«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الذرة».. أزمة ب«1.7» مليار دولار سنويا.. الفلاحون يرفضون زراعته.. وارتفاع جنونى فى معدلات الاستيراد.. البرلمان يعتزم إدخال المحصول فى نطاق قانون الزراعة التعاقدية.. نقيب الفلاحين: غياب الدعم السبب
نشر في البوابة يوم 05 - 09 - 2021

يعد محصول الذرة من أهم المحاصيل الاستراتيجية فى مصر، التي تستورد كميات كبيرة منه لأسباب متعددة منها عزوف الفلاحين عن زراعته واتجاههم لزراعة محاصيل أخرى.
وارتفعت الواردات المصرية من الذرة بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، حيث تشير البيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، إلى أن قيمة الواردات المصرية من الذرة، بلغت نحو 220 مليونا و274 ألف دولار، فى شهر أبريل الماضي، مُقابل 179 مليونا و306 آلاف دولار فى شهر أبريل عام 2020، بزيادة بلغت 40 مليونا و968 ألف دولار.
فيما بلغت قيمة الواردات نحو 236 مليونا و301 ألف دولار، فى شهر مايو الماضي، بينما سجلت 114 مليونا و382 ألف دولار فى شهر مايو عام 2020، بزيادة بلغت 121 مليونا و919 ألف دولار.
وتشير البيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، إلى أن الواردات المصرية من الذرة كانت ضمن قائمة أهم الواردات المصرية من المواد الخام، والتي بلغت قيمتها الإجمالية نحو 755 مليونا و78 ألف دولار فى شهر مايو الماضي، مقابل 576 مليونا و748 ألف دولار فى نفس الشهر عام 2020، بزيادة بلغت نحو 178 مليونا و330 ألف دولار.
بينما تبلغ تكلفة استيراد الحكومة للذرة سنويًا مليار و700 مليون.
الفلاحون يعانون بسبب المحصول
البداية كانت من «فتحى علام» أحد الفلاحين بمحافظة سوهاج، حيث يقول إن الفلاحين يعانون بسبب محصول الذرة خاصة أن سعر محصول الذرة الذى حددته الدولة والذي يقدر ب300 جنيه، العام الماضي، سعر غير عادل، مقارنةً بتكاليف محصول الذرة.
وأضاف «علام»: «وزارة الزراعة والحكومة تتركنا فريسة للتجار، لتتحكم فينا كيف تشاء، وتقوم بشراء المحصول منا بأسعار ضئيلة للغاية، لذلك لا بد أن يكون هناك تقييم عادل لسعر أردب الذرة، وتحديد سعر مناسب من قبل الزراعة».
وتابع «علام»، أنه يجب أن يكون هناك خطوات جادة وفعالة، من قبل وزارة الزراعة والحكومة للاهتمام بمحصول الذرة، وزيادته خاصة أن استهلاكنا المحلي يفوق أضعاف الإنتاج، مما يجعلنا مضطرين لاستيراد كميات كبيرة من الخارج لسد العجز المحلي.
واستطرد قائلًا: «استيراد الذرة يكون بأضعاف سعره الذي نزرعه لذلك فإن أهم خطوة فى زيادة محصول الذرة تشجيع الفلاحين على زراعة الذرة ومدهم بالأسمدة والتقاوي التي يحتاجونها بأسعار مناسبة، خاصة أننا نلجأ إلى السوق السوداء لشراء تلك الأشياء بأضعاف سعرها».
وطالب «علام» برفع سعر أردب الذرة، لأن رفع سعره هو الخطوة الوحيدة لتشجيع الفلاحين للعودة للزراعة مرة أخرى، خاصةً بعد ارتفاع أسعار البذور والوقود اللازم للري، وتكاليف جمع المحصول، وكذلك إيجارات الأرض الزراعية، واختفاء «شيكارة» الكيماوي التي وصل سعرها فى السوق السوداء إلى 350 جنيها، بدلا من تسليم الجمعية الزراعية نظير 165 جنيها للشيكارة الواحدة.
بينما قال «رضوان عبدالعال»، أحد الفلاحين، إن محصول الذرة لا يغني ولا يسمن من جوع، وزراعته تأتي على الفلاحين بالخسارة، خاصةً أن زراعة محصول الذرة لا يغطي تكلفته، بسبب ارتفاع التقاوي والأسمدة، مقارنةً بالمحاصيل الأخرى مثل الطماطم والفول، وبعض المحاصيل الأخرى التي تزرع فى نفس موسم الذرة، مما جعل الفلاحين يتجهون إلى زراعة المحاصيل الأخرى لأنها تعطي إنتاجية أعلى.
وأردف «عبدالعال»: «بعض الفلاحين مجبرين على زراعة محصول الذرة بسبب علف المواشي، موضحًا أن نقص محصول الذرة واستيراد كميات كبيرة من الخارج السبب الرئيسي فيها هو عدم دعم محصول الذرة مقارنة بالمحاصيل الأخرى، مثل الأرز والقمح؛ مطالبًا الحكومة بعمل سيستم جديد للنهوض بالمحاصيل الاستراتيجية التي لا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال لأنها تعد الغذاء الرسمي سواء كان للمواطن أو المواشي».
وتابع، أنه من ضمن أسباب تدهور محصول الذرة تجاهل الحكومة للفلاح وعدم الوقوف بجانبه، وعدم تحديد السعر المناسب لإردب الذرة فى ظل ارتفاع أسعار المبيدات والتقاوي والأسمدة، إلى جانب عدم وجود سيستم فى تعاقد الحكومة على محصول الذرة من الفلاحين مما جعل الفلاحين يتجهون إلى بيع المحصول إلى أصحاب مزارع المواشي من أجل استخدامه كعلف.
النائب هشام الحصري، رئيس لجنة الزراعة بمجلس النواب
قانون الزراعة التعاقدية
ويقول النائب هشام الحصري، رئيس لجنة الزراعة بمجلس النواب، إن اللجنة من بداية دور الانعقاد شددت على ضرورة تفعيل قانون الزراعة التعاقدية، والذي صدر عام 2014؛ مشيرًا إلى أنه من نتائج هذا تم تفعيل القانون على محصولين أساسيين هما فول الصويا، وعباد الشمس.
وأكد «الحصرى»، أن اللجنة بصدد زيادة المحاصيل التي سيتم تفعيل قانون الزراعة التعاقدية عليها، كمحصول الذرة الصفراء، والقطن خلال الفترة المقبلة؛ مشيرًا إلى أن الأخذ بنظام الزراعة التعاقدية له مزايا عدة، إذ أنه يُمكن المزارع من عملية التعاقد على المحصول قبل زراعته.
كما أنه يتيح له رفاهية اختيار زراعة المحصول من عدمه، وتمكينه من معرفة متطلباته من المحاصيل الزراعية، وضمان إلزام الدولة بشراء المحصول من المزارع بصورة دائمة ومستمرة، واستلام محصوله بسعر مناسب، وذلك بحسب قانون الزراعة التعاقدية، بما يضمن تشجيع المزارعين فى التعاقد معهم على الزراعة.
وأشاد رئيس لجنة الزراعة بمجلس النواب، بالخطوات الجادة التي اتخذها السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، من خلال التعاون مع بنك الطعام لدعم صغار المزارعين، معقبًا: «خطوة إيجابية تسهم فى تقليل حلقات التداول، وإمكانية التعامل المباشر مع المنتج، الأمر الذي سيكون له المردود الإيجابي الأكبر على المنتج من ناحية، وعلى المستهلك من ناحية أخرى».
حسين عبدالرحمن أبوصدام، نقيب عام الفلاحين
أزمة تتعدد أسبابها
فى السياق ذاته؛ قال حسين عبدالرحمن أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، إن مشكلة الذرة ليست وليدة اللحظة، وإنما هي مشكلة نمر بها منذ عشرات السنوات لأسباب عديدة سواء كان بسبب مشكلات المحصول أو لأسباب أخرى.
وأضاف «أبوصدام»: «طالبنا مرارا وتكرارا وزارة الزراعة والمسئولين عن ذلك الملف فى مصر بحل المشكلات التي تواجه الفلاحين فى المحاصيل الاستراتيجية، وتشجيع الفلاحين على زراعة الذرة بجميع أنواعها سواء كانت الذرة البيضاء أو الصفراء أو الرفيعة»؛ موضحًا أن زيادة محصول الذرة الحل الأمثل لتقليل أسعار الأعلاف وزيادة الثروة الحيوانية فى الفترة المقبلة، خاصةً أن مصر تعاني بشكل كبير فى ملف الثروة الحيوانية، بسبب واردات اللحوم المجمدة أو الطازجة التي نستوردها من الخارج.
وتابع، أنه يجب أن يكون هناك خطة محكمة من قبل وزارة الزراعة فى الفترة المقبلة والتوسع فى زراعة محصول الذرة لتقليص فاتورة الاستيراد؛ مشيرًا إلى أن محصول الذرة ليس عائقًا فى مشكلة المياه التي نمر بها فى الزراعة بمصر، بسبب أن محصول الذرة يستهلك كميات قليلة.
وأكد، أن أهمية الذرة تكمن فى دخول الذرة بأكثر من 30٪ فى صناعة الرغيف المدعم، مما يساهم بشكل كبير فى تقليل فاتورة الاستيراد الضخمة، من محصول القمح أيضًا، بسبب الدقيق المدعم الذي يستخدم فى صناعة الخبز؛ موضحًا أن من ضمن مميزات محصول الذرة أنه يساعد بشكل كبير فى تخفيف أزمة نقص الزيوت التي نستورد منها أكثر من 98٪ من الخارج.
وأشار «أبوصدام»، إلى أن فاتورة الاستيراد من محصول الذرة، زادت بصورة كبيرة فى الفترة الأخيرة؛ موضحًا أن مصر تستورد أكثر من 9 ملايين طن ذرة صفراء لصناعة الأعلاف، وأكد أن الحل الأمثل لتقليل فاتورة الاستيراد دعم الفلاح المصري وزيادة المساحات المزروعة من محصول الذرة فى الأيام المقبلة، خاصةً أن مشروع المليون ونصف المليون فدان، سيساهم بشكل كبير فى زراعة المحاصيل الاستراتيجية، وزيادة الإنتاج، وتقليل فاتورة الاستيراد.
وطالب «أبوصدام»، وزارة الزراعة، بعمل خطة محكمة لتشجيع الفلاحين على زراعة محصول الذرة، خاصةً أن جزءًا كبيرًا من الفلاحين، عزفوا عن زراعة محصول الذرة، بسبب التكلفة العالية للمحصول، واتجهوا إلى زراعة محاصيل أخرى، مثل محصول الأرز والقطن، بسبب أن تلك المحاصيل تعطي إنتاجية أعلى.
وأكد نقيب الفلاحين، أن الأمور ستختلف فى الفترة المقبلة، بسبب تقليص الدولة المساحات المزروعة من الأرز والقطن، بسبب استهلاكهما كميات كبيرة من المياه، لذلك يجب أن ندعم الفلاحين ونوجههم لزراعة الذرة.
وأشار، إلى أن الحل الأمثل لزيادة المحاصيل الاستراتيجية من الذرة والأرز والقمح والحبوب الزراعية بشكل عام وتقليل فاتورة الاستيراد، أن يكون هناك قرار فوري وعاجل من الدولة بتفعيل قانون الزراعات التعاقدية؛ موضحًا أن الزراعة التعاقدية هي الإنتاج الزراعي أو الحيواني أو الداجني أو السمكي الذي يتم استنادًا إلى عقد بين المنتج والمشتري.
ويلتزم بموجبه المنتج بالتوريد طبقًا للكميات والأصناف والجودة والسعر، وغيرها من الشروط التي يتضمنها العقد، خاصةً أنّ قانون الزراعات التعاقدية من شأنه توازن الأسعار وضبطها بكل أنواعها، إذ يعتمد على التعاقد بين المزارع والتجار قبل زراعة المحصول، من خلال تحديد الكمية المطلوبة والزراعة بناء عليها إلى جانب تحديد السعر.
وأشار إلى أنّ تعاقد الفلاح والتاجر فى وجود وزارة الزراعة كضامن وتحديد السعر، وبناءً عليه أخذ التقاوي من الشركة، يجعل الوزارة تعرف مقدما أسعار المنتجات قبل موسم حصدها، لذلك يجب أن يتم تفعيل قانون الزراعة التعاقدية فى أقرب وقت.
وأكد «أبوصدام»، أن مصر من أكثر الدول المستوردة للذرة الشامية، موضحًا أن فاتورة الاستيراد من محصول الذرة تكلف الدولة أكثر من مليار و700 مليون دولار فى السنة، وأن ارتفاع تلك النسبة فى الفترة الأخيرة يرجع إلى إهمال محصول الذرة من قبل الدولة واتجاه الفلاحين لزراعة محاصيل أخرى تدر دخلا أكبر خاصة أن محصول الذرة حسب الفلاحين لا يغطي تكاليفه.
تقليل الفجوة بين الاستيراد والإنتاج المحلى
فى السياق نفسه؛ قال الدكتور سعيد جاد، مدير عام المكافحة بمديرية الزراعة بالقليوبية، إن محصول الذرة يعد من المحاصيل الاستراتيجية، مثله مثل محصول القمح، لحاجتنا إليه، ودخوله فى العديد من الاستخدامات، سواء فى رغيف الخبز أو السكر أو الزيت أو كعلف للمواشي، لذلك فهو يعد من أهم محاصيل الحبوب الصيفية فى مصر.
وأشار «جاد»، إلى أن أهم خطوة للحفاظ على محصول الذرة وتشجيع الفلاحين على زراعته فى الفترة المقبلة توفير التقاوي لجميع أصناف الذرة البيضاء والصفراء. وأضاف، أن مصر تستهلك كميات كبيرة للغاية من محصول الذرة، لأهميته ودخوله فى عدة مجالات؛ موضحًا أننا نستهلك فى العام الواحد أكثر من 12 مليون طن.
وأشار مدير عام المكافحة بمديرية الزراعة بالقليوبية، إلى أن مصر تنتج نحو 3 ملايين طن محليا فقط فيما نستورد أكثر من 9 ملايين طن سنويا لسد العجز المحلي.
وأوضح «جاد»، أن النسبة التي نستوردها تكلف الدولة مبالغ طائلة قد تصل إلى نحو مليار و700 مليون دولار سنويا، لذلك لا بد من خطوة مهمة وفى أسرع وقت وهي تقليل الفجوة بين الاستيراد والإنتاج المحلي لتوفير العملة الأجنبية.
وأضاف أن الفترة المقبلة سوف تشهد تطورا كبيرا فى ملف الزراعة بشكل عام والمحاصيل الاستراتيجية من الحبوب الزراعية مثل محصول الذرة والقمح والأرز والقطن بفضل مشروع المليون والنصف المليون فدان الذي سيكون طفرة كبيرة فى تطوير الزراعة فى مصر.
وأوضح مدير عام المكافحة بمديرية الزراعة بالقليوبية، أن ذلك المشروع سيوفر على الدولة مليارات الجنيهات بفضل توفير الواردات المصرية إلى جانب زيادة الصادرات.
وتابع «جاد»، يجب أن نعمل فى الفترة المقبلة، على شراء محصول الذرة من الفلاحين بأسعار مناسبة، إلى جانب إنشاء مراكز تجميع الذرة، مثلما يحدث فى محصول القمح، والحفاظ على محصول الذرة وتسويقه، والاهتمام به وإيصال الفلاحين أن محصول الذرة مثله مثل محصول القمح، خاصة أن بعض الفلاحين لا يعطون لمحصول الذرة اهتماما من قريب أو بعيد؛ موضحًا أن السبب الرئيسي فى ذلك وزارة الزراعة والمسئولون عن المحاصيل الزراعية فى مصر.
ونوه إلى أن مصر تستورد كميات كبيرة من الزيوت وعلف الدواجن والثروة الحيوانية موضحًا أن وزارة الزراعة لو عملت على توفير الذرة ستقلل الاستيراد من عدة أشياء منها الزيوت وعلف الدواجن والمواشي وليس الذرة فقط.
وطالب «جاد»، الدولة بالتوسع الأفقي فى زراعة محصول الذرة إلى جانب استصلاح مزيد من الأراضي الزراعية خاصة أن مصر تعد دولة زراعية فى المقام الأول وخير دليل على ذلك أن فى أزمة كورونا كل القطاعات تأثرت بسبب الأزمة إلا قطاع الزراعة وكان خير سند للاقتصاد المصري فى الأزمة بفضل الصادرات الزراعية.
الدكتور نادر نور الدين
مطالبات بالتوسع فى زراعة الذرة
بينما قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الزراعة والري بجامعة القاهرة، إن أهم خطوة يجب تنفيذها فى الفترة المقبلة للنهوض بمحصول الذرة وزيادته العمل على التوسع فى زراعة الذرة ووضع خطة محكمة من قبل وزارة الزراعة، لزراعة أكثر من 6.6 مليون فدان، بالموسم الصيفي المقبل.
وأضاف «نور الدين»: «من المتوقع أن تعمل الدولة فى الوقت الحالي على توفير المحاصيل الاستراتيجية وزيادتها لتقليل فاتورة الاستيراد خاصة أن هناك اهتماما بمحصول الذرة فى الفترة المقبلة بسبب أن الحكومة تستورد كميات لا حصر لها من الحبوب الزراعية، إلى جانب وجود حصص معينة من المياه لزراعة المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، مثل محصول الأرز، لذلك فمن المتوقع أن الفلاحين يتجهون إلى زراعة محصول الذرة».
وطالب «نور الدين»، وزارة الزراعة بوجود سيستم جديد من قبل الإرشاد الزراعي بصفة خاصة ووزارة الزراعة بصفة عامة تجعل الفلاح يزرع الذرة الصفراء التي تستخدم فى صناعة الأعلاف، خاصةً أن مصر لديها عجز فى إنتاج الزيوت يتخطى حاجز ال50٪ لذلك يجب التوسع فى النباتات الزيتية مثل نبات عباد الشمس وغيره.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.