي بطولة بالم هيلز المفتوحة للإسكواش    السيطرة على حريق بحوشين فى مركز طما شمال سوهاج دون إصابات    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 24-5-2025 في محافظة قنا    محافظ أسيوط يتفقد قافلة طبية مجانية ومعرضًا فنيًا لطلاب الفنون التطبيقية بجامعة بدر    توافد طلاب الإعدادي بسوهاج على اللجان لأداء امتحاني الدراسات الاجتماعية و الرياضيات "فيديو"    نتيجة الصف الثاني الابتدائي بالجيزة 2025.. رابط مباشر وخطوات الاستعلام ومواعيد الامتحانات    السكة الحديد: تأخر القطارات على بعض الخطوط لإجراء أعمال تطوير في إطار المشروعات القومية    مواعيد مباريات اليوم السبت في الدوري الإيطالي والقنوات الناقلة    ضبط عاطل بتهمة الاعتداء على طفل جنسيا في الحوامدية    اليوم.. أولى جلسات محاكمة 6 متهمين فى واقعة انفجار خط غاز الواحات    تامر حسني يدعم كزبرة بعد أول حفل يجمعهما: «كمل يا وحش.. أخوك في ضهرك»    الاَن رابط نتيجة الصف الثاني الابتدائي بالقاهرة 2025.. استعلم عنها فور ظهورها رسمياً    اليوم.. محاكمة متهمين ب«داعش العمرانية»    أغرب حكايات اضطراب النوم من داخل معمل «السلطان»    122 ألفا و572 طالبا بالصف الثاني الإعدادي بالدقهلية يؤدون امتحاني اللغة الأجنبية والهندسة    أخصائية اجتماعية تكشف أسباب ظهور سلوكيات عصبية الأطفال    د. هشام عبدالحكم يكتب: خد وهات.. لتبسيط المفاهيم الصحية    ميلاد جديد ل«تاريخ لا يغيب».. العالم يترقب «سيمفونية الخلود» على أرض الأهرامات    هزة أرضية بقوة 3 ريختر تضرب جزيرة كريت في اليونان    «مش شبه الأهلي».. رئيس وادي دجلة يكشف رأيه في إمام عاشور    تعاون شبابي عربي لتعزيز الديمقراطية برعاية "المصري الديمقراطي"    نبيلة مكرم عن أزمة ابنها: قررت اتشعبط في ربنا.. وابتلاء رامي كشف لي أنا جيت الدنيا ليه    نجاح مركز طب وجراحة العيون بكفر الشيخ في إجراء جراحة دقيقة لزراعة طبقية قرنية    جدول مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة    نشرة التوك شو| الاتحاد الأوروبي يدعم مصر ماليا بسبب اللاجئين.. والضرائب تفتح "صفحة جديدة" مع الممولين    هل يجوز الحج عن الوالد المتوفي.. دار الإفتاء توضح    خبيرة أسرية: البيت بلا حب يشبه "بيت مظلم" بلا روح    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة الصفطاوي بمدينة غزة    صلاح سليمان: مباراة بتروجت مهمة للزمالك لاستعادة الانتصارات قبل نهائى الكأس    بالأسماء.. «تعليم الإسكندرية» تعلن قائمة المقبولين بمسابقة ال30 ألف معلم    صور عودة 71 مصريا من ليبيا تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي    ترامب والشرق الأوسط.. خطط مخفية أم وعود حقيقية؟!    عمرو أديب: الناس بتقول فيه حاجة مهمة هتحصل في البلد اليومين الجايين (فيديو)    بعد وفاة زوجها.. كارول سماحة لابنتها: هكون ليكي الأمان والسند والحضن لآخر لحظة من عمري    "الثقافة" تصدر "قراءات في النقد الأدبي" للدكتور جابر عصفور    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. جوتيريش يرفض أى خطة لا تحترم القانون الدولى بشأن قطاع غزة.. ترامب يتوعد "أبل" ب25% رسوم جمركية.. وإصابة 12 فى هجوم بسكين بمحطة قطارات هامبورج بألمانيا    قبول 648 مدرسًا جديدًا ببني سويف ضمن مسابقة 30 ألف معلم    الأرصاد الجوية: طقس الغد شديد الحرارة نهارا والعظمى بالقاهرة 37 درجة    مصر تعيد 71 مواطنا مصريًا من ليبيا    وفاة 3 شباب إثر حادث سير أليم بكفر الشيخ    القيعي: الأهلي لم يحضر فقط في القمة.. وقرارات المسابقة «توصيات»    نصائح لتجنب الارتجاع المريئي، و7 أطعمة تساعد على تخفيف أعراضه    وفقا للحسابات الفلكية.. موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى 2025    ما حكم الكلام فى الهاتف المحمول أثناء الطواف؟.. شوقى علام يجيب    هل يحرم على المُضحّي قصّ شعره وأظافره في العشر الأوائل؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثروة مع وقف التنفيذ.. «الشعاب المرجانية» الخاسر الأكبر في مواجهة التغيرات المناخية.. توقعات بخسارة 70 إلى 90% بنهاية القرن.. خبراء يطالبون بوضعها على أولويات أجندة COP27
نشر في البوابة يوم 13 - 05 - 2022

البيئة: الاحتباس الحرارى والصيد الجائر والتلوث الساحلى مشكلات تهدد التنوع البيولوجى
دراسة حديثة: الغطاء المرجانى الصلب انخفض ب 13.6% ما بين 2005- 2019.. و7 مليارات دولار عائداتها فى السياحة 2019
الاتحاد النوعى للبيئة: الشعاب المرجانية هى حيوانات لا فقارية مكونة من طبقتين «خارجى وداخلى» بها.. تحتوى كائنات نباتية وتعيش بالمناطق الدافئة و«الشالو» ذات الأعماق البسيطة بالقرب من الضوء
وحيد إمام: نحتاج لدعم مالى وفنى لزيادة أشجار المانجروف والإكثار من الشعاب المرجانية
مجدى علام: ارتفاع معدلات التلوث يهدد التنوع البيولوجى.. ولابد من التطبيق الصارم للقوانين البيئية

تعد سياحة الشعاب المرجانية فى مصر هى الأكبر من نوعها على مستوى العالم، حيث حققت عائدات تقدر بنحو 7 مليارات دولار فى عام 2019 قبل انتشار جائحة كورونا بحسب تقرير اللجنة رفيعة المستوى لاقتصاد المحيطات المستدام، الذى حذر من فقدان مصر لهذه الثروة العظمية؛ حيث يرى الخبراء أن التغيرات المناخية والتنمية السياحية غير المنظمة والتلوث الساحلى أبرز المشكلات التى تؤدى لتبييض الشعاب المرجانية وفقدان قرابة 70% على مستوى العالم بنهاية القرن، وأوصوا بأن تكون على أولويات أجندة المؤتمر القادم للمؤتمر العالمى للمناخ بشرم الشيخ COP27، مطالبين بتشديد الرقابة على المنشآت الساحلية بالقرى الساحلية وأن تتم تحت إشراف وزارة البيئة، وأضافوا لا بد من توفير التمويلات اللازمة لزراعة أشجار المانجروف على سواحل البحر الأحمر والإكثار من إخصاب وتزاوج «الشعاب المرجانية» حتى لا نفقد هذا الجمال وضرورة تنظيم عدد مرات الغطس بالنحو الذى لا يضر الشعاب المرجانية.
بحسب تقرير وزارة البيئة حول استراتيجية التنوع البيولوجى لعام 2016؛ فإن التهديدات الرئيسية للنظم الإيكولوجية البحرية هى السياحة غير المنظمة، واستغلال الموارد البحرية، والصيد الجائر، وصيد الأسماك فى المناطق المحظورة والتلوث الساحلى أبرز المشكلات التى تواجه الشعاب المرجانية التى تغطى نحو 400 كيلومتر مربع قبالة سواحلنا الشرقية بالبحر الأحمر، وهى موطن لأكثر من 200 نوع من الشعاب المرجانية الصلبة.
يقول الدكتور وحيد إمام، رئيس الاتحاد النوعى للبيئة: فى البداية أتفق مع تقرير وزارة البيئة فى 2016 وأن كل المعلومات صحيحة لأنه حتى الآن ما زال التعدى على الشعاب المرجانية فى كافة الأشكال سواء أكان بالتلوث أو باستنزاف صيد الأسماك أو نتيجة السياحة غير المنضبطة أو التغيرات المناخية فكلها تؤثر على الشعاب المرجانية التى تتواجد فى المناطق الدافئة أو فى حزام معين أو المناطق الشبه استوائية «الحارة» بدليل انتشارها بشكل كبير فى البحر الأحمر بخلاف عدم تواجدها فى البحر المتوسط، كما يحدد خط العرض توزيع الشعاب المرجانية بمحافظة البحر الأحمر الواقعة على الحدود الجغرافية لتوزيعها علاوة على أن أعماقها «شالو» بمعنى أعماق بسيطة لا تصل إلى لأكثر من 60 إلى 70 مترا لأن الشعاب المرجانية تتواجد ناحية المناطق التى بها الضوء لاحتوائها على نوع من الكائنات النباتية.
ويضيف إمام ل«البوابة»: الشعاب المرجانية تنتمى لأنواع الحيوانات اللا فقارية شعبة الجوف معويات ويتكون جسمها من طبقتين رئيسيتين، الخارجية منها طبقة «الإيتودرم» تحتوى بداخلها على خلايا نباتية وتعتمد على نمط التعايش بين طبقتيها «الخارجية والداخلية» بمعنى أن حيوان الشعاب المرجانية من خلال طبقته الخارجية حماية للخلايا النباتية التى توجد بداخلها بالمقابل توفر لها الغذاء من خلال امتصاص النبات لضوء الشمس ويحولها لغذاء من مواد كربوهيدراتية أو بروتين عن طريق التمثيل الضوئى، وفى حالة التعدى على الشعاب المرجانية يموت الاثنان معًا سواء الكائن الحى النباتى الموجود، خاصة أن عمليات التلوث البترولى تتسبب فى حجب ضوء الشمس ثم تموت الشعاب المرجانية ويفقد الهيكل الخارجى ألوانه وبريقه أو يصاب بالابيضاض.
ويواصل «إمام»: الكائن عبارة عن جسم مكون من طبقتين ويفرز طبقة من كربونات الكالسيوم هى التى تعمل الشعاب ويمكن أن تعيش فى منطقة بمفردها أو فى مستعمرة مكونة من مجموعة حيوانات، وهنا تكون كربونات الكالسيوم لأشكال الشعاب المختلفة سواء المخ أو الشجرة أو التفرعات، وطالما الحيوان حيا بداخل الهيكل الخاص به يفرز ألوانه المختلفة ويتزين بالألوان الخاصة به، وفى حالة موته يتعرض للابيضاض ويتحول الهيكل لشكل صخرى.
انخفاض الشعاب المرجانية ل70-90٪ بنهاية القرن
الجدير بالذكر أن تغير المناخ يهدد الشعاب المرجانية فى جميع أنحاء العالم ويمكن أن يؤدى تبييض الشعاب المرجانية إلى زوالها للأبد، بينما يجعل ارتفاع نسبة الحموضة فى المحيطات الظروف غير مواتية للنمو. فى ظل السيناريو الأكثر تفاؤلا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة - مع احتواء الاحتباس الحرارى العالمى عند 1.5 درجة مئوية - لا يزال من المتوقع أن تنخفض الشعاب المرجانية بنسبة 70-90٪ أخرى بحلول نهاية هذا القرن، مع حدوث خسائر تزداد إلى 99٪ عند ارتفاع درجة حرارة الأرض بواقع درجتين مئويتين، وفقا لتقرير وزارة البيئة حول استراتيجية التنوع البيولوجى لعام 2016.
ارتفاع درجات الحرارة والحموضة أساس موت الشعاب المرجانية
وفى نفس السياق يواصل «إمام»: تقليل معدلات التلوث من البترول أو الصرف الصحى من المنتجعات السياحية المقامة على أن تصرف مباشرة دون علاج على السواحل ما يؤثر بالسلب على الشعاب المرجانية التى تحتاج لدرجات حرارة معينة لا تقل 17 ولا تزيد على 30 درجة مئوية وهى حدود الإجهاد الحرارى، ودرجات الحرارى عوامل طبعية لا يد لنا فيها سوى معالجة أسباب التغيرات المناخية، ومع ارتفاع درجة حرارة المياه تتحول إلى حمضية أى يقل الأوس الهيدروجينى ال PH تبقى فى الدرجة المعادلة 7 إلى 8 ولكن التغيرات المناخية سبب زيادة حموضة المياه وقلت الدرجات لأقل من 7 درجات وذلك بفعل زيادة غاز ثانى أكسيد الكربون الذى يتم تصريفه عن طريق بابين هما «الأشجار والبحار والمحيطات» وتصل نسبة البحار والمحيطات ل30٪ من ثانى أكسيد الكربون ما يزيد نسبة الحموضة ويسبب موت الكائن الحى.
علاوة على أن درجة الملوحة بالبحر الأحمر تتراوح ما بين 38 وPPT40، وهى درجة ملوحة مناسبة لنمو الشعاب المرجانية ويسبب الصرف الصحى عبارة عن مياه عذبة ذات ملوحة منعدمة تقلل درجات الملوحة ل 25-26PPT وهذا يقتل أيضًا الشعاب المرجانية.
التنمية الفندقية غير المخططة
وذكر تقرير صادر مؤخرًا حول المزيد من الفنادق ما يعنى المزيد من الأشخاص، الأمر الذى يمثل تهديدا فى حد ذاته حيث شهد ساحل البحر الأحمر تطويرا كبيرا على صعيد قطاع الضيافة فى العقود الثلاثة الماضية، مع توفر نحو 88 ألف غرفة فندقية الآن فى الغردقة وحدها، وفقا لتقرير حديث أصدرته شركة كوليرز إنترناشيونال حول الفنادق بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويتابع «إمام»: السبب الثالث عن طريق السياحة غير الرشيدة وزيادة أعداد الغطس التى تسبب حالات التعدى وكسورا فى الكائن المكون للشعاب المرجانية «كائن حيوانى بداخله كائن نباتى» البوليب وهو ضعيف سهل الكسر وهنا يفقد الكائن قدرته على التعايش داخل الماء وبالتالى تأتى أهمية ترشيد السياحة وزيادة التوعية أثناء عمليات الغطس أو لمس الشعاب المرجانية والحفاظ على الأسماك الملونة خاصة أنها تتواجد بشكل خاص فى الشعاب المرجانية ويتغذى على الكائنات الموجودة وبقايا غذاء الشعاب المرجانية كما تحتمى بها وتختبأ بين أذرع الشعاب المرجانية وتفرز نوعا مخاطيا يمنع مهاجمة الكائنات الأخرى لها وهنا موت الشعاب المرجانية يعنى اندثار هذه الأنواع من الأسماك.
أولويات COP27 فى شرم الشيخ
وأردف «إمام»: السائح يأتى لعملية الغطس ويكون بحاجة لرؤية الشعاب المرجانية ذات الألوان الجميلة وأنواع أسماك بألوان مميزة وهنا تنتعش حركة السياحة سواء الداخلية أو الخارجية وفى حالة حدوث أى خلل ستضرب السياحة فى مقتل وتدفع بالذهاب لأماكن أخرى مثل استراليا وماليزيا بها الشعاب المرجانية، كما نحتاج لدعم مالى وفنى لنقطتين مهمتين زيادة المانجروف والإكثار من الشعاب المرجانية عن طريق زراعة كميات ضخمة من أشجار المانجروف على سواحل البحر الأحمر والإكثار من الشعاب المرجانية عن طريق استخدام أجزاء منها وتربيتها وإعادة زراعتها أو إجراء إخصاب «تزاوج بين الشعاب المرجانية» ومن المفترض توفير 100 مليار دولار فى صندوق المناخ الأخضر لدعم كل الأنشطة فى مختلف دول العالم بشكل سنوى لنصل إلى الحياد الكربونى ولكن ما تم إيداعه حتى الآن لم يتجاوز 80 مليار دولار خلال 6 سنوات.
تقلص الشعاب المرجانية لدينا
وانخفض الغطاء المرجانى الصلب بنسبة 13.6٪ فى المتوسط بين عامى 2005 و2019 فى المواقع العشرة الأكثر تضررا، وفقا لتقرير صادر عن الشبكة العالمية لرصد الشعاب المرجانية. ومع ذلك، من الصعب تقييم صحة الشعاب المرجانية بدقة بسبب عدم وجود بيانات أساسية جمعت قبل عمليات التطوير العمرانى الضخمة، مما يعنى أن الباحثين يجب أن يعتمدوا على التقديرات، وفق ما قاله محمود حنفى، أستاذ الأحياء البحرية بجامعة قناة السويس والمستشار العلمى لجمعية حماية البيئة والإنقاذ بالغردقة.
بدوره يقول خبير البيئة الدولى مجدى علام: ارتفاع معدلات التلوث والتغيرات المناخية تهدد التنوع البيولوجى بصفة عامة خاصة أن من المفترض أن تزيد درجة حرارة الأرض كل 100 عام درجة واحدة مئوية ولكن فى نهاية القرن الماضى وصلت ل0.9 درجة مئوية فتوقعنا خلال 2050 نصل ل 1.5 درجة مئوية ولكن المؤشرات خلال ال10 سنوات هناك تزايد بشكل كبير لنصل ل2.5 درجة مئوية.
ويضيف علام ل«البوابة»: كل الجهود العالمية لمجابهة التغيرات المناخية وصولًا للمؤتمر القادم فيCOP27 تهدف لخفض درجة الحرارة وألا تزيد 1.5 قبل 2040 درءًا لعدم حدوث النظم البيئية والأيكولوجية والتنوع البيولوجى وزيادة نسبة التصحر والجفاف، علاوة على زيادة الحرائق التى تحدث فى الغابات سواء فى إسبانيا أو تركيا أو الصين أو كندا قضت على جزء كبير من المسطحات الخضراء مصانع للأكسجين النقى وهذه الحرائق ينتج عنها تساقط أوراق الأشجار الكثيف ووجود رطوبة وتخمر ما ينتج غاز الميثان الذى يشعل الحرائق.
ويواصل «علام»: التسرب النفطى وبقع الزيت تسببت فى موت الكثير من الكائنات البحرية الخضراء التى كانت تعمل كفلاتر للمياه وظهرت الطحالب الزرقاء الأقل فائدة وذلك مع الجفاف والتصحر وتأثر البيئة البحرية وارتفاع درجة حرارة المحيطات وأدت وزيادة الأعاصير فى الأمريكتين «الشمالية والجنوبية»، على المحيطات، بالإضافة على التزاحم العمرانى على المساحات الخضراء نتيجة تضاعف عدد السكان، وبات لا بديل عن التطبيق الصارم لكل القوانين البيئية والالتزام بها واستمرار عمل الدوريات البحرية على طول ساحل البحر الأحمر للحفاظ على الشعاب المرجانية وزيادة الحملات الرقابية والاستعانة بالقوات الجوية لإبداء الملاحظات سواء بقع زيت أو تعديات على الشعاب المرجانية وأعتقد أن جهود مكافحة التلوث باتت تجنى ثمارها بدليل إعادة ظهورها مرة أخرى كادت أن تنقرض.
سياحة الشعاب المرجانية فى مصر هى الأكبر عالميًا
وحققت صناعة سياحة الشعاب المرجانية فى مصر عائدات تقدر بنحو 7 مليارات دولار فى عام 2019، قبل انتشار الجائحة، وفقا لتقرير اللجنة رفيعة المستوى لاقتصاد المحيطات المستدام، أكثر من أى دولة أخرى فى العالم، وأكثر من ضعف الإيرادات المحققة لدى الدولة الوصيف فى القائمة إندونيسيا. وساهمت زيارات الشعاب المرجانية بشكل مباشر فى نحو نصف السياحة الساحلية لدينا فى عام 2017 وشكلت الزيارات الساحلية نحو 44٪ من إجمالى النشاط السياحى فى مصر.
كما يتحمل المطورون على طول الغالبية العظمى من ساحل البحر الأحمر مسئولية الخسائر التى لا يمكن تعويضها فى غطاء الشعاب المرجانية، بحسب الدراسة المنشورة. وأضاف أن بعض المؤسسات دمرت أو شيدت فوق الشعاب المرجانية واستبدلتها بمراسى وسواحل رملية. واتخذت وزارة البيئة إجراءات للحد من تلك الظاهرة، ولكن فى حالات نادرة.
غوص يفوق الأرقام المسموحة
الجدير بالذكر أن هناك قدرات محدودة لعدد الغواصين والسباحين الذين يتحملهم كل موقع من مواقع الغوص، وبحسب حنفى «معد الدراسة»، الذى أشار إلى أننا نتجاوز هذا الحد بكثير. وأضاف أنه من الممكن لمواقع الغوص فى البحر الأحمر أن تستضيف على نحو مستدام ما بين 5 و20 ألف زائر سنويا، ولكن بعض مواقعنا الأكثر شهرة تستقبل أكثر من 200 ألف غواص سنويا.
هنا يعلق الدكتور محمد كامل، مدير مركز الاستشارات البيئية بكلية البيئة بجامعة عين شمس: الشعاب المرجانية ثروة هائلة ولها مردود على الدخل القومى فى السياحة ويجب اتخاذ كل السبل للحفاظ عليها ومن أبرزها تقليل معدلات التلوث الساحلى سواء ملوثات مصانع أو تسرب غازات.
ويضيف كامل ل«البوابة»: أن مخلفات المراكب وعمليات الغوص من مواد بلاستيكية وزجاجات والمواد الكيميائية من صابون وبواقى الأكل من مواد كيماوية والأحماض والكاتشب تفقد الشعاب المرجانية حيويتها وتعمل ضغط عليها كما يجب الالتزام بتطبيق التنمية الساحلية المنتظمة تحت إشراف من وزارة البيئة فبسبب التغيرات المناخية وزيادة المد والجزر تم فقدان «المشيّات الثابتة» والتى يكون تأثيرها أقل على الاحتكاك بالشعاب المرجانية ولكن مؤخرًا لجأت القرى السياحية لمد المشيّات المتحركة بأعماق طويلة فى الشواطئ ما يؤثر على الاصطدام بالشعاب المرجانية وفقدان أجزاء كبيرة منها بشكل مستمر.
ويواصل «كامل»: كانت هناك تجارب بين المشيات الثابتة والمتحركة للبحث فى الأقلها ضررا عزز مع ذلك تضارب القوانين وعدم مرونة المستثمرين فى عمل التعديلات البيئية وقد يتسبب الغواصون والسباحون محدودى الخبرة فى إحداث ضرر دون قصد.
والأسوأ من السياحة هو الصيد الجائر، وهو أكبر تهديد محلى للنظم البيئية للشعاب المرجانية، وفقا لحنفى، الذى كشف أننا نصطاد بمعدل 10 أضعاف ما يسمح لمخزون الأسماك بالتعافى والحفاظ على الحياة البحرية مستقرة. وقال: «ما نراه حاليا هو ما يزيد على 20 ألف طن يتم استخراجها سنويا، 60٪ منها يأتى مباشرة من النظم البيئية للشعاب المرجانية».
ويذكر أن عينات المرجان المأخوذة من شمال البحر الأحمر أثبتت أنها قادرة بشكل خاص على مقاومة ارتفاع درجات حرارة البحر، وفقا لدراسة أجريت عام 2020. كانت العينات قادرة على تحمل درجات حرارة تصل إلى 6 درجات مئوية أعلى من المعتاد دون التبييض - «درجة تبييض عالية بشكل استثنائي»، وفقا لمؤلفى الدراسة. تفتح النتائج الباب أمام دراسة مستقبلية لهذه الشعاب المرجانية المعنية، والتى قد تستخدم للمساعدة فى إعادة تأهيل الشعاب المرجانية المتضررة فى أماكن أخرى.
التأثير الاقتصادى لفقدان الشعاب المرجانية
توقعت اللجنة رفيعة المستوى لاقتصاد المحيطات المستدام أن تخسر مصر نحو 5.6 مليار دولار من 7 مليارات دولار تولدها من سياحة الشعاب المرجانية سنويا بحلول نهاية القرن. وستشكل الخسائر بهذا الحجم ضربة كبيرة للناتج المحلى الإجمالى للبلاد، إذ تم ربط 3.5٪ منها بالسياحة المرتبطة بالشعاب المرجانية، وفقا لتقرير الشبكة العالمية لرصد الشعاب المرجانية.
حوافز
وأخيرًا، ذكرت وزارة البيئة فى تقرير لها أن عدم كفاية الحوافز الاقتصادية، وضعف التنظيم البحرى، ومحدودية البيانات المتوفرة، هى الأسباب نسبيا، وأرجع التقرير هذا الأمر جزئيا إلى أن نحو 40٪ من النشاط الصناعى فى مصر يحدث فى المناطق الساحلية. وفى الوقت نفسه، غالبا ما يواجه الصيادون المحليون الذين اعتمدوا منذ فترة طويلة على البحر الأحمر لكسب عيشهم، بدائل محدودة للدخل، مما يزيل تأثير تنظيم الصيد التجارى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.