في إطار عمل لحل أزمة سد النهضة بعد الوصول إلى "نفق مظلم" بعد عدة مباحثات ومحاولات للوصول إلى اتفاق عادل يضمن حقوق الدول الثلاثة "مصر- السودان- إثيوبيا" في مياه نهر النيل، دعت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، كافة المصريين المقيمين خارج مصر، نشر الفيديوهات الخاصة بأحقية مصر في مياه النيل عبر صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي. جاءت هذه المبادرة لدعم لقضية مصر أمام العالم، واستكمال لدعم المصريين بالخارج لبلدهم في هذا الشأن، اعتمادًا على ما لديهم من تأثير كبير داخل المجتمعات الأجنبية الموجودين بها. وقالت السفيرة نبيلة مكرم، إننا نؤمن بقوة الجاليات المصرية بالخارج وما قد يصنعوه من فارق لصالح مصر بالتأثير في مجتمعاتهم للتعريف والتأكيد على حقوق وظروف مصر المائية، مضيفة أن هذه الدعوة جاءت تلبية لطلب عدد كبير من المصريين بالخارج لمدهم بالفيديوهات الخاصة بأحقية مصر في مياه النيل، وقد استشعر المصريين في هذه المرحلة المهمة من المفاوضات ضرورة استكمال ما بدءوه من حملات دعم واسعة خلال الفترات السابقة دفاعًا عن حق مصر والمصريين في مياه النيل. كما أعربت وزيرة الهجرة عن شكرها للجاليات المصرية بالخارج على كل ما يبذلونه من جهد في سبيل الدفاع عن حقوق مصر في مياه النيل، فقد سبق وأن أطلقت الجالية المصرية بالولايات المتحدة حملة إلكترونية للتوقيع على مذكرة لحث الإدارة الأمريكية لدعم مفاوضات سد النهضة وحماية حقوق مصر المائية في نهر النيل، وتفاعل العديد من المصريين بالخارج والداخل مع تلك الحملة فوصلت التوقيعات إلكترونيا ل68.416 توقيعا إلكترونيًا وذلك منذ انطلاق الحملة في أقل من أسبوع. واحتشد عدد من المصريين أمام البيت الأبيض مارس من العام الماضي؛ لحث الإدارة الأمريكية والبنك الدولي على بذل المزيد من الجهود لحماية حقوق مصر المائية في نهر النيل. يُذكر أن مفاوضات سد النهضة الأخيرة في "كينشاسا" قد فشلت، نتيجة رفض إثيوبيا للتنسيق مع مصر والسودان فيما يتعلق بملء وتشغيل السد، حيث قال الدكتور محمد عبد العاطى وزير الرى إن بيان إثيوبيا عن تبادل المعلومات تأتى بعد خطوة اتفاق و"إحنا معملناش اتفاق"، معقبا: "لو فيه حسن نوايا منهم نطبق الاتفاق اللى كان في واشنطن، وبعد كده نتبادل البيانات والمعلومات.. الدولة لم تنتظر عند حدوث أى ضرر ولكن الدولة تجهز منذ 5 سنوات.. فالدولة جاهزة لكل السيناريوهات وعندنا حلول لو إثيوبيا بدأت الملء الثانى للسد". وبدوره، يرى السفير طلعت حامد، الأمين العام المساعد للبرلمان العربي، والمستشار السابق للأمين العام لجامعة الدول العربية، أن مصر موقفها واضح أمام العالم أجمع، فإن التفاوض مع إثيويبا وصل للمرحلة النهائية، وما زالت إثيوبيا متمسكة برأيها من خلال مليء الثاني لسد النهضة، مشيرًا إلى أن مصر استنفذت كافة الجهود الدبلوماسية والسياسية، وبالتالي اللجوء للمجتمع الدولي والعالمي للنظر إلى الموقف وإظهار مدى التعنت الإثيوبي للوصول إلى اتفاق بين الدول الثلاثة قبل المليء وفقا لشروط ملزمة للجميع وعادلة تضمن حقوق هذه الدول. ويؤكد حامد، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، أن مصر تحث مواطنيها المقيمين في الخارج عن طريق دعم جهودها في الحصول على حقوقها في مياه نهر النيل، فهذا توجه ممتاز وجهود حميدة، بجانب كونها وسيلة لنقل الصورة للعالم أجمع، متوقعًا أن يكون هناك دور خلال الفترة القادمة للاتحاد الأفريقي، وأن تبذل جمهورية الكونغو جهودها للوصول إلى اتفاق عادل بين الدول الثلاثة، من خلال "اجتماع قادة بين الدول الثلاثة"، فهذه آخر ورقة يتحرك فيها الاتحاد الأفريقي، بحيث يمكن البدء في توقيع اتفاق ثلاثي قبل المليء الثاني لسد النهضة. كما يقول الدكتور ضياء القوصي، مستشار وزير الري سابقًا، إنه هناك حلول عديدة لأزمة سد النهضة، وبالرغم من كونها مختلفة، إلا أنها تتلاقى حول فكرة إظهار للعالم أجمع بأن هناك تعنتا ومماطلة وتضيعا للوقت من الجانب الإثيوبي على مدى السنوات الماضية طوال 10 سنوات تقريبًا، سواء من خلال القنوات الدبلوماسية الرسمية أو القنوات الجماهيرية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، لافتًا إلى أن المصريين في الخارج لهم ثقل في كثير من المجتمعات الأمريكية والأوروبية والأفريقية أيضًا، فهناك العديد من الجاليات المصرية الكبيرة التي لها تأثير بالغ داخل هذه المجتمعات، وبالتالي دعمها للقضية يدفع هذه المجتمعات لدعم حق مصر في مياه نهر النيل. ويواصل القوصي، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، متوقعًا أن إثيوبيا لن تبدأ مليء السد قبل الوصول إلى اتفاق مع مصر والسودان، وإذا سعت لاتخاذ هذا الإجراء فلن يكون هناك سوى حلول غير سياسية أو دبلوماسية، وذلك إذا شرعت في بدء المليء دون إجراء صارم يضمن حقوق مصر والسودان في نهر النيل، فإن روح مصر والسودان في إثيوبيا وسعيها للتحكم في المياه، وهذا أمر لن تقبل به مصر والسودان أيضًا، فلابد أن يكون هناك إجراء لوقف هذا التعنت غير المبرر والسعي للملء الثاني للسد.