رغم أن بعض الأشخاص لا يتناولون الكثير من الأطعمة، إلا أنهم يعانون من السمنة. كشفت دراسة ألمانية جديدة عن الدور الذي تلعبه قلة الحركة في ذلك بسبب تحور أحد الجينات. قال باحثون ألمان إن حدوث تغير في الجينات لدى بعض الأشخاص يمكن أن يكون السبب في إصابتهم بقصور في الحركة، وهو الأمر الذي يزيد من احتمال إصابتهم بالبدانة. وقال ماتياس تراير الباحث في المعهد الأوربي للجزيئات البيولوجية في مدينة هايدلبرغ الألمانية: "اكتشفنا وجود عامل وراثي لدى الفئران يؤثر على نشاطها الجسماني التلقائي". ويبين الباحث أن هذا العامل الوراثي الموجود لدى الإنسان أيضا يؤثر بشكل كبير على الحركة التلقائية لجسمه. ويضيف تراير أن هذه الاكتشاف ربما يفسر إصابة البعض بالسمنة مع أنهم يتناولون أنواعا وكميات من الطعام مساوية لأقرانهم الذين لا يعانون من السمنة. وأجريت الدراسة في المعهد الأوربي للجزيئات البيولوجية والمعهد الألماني لأبحاث الغذاء في مدينة بوتسدام بالتعاون مع جامعة كينكيناتي بولاية أوهايو الأمريكية ونشرت في العدد الأخير لمجلة "سيل ميتابوليزم" العلمية. وجاء فيها أن شعور الإنسان بالجوع يزيد من رغبته في الحركة بحثا عن الطعام. وبينت التجارب أن هذه إحدى العمليات الحيوية الأساسية لدى الإنسان، غير أن حدوث تحوّر في جين "بي إس إكس" يسبب حالة من الكسل ويقلل من الحركة التلقائية. ويأمل الباحثون بمساعدة هذا الجين أن يتمكنوا من إماطة اللثام عن العوامل التي تؤدي إلى السمنة. كما توقعوا تطوير عقاقير طبية توقف تحوّر جين "بي إس إكس"، ويكون لها تأثير إيجابي على وزن الجسم. يذكر أن وزن الجسم يحدده عاملان أساسيان وهما تناول الطعام ونشاط الجسم حتى وإن كان قليلا أو لا شعوريا مثل تحريك القدم مع ثبات الساق، وتسيطر منطقة معينة في مخ الإنسان على هذين العاملين.