صدر حديثا في القاهرة للكاتب الصحفي والباحث السياسي السيد الحراني وعن مؤسسة "المصري اليوم" ودار "أكتب" للنشر والتوزيع كتاب (مذكرات جمال البنا). وجاء الكتاب يحمل مذكرات المفكر الراحل جمال البنا التي سجلها السيد الحراني معه قبل وفاته وكتبها عنه وسبق وانفرد بنشرها على صفحات جريدة المصري اليوم في شكل حلقات صحفية مسلسلة حققت نجاحا وأثارت جدلا وحفيظة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين في جنيف وألمانيا. ويروى الكتاب حياة جمال البنا من المهد إلى اللحد، بكل ما قابل من أسرار وخفايا في هذه الرحلة الدنيوية، والتي بدأت برفضه للمسلمات، ورفضة الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين التي أسسها شقيقه حسن البنا وتأكيدة أن الإخوان جماعة فاشية وفاشلة واهتموا بالأديان ولم يهتموا بالإنسان التي خلقت من أجلة الاديان، ثم تكوينه حزب للعمال وبعد أن تعرض للسجن بسببه اغلقة وكون جمعية للعمال وكان يحاضر بها محمد حسنين هيكل في سنواته الأولى بعالم الصحافة. كما يكشف الكتاب عن موقف البنا من الرأسمالية والبرجوازية والبروتارية، وعلاقاته بالغرب وأمريكا وألمانيا ورحلاته المتكررة لمصانعها، وأيضا تحدث عن تراثة الكبير العلمي والاكاديمي الذي تركة للعمال في مصر والعالم، وموقفه من الجماعات الدينية، والأحزاب السياسية، وسر علاقته الحميمة بسعد الدين إبراهيم وكيف وافق على أن يكون ضمن مجلس أمناء مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية، وعلاقته بالرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات وكيف كان شاهدا على مساندة شقيقة حسن البنا للسادات في محنة فصلة من الجيش، وخلافه مع الرئيس جمال عبد الناصر وكيف أمر ناصر بمصادرة كتابة الأول الذي حمل اسم "ترشيد النهضة" لكونة وصف ثورة يوليو بأنها ليست ثورة بل حركة وانقلاب ضباطي، وشرح بالمواقف والاسرار طبيعة علاقته بكل من محمد حسنين هيكل وإحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ ويوسف ادريس ومصطفى مشهور وحسن الهضيبي واخرون. كما كشفت المذكرات ما دار حول البنا من شائعات، وكيف بدأت أزماته الفكرية بطرحة ابحاثه واجتهاداته الخاصة بقضاية مثل "امامة المرآة للرجال في الصلاة، واباحة القبلات للشباب من الجنسين، واجازة تدخين السجائر في نهار رمضان للصائم لأنها ليست من المفطرات" كما تطرقت المذكرات لحياته الخاصة التي لم يعلنها لاحد قط فعن زواجة وزوجته ووالدته وشقيقته يتحدث. وكتاب مذكرات جمال البنا للكاتب السيد الحراني يعد طفرة فريدة في عالم كتابة القصة الصحفية وكتابة المذكرات في مصر والوطن العربي حيث باعتراف كبار الكتاب والادباء والاعلاميين والسياسيين، حيث يتطرق للمزج بين الحديث عن الحياة الخاصة والعامة والسياسية والاجتماعية والعلمية والدينية من خلال حياة كانت زاخرة بالتفاعلات. ويؤكد السيد الحراني أن مذكرات جمال البنا هي دليل ومؤشر لحياة فريدة عاشها مفكر وباحث ومجتهد حارب طوال حياته التطرف والعنف والمغالاة في الدين الإسلامي فكان من أقوي من حاربوا جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية بالفكر والحجة القوية، وأضاف أيضا أن الأعمال الكاملة للمفكر جمال البنا سيصدرها الحراني قريبا بعد تحريره وتقديمة لها لتكون في متناول كل الباحثين المهتمين بفكر البنا وباطروحته المختلفة في ملف الإسلام السياسي. الجدير بالذكر أن السيد الحراني كاتب صحفي وباحث سياسي ومدير المركز الوطني للبحوث والدراسات السياسية والإستراتيجية وعمل في عدة صحف مصرية وعربية من بينهم صحيفة المصري اليوم واهتم بكتابة مذكرات المشاهير في مختلف المجالات فكتب مذكرات كلا من المفكر الدكتور مصطفى محمود، ومذكرات المفكر جمال البنا، ومذكرات رجل الأعمال أحمد الريان، ومذكرات الفنانة ماجدة الصباحي، وصدر له ما يقرب من نحو عشرين كتابا في عدة طبعات وكان بنهم "الجماعات الإسلامية من تاني، الإخوان القطبيون، مصر واللي فيها، بنات القاهرة، وموافي والسندريلا، والفيلسوف المشاغب، ومذكرات مصطفى محمود.