كتبت : يارا اليماني السياسة هي موضوع الحديث اليومي للأسرة على مائدة الطعام، والعدالة الاجتماعية والاقتصاد وفقراء مصر هي شغلهم الشاغل، والملاحقة الأمنية هي فكاهتهم وفاكهتهم، هكذا نشأت وتربت سلمى صباحي، فهي من أب له تاريخ في النضال السياسي، وأم مناضلة وناشطة حقوقية، فوالدها حمدين صباحي، أحد أبرز معارضي النظام السابق والحالي، ووالدتها سهام نجم الدين الناشطة الحقوقية. خاضت سلمى غمار الحياة العامة منذ نعومة أظافرها وإن لم تمارسها، فكان الغناء هو ملجأها بعيدا عن السياسة. اتجهت سلمى للغناء فانضمت لكورال أطفال الأوبرا وهي في الثامنة، كما شاركت في تمثيل في مسرحية “,”نسمة سلام“,” على مسرح البالون 1992، لتستكمل رحلة الغناء بالجامعة فيما بعد. حصلت مرتين على المركز الأول في مسابقة الإلقاء الشعري على مستوى مدارس الجمهورية عامي 1996 1997، كما شاركت بالغناء والإلقاء في بطولة المسرحية الشعرية «مسحراتي العرب» على المسرح القومي 1999، تخرجت من كلية الآداب قسم أسباني جامعة القاهرة عام 2002، وحصلت على جائزة التميز أكتر من مره لمشاركتها في مهرجانات محلية ودولية تابعة أثناء دراستها. فضلت أن تكون إطلالتها بوجهها البشوش والطفولي، إطلالة أمل على كل الناس من خلال برنامج شبابيك، والذي قدمته عام 2005، والذي توقف عام 2008، ثم قدمت في نفس العام برنامج “,”على البيت “,” في إذاعة حريتنا، وأيضا برنامج “,”كل الكلام“,” عام 2010، وأخيرا بعد الثورة قدمت برنامج “,”ولاد البلد“,” على قناة صدى البلد، والذي تم وقف بثه في نهاية العام الماضي. نشطت سلمى وكشفت عن وجهها الثوري منذ اندلاع ثورة 25 يناير، فقدمت العديد من الأغاني الوطنية التي مجدت الثورة منها “,”الله حي“,”، كما شاركت والدها وساندته أثناء حملته الانتخابية لرئاسة الجمهورية، لتكون سلمى صباحي “,”بنت أبوها“,” بجد وباختصار شديد. سلمى التي تم إخلاء سبيلها بكفالة تقدر ب30 ألف جنيه، بقرار من غرفة المشورة بمحكمة جنح العجوزة، رفضت النيابة تنفيذه، في قضية النصب والاستيلاء على أموال المواطنين عبر شبكات التسويق الإليكتروني، لتجد نفسها في أقل من ساعة متهمة في 35 بلاغا تقدم به العديدين في نفس القضية منذ أيام، لتقوم النيابة بوقف التنفيذ اليوم، على خلفية تلك البلاغات، لترفض المحكمة استئناف النيابة وتؤكد قرار الافراج. مع كل التقدير والاحترام لقرار المحكمة، وفي الوقت الذي تستأنف فيه النيابة تحقيقاتها حول البلاغات المقدمة ضد سلمى صباحي، فإن التساؤل الذي يطرح نفسه: هل تدفع سلمى ضريبة حرب عمل أبيها صباحي في السياسة، بعدما دفعته في المرة الأولى بوقف برنامجها “,”ولاد البلد“,” العام الماضي، فكم هو باهظ ثمنك أيتها الحرية، وكم أنت غالية أيتها الكلمة الحرة؟!