شهدت الأيام الماضية ظهور جديد للصراع بين روسياوأوكرانيا، عقب تقارير عن حشد عسكري روسي ضخم على الحدود الأوكرانية، وذلك وسط تنديد وتحذيرات دولية من أي اعتداء روسي على الجانب الأوكراني. ومن جانبه، أكد القصر الرئاسي الروسي "الكرملين" أن التوترات في منطقة شرق أوكرانيا المتاخمة للحدود مع روسيا تتزايد. وقال الكرملين، إن التزايد فيه هذه التوترات نتيجة عدم التزام الأطراف باتفاقات وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها. وجاء هذا التوتر مع اقتراب موعد المناورات المقرر إجراؤها الشهر المقبل، بين القوات الأوكرانية ووحدات حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وهي الأكبر من نوعها منذ سقوط الاتحاد السوفياتي. وذكرت تحليلات أن موسكو ترى في هذه المناورات التي تحمل اسم "الدفاع عن أوروبا – 21" خطرًا يستهدفها بشكلٍ مباشر، لأنها ستشمل البحر الأسود وبحر البلطيق الشمالي، وهي ساحات المواجهة الساخنة المحتملة بين روسيا والحلف الأطلسي. وفي تحليل آخر عن سبب هذا التوتر الجديد، أرجعه إلى تدهور شعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وخاصة مع قضية المعارض الروسي أليكسي نافالني، ومع انهيار وتراجع الاقتصاد الروسي، بسبب تقلبات أسعار النفط الذي اعتمد بوتين على صعوده في العقدين الأولين من القرن الحالي لترسيخ حكمه وإنفاق المال على البنية التحتية وعلى تجديد القوات المسلحة بالتزامن مع تفشي فيروس كورونا، وكذلك تقرب أوكرانيا من الغرب. كما رجحت مجلة "فورين بوليسي" أن يكون السبب وراء الحشد الروسي الجديد، هي محاولة منه لوضع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على المحك، حيث قالت إن "روسيا تقوم بنشر أعداد غير معتادة من القوات على الحدود مع أوكرانيا، ما يمثل اختبارًا مبكرًا لإدارة الرئيس بايدن الذي يتطلع لإصلاح العلاقات مع حلفاء في حلف شمال الأطسي "الناتو" والانفصال عن النهج المثير للجدل الذي اتبعته إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع موسكو. تاريخ الصراع يأتي بداية الخلاف والصراع بين الدولتين منذ إمارة كييف، التي كانت نواة لظهور روسياوأوكرانيا، ثم تسليم أوكرانيا إلى روسيا في القرن السابع عشر، وما اعقبه من محاولات أوكرانيا الانفصال عن موسكو، إلا أنها فشلت، وجاء في النهاية ضمها إلى الاتحاد السوفيتي، وظهرت المحاولات من جديد في الحرب العالمية الثانية، انضمام بعض الأوكرانيين إلى الجانب الألماني لقتال روسيا، وانتهاءا بإعلان استقلال أوكرانيا عام 1991، ثم ظهور قضية جزيرة القرم، وسيطرة روسيا عليها، وسط مطالبات من أوكرانيا بها، والتدخل الأوروبي لدعم أوكرانيا أمام روسيا.