هنا شمال سيناء.. الفتة وعيش الصاج أشهر الأكلات

لكل مجتمع طقوس ينتهجها في شهر رمضان، دينية واجتماعية وثقافية، وتختلف الثقافات والعادات والتقاليد من محافظة لأخرى وخاصة في شمال سيناء، لطبيعة سكانها البدو الذين ما زالوا يحتفظون بعادات قديمة من الآباء والأجداد، فهم حريصون كل الحرص على إحيائها وتعليمها لأطفالهم.
من العادات الشائعة في سيناء الإفطار الجماعي بين الأهالي، ففي بعض الأيام يصطحب الأهالي أطفالهم لتناول الإفطار في ديوان القبيلة، ولا يبقى في المنزل سوى النساء وكبار السن.
في ذلك السياق يقول الحاج حسين خليل: في بداية شهر رمضان يتجمع الأهالي في الديوان لتناول الإفطار بداية بالتمر، بعد ذلك نؤدي صلاة المغرب ونبدأ في تناول الطعام، مضيفا أن الفتة هى الوجبة الرئيسية والمفضلة لدينا والتي يميزها العيش الصاج الخاص بأهل سيناء، والذي نقوم بطهيه على الحطب ووضع الأرز عليه واللحم أو الدجاج.
وتابع "حسين" دائما ما يجتمع الشباب أعلى المناطق الجبلية أو على شواطئ البحر المتوسط مثل شاطئ رمانة والريسا والمساعيد وغير ذلك، فهذه من أفضل أماكن الترفيه التي يحب المواطن السيناوي الذهاب إليها، ويقومون بتجهيز الحطب لعمل "المندي" بوضع اللحم والدجاج في براميل ودفنها في الرمال، والأرز المندي بالمكسرات أو لعمل فتة اللصيمة، وذلك بشوي العجر" البطيخ الصغير" أو الباذنجان وذلك بعمل قرص عجين وطهيه على الفحم وتقطيعها إلى أجزاء صغيرة وإضافة العجر والزيت الزيتون والفلفل الحار والثوم والطماطم.
أما محمد سالم فيقول: من عادات البدو رحمة رمضان، وتكون بعد منتصف شهر رمضان، حيث يقوم الرجال بتجهيز الذبائح، أما السيدات فيقمن بتجهيز "العيش الصاج" لعمل الفتة والتي توضع في صواني تكفى الواحدة منها من ثلاثة إلى خمسة أفراد، وتناول الطعام بالأيدي وليس بالملاعق، وأضاف دائما قبل الإفطار يتم إشعال النيران حتى يقبل المارون ولكي تستخدم في إعداد الشاي والقهوة.
وأضاف سالم يأتي رمضان فيهذب النفس ويرتقي بالروح ويسعد الناس لذلك نهتم بعمل أمسيات للأذكار ومدح الرسول في المساجد والزوايا، وتنظيم مسابقات للقرآن الكريم، ويقوم الشباب بدورات رمضانية للعب كرة القدم ومسابقات أخرى ثقافية.
وتقول نادية حسن: يتفرغ الأهالي في رمضان للعبادة وقراءة القرآن لذلك تتوقف المشاحنات بين الناس وعدم الانشغال بأخذ الحق من هذا وذاك لذلك يتوقف القضاء العرفي احتراما للشهر الفضيل، وتتوقف الأفراح، أما نحن النساء نصلي التراويح جماعة في المنزل وبعض القرى يوجد بها مكان في المسجد للسيدات يذهبن للصلاة فيه.
وأضافت، رمضان هو البهجة والسرور التي تدخل في قلوبنا لتسعدها لذلك يهتم الجميع بزينة رمضان، فيقوم الأهالي والجيران والأصدقاء بتعليق زينة رمضان في الشوارع، ويحرص الأطفال على شرء الفوانيس والتي تغني أغاني رمضان.