تسعي وزارة الزراعة في الفترة المقبلة للتعاون بين مصر وبعض الدول الأفريقية لتبادل الخبرات، حيث استقبل السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وزيرة الزراعة والأمن الغذائي بجنوب السودان جوزفين لاجو، قبل مغادرتها للبلاد. وأكد الوزير، أهمية هذه الزيارة التي تصادفت بالتزامن مع زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى دولة جنوب السودان، ولقاء الرئيس سيلفا كير، السبت، ما يؤكد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين. وأضاف وزير الزراعة، أنه تم الاتفاق على إنشاء 3 مزارع مصرية نموذجية مشتركة بجنوب السودان، أحدهما سمكية، والأخرى للمحاصيل الحقلية والبستانية، والثالثة للإنتاج الحيواني، مشيرا إلى أنه من المقرر إعداد مذكرات للتعاون بين الجانبين، واقرارها للتوقيع المشترك للدخول في حيز التنفيذ. وأوضح وزير الزراعة، أنه تم الاتفاق أيضًا بين الجانبين على التعاون، في مجال بناء القدرات وتقديم الدعم الفني في مجالات، البحوث، وإنتاج التقاوي، والإرشاد الزراعي، والتعاونيات الزراعية، وسلاسل القيمة، لافتا إلى أنه تم الاتفاق أيضا على تشكيل مجموعة عمل تضم ممثلين عن البلدين لدراسة أوجه التعاون، ونقلها للتطبيق على أرض الواقع. من ناحيتها قدمت "لاجو" الشكر للحكومة المصرية ووزير الزراعة، على إتاحة الفرصة لزيارة مصر، والتي جاءت لتطوير علاقات التعاون في قطاع الزراعة بين البلدين وسلاسل القيمة المضافة لدعم وتنمية الاقتصاد، وكذلك نقل التكنولوجيا والاستفادة من الخبرات المصرية، وأيضا التعاون في مجال إنشاء مزارع الإنتاج الحيواني والسمكي والبستاني في بلادها، وكذلك تطوير الإنتاج الحيواني، الأمر الذي سيؤدى إلى ضمان الأمن الغذائي لجنوب السودان. وأضافت أنه بعد العودة إلى "جوبا" سننتظر الخبراء المصريين، لاتخاذ الإجراءات التنفيذية لتفعيل التعاون بين البلدين على أرض الواقع. وفي هذا السياق قال حسين عبد الرحمن ابو صدام نقيب الفلاحين، أن التعاون مع الدول الأفريقية خطوة مهمة للغاية للنهوض بالاقتصاد المصري في جميع المجالات بصفة عامة وليس الزراعة فقط، مؤكدًا أن التعاون مع الدول الأفريقية في مجال الزراعة بصفة خاصة سيصب في مصلحة الجميع سواء كان الفلاح أو المواطن أو الحكومة. وأضاف ابو صدام، أنه لا بد وأن يكون هناك سيستم ونظام جديد وعمل بروتوكولات تنص على أنتاج بعض المحاصيل الإستراتيجية والحبوب الزراعية لأننا نستورد كميات كبيرة للغاية من تلك المحاصيل تكلف الدولة مليارات الجنيهات في ظل أزمة الواردات العديدة التي نعاني منها في الفترة الماضية. وأكد الدكتور جمال صيام الخبير الزراعي، أن الفترة الماضية يوجد هناك إيجابيات عديدة في مجال الزراعة من أهمها بحث سبل التعاون بين مصر وبعض الدول الأفريقية، في ظل أن بعض الدول الأفريقية لديها إمكانيات كبيرة ولكن لا تجيد استخدامها ولا يوجد لديها كوادر تستطيع استخدام المساحات الشاسعة من الأراضي التي توجد لديها، موضحًا أن تعاون تلك الدول مع مصر سيصب في مصلحتنا ومصلحتهم. وتابع صيام، أنه يجب أن يكون هناك دعم من قبل وزارة الزراعة والحكومة المصرية لدعم المزارعين والفلاحين في الداخل ومدهم بجميع المتطلبات التي يحتاجونها وعدم لجؤهم إلى السوق السوداء التي تكلفهم مبالغ طائلة تجبرهم على زراعة محاصيل زراعية معينة لتقليل التكاليف.