أجرى قداسة البابا فرنسيس، صباح اليوم الأربعاء، مقابلته عامة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس بالفاتيكان واستهل تعليمه الأسبوعي قائلا " نواصل رحلتنا لتعميق الإيمان في ضوء رسالة القديس بولس إلى أهل غلاطية. وأضاف، قائلا: "البابا فرنسيس ويصر بولس الرسول على هؤلاء المسيحيين لكي لا ينسوا حداثة وحي الله التي أُعلنت لهم بالاتفاق الكامل مع الإنجيلي يوحنا، يؤكد بولس أن الإيمان بيسوع المسيح قد سمح لنا بأن نصبح حقًا أبناء الله وورثته غالبًا ما نعتبر نحن المسيحيين حقيقة كوننا أبناء الله أمرًا مفروغًا منه، ولكن، من الجيد أن نتذكر دائمًا اللحظة التي أصبحنا فيها كذلك، لحظة معموديتنا، لكي نعيش بوعي أكبر العطيّة العظيمة التي نلناها". وتابع البابا فرنسيس يقول في الواقع، لما "جاء الإيمان" بالمسيح ، خُلقت حالة جديدة جذريًا تُدخلنا في البنوة الإلهية. لم تعد البنوة التي يتحدث عنها بولس هي البنوة العامة التي تشمل جميع الرجال والنساء كأبناء وبنات للخالق الواحد وفي المقطع الذي سمعناه يؤكِّد أن الإيمان يسمح لنا بأن نكون أبناء الله "في المسيح". إنَّ هذا ال "في المسيح" هو الذي يصنع الفرق لقد صار المسيح أخًا لنا، وبموته وقيامته صالحنا مع الآب. والذي يقبل المسيح في الإيمان "يلبس" في المعمودية المسيح والكرامة البنويّة. وأضاف البابا فرنسيس: يشير القديس بولس في رسائله عدة مرات إلى المعمودية وبالنسبة له، أن نكون معمّدين يعني أن نشارك بطريقة فعالة وحقيقية في سر يسوع. وفي رسالته إلى أهل روما سيذهب إلى حد القول إننا في المعمودية قد متنا مع المسيح ودفننا معه لكي نحيا معه، لذلك فإن المعمودية ليست مجرد طقس خارجي. والذين ينالونها يتحولون في العمق، في كيانهم الحميم، ويمتلكون حياة جديدة، تلك التي تسمح لهم بالتوجُّه إلى الله والتضرع إليه باسم "أبا، أيها الآب". وختم البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي بالقول لذلك نحن مدعوون بطريقة أكثر إيجابية إلى أن نعيش حياة جديدة تجد تعبيرها التأسيسي في البنوة مع الله ومن المهم اليوم أيضًا لنا جميعًا أن نكتشف مجدّدًا جمال كوننا أبناء الله، إخوة وأخوات بين بعضنا البعض لأننا مندمجون في المسيح وبالتالي لا يجب على الاختلافات والتناقضات التي تخلق الانفصال أن تقيم بين المؤمنين بالمسيح. إن دعوتنا هي بالأحرى أن نجعل ملموسة وواضحة الدعوة إلى وحدة الجنس البشري بأسره فإنَّ كل ما يؤدي إلى تفاقم الاختلافات بين الأشخاص، ويسبب التمييز في معظم الأحيان، يفقد قوّته وتماسكه، أمام الله، بفضل الخلاص الذي تحقق في المسيح. لأنَّ المهم هو الإيمان الذي يعمل مُتَّبعًا مسيرة الوحدة التي أشار إليها الروح القدس. ومسؤوليتنا هي أن نسير بشكل حاسم على هذا الدرب.