كوميديانات الزمن الجميل| سعاد نصر.. صانعة البهجة

الكوميديا نوع من أنواع التشخيص الجميل ذات طابع خاص، يجسد فيه الممثل شخوصا معينة في صور وقوالب مرحة من صنع المفارقات، ينتج عنها عروضا تُكتب بقصد التسلية في فصول سهلة تنهض على المفارقة والافيهات الخالدة لصنع حالة من البهجة والسعادة للجمهور.
وتحت قبة المسرح تجتمع كافة أشكال الفنون، وخلال رحلته الطويلة وقف على خشبته مبكرا؛ مجموعة من الرائدات منذ مراحله الأولى وصولا اللحظة الحالية، قدمن تراثًا خالدًا سيبقى على مر الزمان.
اختص المؤرخ المسرحي د. عمرو دوارة "البوابة نيوز" بفصول لم تنشر بعد من موسوعته الجديدة "سيدات المسرح المصري"، التي تضم السيرة الذاتية والمسيرة المسرحية ل150 رائدة، منذ بدايات المسرح الحديثة 1870 حتى 2020، والمصحوبة بصور نادرة سواء شخصية أو لعروضهن المسرحية، وقد نجحن في المساهمة بإبداعهن في إثراء مسيرة المسرح المصري.
وخلال أيام الشهر المبارك نستكمل نشر 30 حلقة للسيرة الذاتية لرائدات برعن في أداء الأدوار الكوميدية، بعدما قدمنا على مدار الأعوام الماضية عدد من السلاسل حول رائدات المسرح المصري.
الفنانة سعاد نصر
أجادت ابنة حي شبرا بالقاهرة الفنانة سعاد نصر "26 ديسمبر 1953 – 7 يناير 2007" خلق الابتسامات وتفجير الضحكات من خلال كوميديا الموقف الراقية، حيث تخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1975، وقامت من خلال مشروع تخرجها أداء مشهد تراجيدي في قصة "ياسين وبهية"، وكان هذا المشهد هو نقطة الانطلاق التي أعلنت عن مولدها كفنانة تستطيع الأداء بشكل محترف.
كان أول ظهور لها بمجال الاحتراف عام 1971 بمشاركتها أثناء فترة دراستها بالمعهد في مسرحية "محاكمة عيلة ضبش" للمخرج سمير العصفوري صاحب الفضل الأول عليها، كما شاركت أيضا في مسرحية "ياسين ولدي" بفرقة "تحية كاريوكا"، من إخراج كرم مطاوع، مكتشفها الأول بمجال الكوميديا، هكذا أشار الدكتور عمرو دوارة إلى ذلك، مضيفا أن "مطاوع" وجد فيها فنانة كوميدية على عكس ما كانت تعتقد، أنها لا تصلح إلا للتراجيديا.
وفي العام 1982 كانت انطلاقتها السينمائية الحقيقية، من خلال مشاركتها في فيلمي "الغيرة القاتلة"، و"حدوتة مصرية، حتى توالت بعدها أدوارها السينمائية التي كان من أبرزها دورها في فيلم "هنا القاهرة" الذي وضعها في مصاف نجمات الكوميديا في مصر من خلال أدائها البسيط لشخصية الصعيدية التي تأتي برفقة زوجها لزيارة القاهرة، والذي أدى دور شخصيته الفنان محمد صبحي.
أبدعت في المسرح أيضا بمشاركتها مع الفنان محمد صبحي في مسرحيتا "الهمجي" عام 1985، و"عائلة ونيس" في 1997، كما شاركته أيضا في اثنين من أنجح المسلسلات التليفزيونية الكوميدية وهما مسلسلي: "رحلة المليون" عام 1984، و"يوميات ونيس" بأجزائه الخمسة التي بدأت عام 1994، فحققت من خلال شخصية "مايسة" التي جسدتها نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، حتى أنها ذكرت في بعض المقابلات الصحفية أن المعجبين ينادونها دائما ب"ماما مايسة".
تميزت بأدائها للأدوار الكوميدية، وكذلك دور بنت البلد الأصيلة التي تتسم بالشهامة والجدعنة، وإن كانت الدراما التليفزيونية أتاحت لها الفرصة كاملة لتقديم عدد كبير من الشخصيات الدرامية المتنوعة، حيث شاركت في عدة مسلسلات تليفزيونية، والمسرحيات المصورة، والسهرات الدرامية.
كانت حياتها الأسرية بصفة عامة مستقرة، فتزوجت في حياتها مرتين، الأولى: من الفنان أحمد عبد الوارث، وأنجبت منه "طارق، وفيروز"، إلا أن هذه الزيجة للأسف انتهت بالإنفصال، وقيل لأن الطرفان أدركا أنهما مختلفا الطباع، أما الثاني: من مهندس البترول محمد عبدالمنعم، الذي أكملت معه مشوار حياتها الخاص.
مسرح سعاد
التحقت "نصر" بفرقة مسرح الطليعة بمجرد تخرجها من المعهد، وشاركت في بطولة عدة مسرحيات، حتى حصلت على فرصة البطولة المطلقة في مسرحيتي "فوت علينا بكره، واللي بعده" من تأليف محمد سلماوي، وإخراج سعد أردش عام 1983، كذلك شاركت في بطولة العديد من المسرحيات بفرق القطاع الخاص المختلفة.
قدمت مع فرقة "المسرح الحديث" عرض "الكدب له ألف رجل" عام 1972؛ ومع فرقة "مسرح الطليعة" عرضين: "فوت علينا بكره، واللي بعده" في 1983.
أما القطاع الخاص فقدمت مع فرقة "تحية كاريوكا" مسرحية "ياسين ولدي" عام 1970؛ ومع فرقة "الريحاني" عرض "آه من حلاوتها" 1976؛ ومع فرقة "استديو 80" مسرحيات: "هاملت" 1976، و"أنت حر" 1982، و"الهمجي" 1985، ومع فرقة "سعيد صالح" عرض "نحن نشكر الظروف" 1987؛ ومع فرقة "محمد فوزي" عرضين: "الشحاتين" 1989، و"عائلة ونيس" 1997؛ ومع فرقة "سمير عبد العظيم" عرض "وأربعة غجر وخامس جدع" 1990؛ ومع فرقة "إسماعيل كتكت" مسرحية "البراشوت" 1990؛ ومع فرقة "أوسكار" عرضين: "جوز ولوز" 1991، و"تكسب يا خيشة" 1994؛ ومع فرقة "الصقر" لإبراهيم حافظ، مسرحية "حظ نواعم" 1995؛ ومع فرقة "عصام إمام" مسرحية "شبورة" 1998؛ ومع فرقة "عادل حسني" عرض "سداح مداح" 1999؛ إلى جانب المسرحيات المصورة منها: "صعيدي ولا بحيري، وأنا وهي والكمبيوتر، وشقة في الدور الثالث، ومرافعات عائلية، والبحث عن وظيفة".
تعاونت من خلال مسرحياتتها السابقة مع نخبة من المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الفنانين: "سعد أردش، وكرم مطاوع، وحسن عبدالسلام، وجلال الشرقاوي، وسمير العصفوري، ومحمد صبحي، وهاني مطاوع، وفهمي الخولي، وعبدالغني زكي، ومجدي مجاهد، ورشاد عثمان، ومراد منير، ورزيق البهنساوي، وفيصل عزب، وسعيد مدبولي، ومحمود أبو جليلة".
ومن النجوم أيضا في مقدمتهم المبدعين: "هدى سلطان، كمال الشناوي، جمال إسماعيل، عبدالرحمن أبو زهرة، سعيد صالح، عبدالحفيظ التطاوي، سهير البابلي، سهير الباروني، محمد صبحي، جميل راتب، هالة فاخر، إسعاد يونس، دلال عبدالعزيز، حسين الشربيني، فاروق نجيب، وحيد سيف، سيد زيان، يونس شلبي، محمود الجندي، ممدوح وافي، حسن حسني، فاروق فلوكس، نجاح الموجي، أحمد بدير، شريهان، شيرين، صابرين، هناء الشوربجي، عايدة رياض، فؤاد خليل، مظهر أبو النجا، أشرف عبدالباقي، صلاح عبدالله، ليلى فهمي، نادية عزت، عائشة الكيلاني..".
في السينما
منحتها السينما فرصة المشاركة بأداء بعض الأدوار الرئيسة والثانوية فيما يقرب من 50 فيلمًا منها: "حمام الملاطيلي، شقة في وسط البلد، امرأة بلا قلب، لا عزاء للسيدات، المتوحشة، حدوتة مصرية، سمورة والبنت القمورة، هنا القاهرة، البداية، خليل بعد التعديل، عليش دخل الجيش، جحيم 2، مجانين على الطريق، المزاج، أبو كرتونة، اللي رقصوا على السلم، عتبة الستات، حواء 2000، العاصفة، جواز بقرار جمهوري، خريف آدم، صايع بحر، مندور وعزيزة، مشوار امرأة، علي سبايسي..".
دراما
شاركت في العديد من المسلسلات التي من بينها: "يوميات ونيس، رحلة المليون، جحا المصري، الليل وآخره، مشوار امرأة، هند والدكتور نعمان، الكابتن جودة، الهويس، أبرياء ولكن، أم العروسة، الزوبعة، الشاطر حسن، السمان والخريف، أمير الشعراء أحمد شوقي، فوازير فطوطة "الأفلام"، مسافرون، رجال في المصيدة، بوابة الحلواني (ج1)، سر الأرض، فوازير "خد وهات"، الوجه الآخر للقمر، عوض وجحا، البرج اللي فاضل.."، بالإضافة إلى مشاركتها بطولة بعض السهرات التلفزيونية منها: "أوراق من المجهول، نفقة وطلاق ومؤخر صداق، يوم سعيد يوم تعيس، قصة الأستاذ حندوس، نهارك أبيض، قيد المواليد، كاميليا، الحب القاتل، الرنين والصدى.."، إلى جانب العمال الإذاعية المتنوعة التي يصعب حصرها منها مسلسلات: "نسناس في العش الوردي، ولو يا دنيا، وبنت السفير" وغيرها.