تعد كنيسة مار مارون راشانا هي كنيسة رعائية صغيرة، بنيت نحو العام 1840، وهي تابعة لأبرشية البترون المارونية. تقع في قضاء البترون على متوسّط ارتفاع 300 م. عن سطح البحر، وعلى مسافة 55 كلم عن بيروت عبر جبيل جسر المدفون تحوم. وتكمل الطريق منها صعودا عبر سمار جبيل جران حيث تتشعّب إلى إده البترون من جهة، أو إلى دريا تولا الدوق ؛ أو إلى شبطين العلالي وما يليها. مساحة أراضيها 133 مترا. زراعاتها الرئيسيّة لوز وزيتون، وفيها زراعات أخرى متفرّقة للاستهلاك البيتي. تحيط بها وتتخلّل منازلها وجنباتها أشجار بريّة أبرزها السنديان والملّول. يحدها شمالا كفر عبيدا وسمار جبيل، شرقا سمار جبيل، جنوبا نهر المدفون الفاصل بين محافظتي الشمال وجبل لبنان، غربا تحوم وكفر عبيدا. يعود اسم راشانا إلى RISH NA السريانيّة التي من معانيها: الرئيس والمقدّم والحاكم والأوّل، ولكنّ الدكتور أنيس فريحة رجّح أن يكون أصل الإسم ROSH NA الفينيقيّة ومعناها القمّة ورأس الجبل. نحن نعتقد بأنّ أصل الإسم فينيقيّ: R SHONA وهي تصغيرR SHO، فيكون المعنى" القمّة الصغيرة". نميل إلى الاعتقاد بأنّ راشانا كانت، كما تحوم، في الحقبة الفينيقيّة تشكّل جزءا من سمار جبيل، ذات الإسم الفينيقيّ ذي الثلاث مقاطع SIM M R G BEL أي" قبور ملوك جبيل". ذلك أنّه جاء في مخطوط قديم دوّنه أحد الرهبان في القرن السابع عشر، في مجال روايته عن حملة المماليك على المنطقة في العام 1305، أنّ سكّان القرى الواقعة شرق البترون قد لجئوا إلى مغارة مدفنيّة تقع على رابية شرقي البترون، هربا من المماليك، فقام الجنود بردم مدخل المغارة بالصخور والأتربة ووضعوا حراسة عليه مدّة أربعين يوما حتّى تأكّدوا من هلاك اللاجئين بداخلها. ونعتقد أنّه في تلك الحقبة. قد أطلق على هذه الجهة بمجملها اسم تحوم السريانيّ الأصل TUOMA ومعناه" الحدود والتخوم"، إذ إنّ المقدّمين الموارنة منعوا عبور المماليك جسر المدفون، فأصبحت" تخوم" المنطقة الحرّة عند مجرى نهر المدفون من جهة الشمال، وعند مجرى نهر إبراهيم من جهة الجنوب، واستقرّ الناجون من موارنة كسروان وجبيل والبترون في بلاد جبيل بين هذين النهرين إلى العاقورة شرقا حتى نهاية عهد المماليك على أيدي العثمانيّين عام 1516.