ابتداءً من مساء أحد الشعانين ندخل في ما يسمى الأسبوع العظيم المقدس، أو ما يُعرف بأسبوع الآلام، وتشكل هذه الأيام آخر حياة السيد المسيح على الأرض قبل القيامة.. يتميز هذا الأسبوع بالخدم الليتورجية الخاصة به، فمثلًا: مساء اليوم الأحد نقيم صلاة الختن الأولى وهي خدمة صلاة سحر الاثنين العظيم المقدس.. وصباح الاثنين، نقيم خدمة القداس السابق تقديسه وهي خدمة صلاة غروب الاثنين مع خدمة المناولة، وكأن الكنيسة تستبق الزمن مبتغية أن تصل إلى القيامة بأسرع وقت. كلمة "الختن" الختن، كلمةٌ سريانيةٌ تعني في اللغة العربية (العريس) نسمع هذه الكلمة مراتٍ عديدة في ليتورجيتنا، خاصةً في صلاة نصف الليل، وصلاة الختن في الأسبوع العظيم من الصوم الأربعيني المقدس أيام (الأحد - الاثنين - الثلاثاء). صلاة الختن تبدأ صلاة الختن الأولى عشية أحد الشعانين والثانية مساء الاثنين والثالثة مساء الثلاثاء من الأسبوع العظيم المقدس ( أسبوع الآلام ) ونرتل فيه ترتيلة محببة وهي: "من الليل تبتكر روحي اليك يالله، لأن اوامرك نور على الأرض"ثم ترنم باللحن الثامن على لحن طروبارية الختن هللويا، هللويا، هللويا بعد كل استيخن. تعلموا العدل أيها السكان على الأرض. +الغيرة تأخذ شعبًا غير متأدب، والآن النار تأكل المضادين فزدهم أسواءً يارب زد عظماء الأرض أسواء ثم نرتل هذه الطروبارية العذبة والشجية هاهوذا الختن يأتي في نصف الليل فطوبى للعبد الذي يجده مستيقظًا، أما الذي يجده متغافلًا، فهو غيرُ مستحق. فانظري يانفسي ألا تستغرقي في النوم، ويُغلق عليك خارج الملكوت، وتسلمي إلى الموت، بل كوني منتبهة صارخة: قدوسٌ، قدوسٌ، قدوسٌ أنت يالله من أجل العادمي الأجساد ارحمنا. تعاد بعد: المجد للآب والابن والروح القدس: هاهوذا الختن من أجل جميع قديسيك ارحمنا. تعاد ثالثة بعد: الآن وكل آن والى دهر الداهرين آمين:هاهو ذا الختن من أجل والدة المسيح ارحمنا. معنى طروبارية "الختن" ( هاهوذا الختن يأتي. هذه الطروبارية مأخوذة من مثل العذارى في إنجيلي متى ولوقا، الذي ذكره السيد المسيح كأنموذجٍ للنفس البشرية في اختيارها طريق اليقظة والسهر الروحي من خلال اقتناء (الزيت) الذي هو الفضائل والأعمال الصالحة، حيث نسمع في المثل عن العذارى العشر اللواتي خرجنّ للقاء العريس (دلالة المجيء الثاني للسيد المسيح)، خمس عاقلات، وخمس جاهلات، أما العاقلات فكان معهن زيتًا كفاية، ليستقبلن فيه العريس الذي جاء في منتصف الليل (دلالة على قدوم السيد المفاجئ).فكانوا متيقظاتٍ واستحققن أن يستقبلن العريس، ويأخذنَّ الطوبى. عكس العذارى الخمس الجاهلات اللواتي جاهدنَّ، ولكن ليس كفايةً، فلم يستحققنَ لقاء العريس وبقينَّ خارج العرس أي خارج الملكوت. من هنا، فالكنيسة تحث المؤمنين على عدم الاستغراق في النوم، أي عيش اليقظة الدائمة التي من خلالها ننتبه إلى حياتنا وتصرفاتنا في حفظ وصايا الرب. ونكون متيقظين حتى نستحق في النهاية أن نستقبل يسوع، في قلوبنا ليملك عليها، ولنكون مثل العذارى الخمسة اللواتي دخلن مع يسوع إلى الملكوت السماوي. معنى ترتيلة الإكسابستلاري باللحن الثالث " إنني أشاهد خدرك مزينا يا مخلصي، ولست أمتلك لباسا للدخول إليه، فأبهج حلّة نفسي يا مانح النور وخلّصني". الخدر هو المخدع الزوجي، وكلّ نفس مؤمنة تسأل أن تصير عروسًا للمسيح، ولكن هل نحن حقًا نلبس لباس العرس؟ فتكمل الترتيلة: ولست أمتلك لباسًا للدخول إليه فأبهج حلة نفسي يا مانح النور وخلّصني " كما أتى في مثل عرس ابن الملك (مت1:22-14) فالنفس المتواضعة تسأل الله أن يلقي عليها الحلّة لتدخل إلى العرس. يُقرأ في ختن مساء الأحد فصل من إنجيل متى (21:18-43) وهو قصة التينة التي لعنها الرب لعقمها، والتي ترمز إلى الإنسان المخلوق ليحل ويعطي ثمارًا روحية والقاصر عن الاستجابة لله. وفي ختن الاثنين نتابع القراءة من متى(22:15-46 و23:1-39) ونسمع تعنيف السيد للفريسيين، أي للرياء النتلبس بالدين عند من ظنوا أنفسهم قادة لناس ونور العالم (وهي تجربة قد يقع فيها كل مؤمن أو مواظب على الخدم الكنسية والمتتبع للناموس الحرفي). أما في ختن الثلاثاء فنسمع من الإنجيل بحسب يوحنا (12:17-50) عن إنكار بطرس للمسيح وازدياد التأزم فيما نحن منطلقون إلى الصلب:"الآن أتت دينونة هذا العالم".