قدم د. محمد أمين عبدالصمد المشرف على الندوات التي تقام ضمن فعاليات المهرجان القومي للفنون الشعبية، د. سمير جابر، وقد دارت الندوة أمس التي تعد الثانية في المهرجان، حول "قضايا الرقص الشعبي بين سياقين". بدأ د. سمير الندوة بعرض مقطع من فيلم يوضح كيف كانت الحركة الكونية مصدر إلهام للإنسان على التعبير الحركي، وكيف استمرت لغة الجسد هي التعبير عن رغبات وعادات وتقاليد الشعوب. ولخص د. سمير محور الموضوع في أن الرقص حركة والحركة رؤيا، وهناك من يقوم بدراسات عدة ويصمم لها مهرجانات محلية ودولية .. لكن ما هو الرقص ؟ ... وما هو كينونته .. ولماذا رقص الإنسان .. ولماذا التعبير بالجسد .. ولما لم يكتف بالتعبير بالموسيقى أو القلم .. لماذا رقص الإنسان هل ترف أم ضرورة؟ فهناك حركات لا إرادية يفعلها الفرد دون قصد ( إشارات) وهى ما تُسمى ب" لغة الجسد"وقد عرف الإنسان التعبير بالحركة في قديم الزمن، كسلوك يعبر به عن الاعتراض أولاً، ثم من أجل الحصاد أو الحزن في الموت، وهو مقدمه د. سمير في فيلم تسجيلي كشرح لهذه الجزئية من الندوة، مضيفاً أن ذلك الفيلم صممه مجموعة من الباحثين في التراث وطافوا به كل العالم، وشرح كيف يمثل الكون في حد ذاته ( من حركة الشمس أو البحار أو السحب وهجرة الطيور والحيتان ) تعبير حركياً، فالكون بدأ بالإيقاع والحركة، فهو يمثل مجموعة حركات لها نظام ليس بعشوائي. والفيلم التالي عبر عن مجموعة من الأفارقة يعبرون بعدة حركات جسدية كدعوة لسقوط المطر فى تلك المنطقة الجافة، ويتزينوا بكل ما لديهم من زينة معتقدين أن بذلك يتقبل الرب هذه الطقوس فينزل المطر، إلى جانب طقوس المولوية التي تعبر عن معتقداتهم الدينية، والطقوس التي يعتقدون أنها تطرد الروح الشريرة، يقودهم في ذلك قائد وهو ما يسمونه قائد أو فيلسوف القبيلة، وأيضاً عرض الفيلم طقوس بعض القبائل في الاحتشاد للحرب، والاحتفال بدفن موتى. وتساءل د. سمير قائلا لماذا رقص الإنسان؟ وهل هو ضرورى؟.. ثم عرض مقطع من فيلم تسجيلى يوضح أهمية التعبير الحركي، وأن الحركة هى العمود الاساسى لتعبير الإنسان عن إرادته ورغباته وعاداته وتقاليده، وقال "أفهم شعبك تفهم ذاتك"، مؤكدا على ضرورة تقديم رقصات تلك الشعوب كما هي بالفعل لأنه يعد تاريخ وتراث لتلك الشعوب، فهناك انفصال تام بما تقدمه الكثير من الفرق الفنية الآن عن المجتمع وعاداته وتقاليده وموروثة الشعبي، فلا بد أن نرجع لتراثنا حتى يتم تصحيح المسار ولكي يحدث ذلك لابد من احترام البيئة وساكن هذه البيئة وثقافته .. فهو تراث تاريخه الآف السنين .. لابد للرجوع للبيئة . ثم عرض فيلم تسجيلي بعنوان "أشواق الأهالي" يرجع تاريخه لعام 1975، وهو يعبر عن عادات أهل مرسى مطروح، ويسجل رقصة الحجالة، كما تحدث حقيقاً، حيث يتقدم كبيرهم سنا او مقاما ويأخذ عصاه ويذهب إلى الخيمة وتخرج سيدة تغطى وجهها وتقوم بأداء عدة حركات، تستطيع هي فقط قيادة فريق السمر من الرجال، وتستمر الرقصة بسيناريو، وهذه يوضح أن تلك الرقصاتي الشعبية لها منهج وأسلوب وسيناريو يلتزمون بتطبيقه وليس رقصًا عشوائيًا.