قد يكون فوز المرشح الديمقراطى جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهزيمة الرئيس الحالى دونالد ترامب، بداية تحول جذرى في موقف أمريكا تجاه العالم. لكن هل هذا يعنى أن الأمور ستعود إلى طبيعتها؟ ووعد السياسي الديمقراطى المخضرم، الذى سيتولى منصبه في يناير 2021، بأن يعمل على أن يكون العالم أكثر أمانا في عهده. وهو يتعهد بأن تكون السياسة الخارجية للولايات المتحدة أكثر ودية مع حلفائها من ما كانت عليه في عهد ترامب. ومع ذلك، قد يكون مشهد السياسة الخارجية أكثر صعوبة مما كان أثناء تواجد بايدن في الإدارة الأمريكية كنائب رئيس لباراك أوباما. وبالنسبة لملف منظمة الصحة العالمية، تعهد بايدن بإعادة الولاياتالمتحدة إلى منظمة الصحة العالمية، ليلغي قرار ترمب، بالانسحاب. واعتبر أن "الأميركيين يكونون أكثر أمانًا، عندما تلتزم أمريكا بتعزيز الصحة العالمية". كما أكد على "تويتر": "سألتحق مجددا بمنظمة الصحة العالمية، وأعيد تأكيد ريادتنا العالمية". كما أبدى الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن نيته "تغيير المسار" الذي اعتمدته إدارة سلفه دونالد ترامب حيال إيران، لكن الهامش المتاح لتحقيق خرق دبلوماسي مع إيران سيكون ضيقا ومحكوما بعوامل وعقبات مختلفة. وتحدث بايدن عن ضرورة اتباع "طريقة أذكى" في التعامل مع إيران. وأضاف "نحتاج إلى تغيير المسار بشكل عاجل"، معتبرا أن سياسة سلفه انتهت ب"فشل خطر"، وجعلت إيران من وجهة نظره "أقرب" لامتلاك سلاح نووي. وأكد بايدن عزمه الاقتراح على طهران خوض "مسار موثوق به للعودة إلى الدبلوماسية".لكن الرئيس المنتخب شدد على أنه سيكون "صارما" مع إيران، وربط أي عودة محتملة إلى الاتفاق النووي، بعودة طهران لكامل التزاماتها، وفقا لفرانس برس. وفي خطوات يرجح أنها ستلقى كلها ترحيبا في أوروبا، تعهد بايدن بالتزامات جديدة من جانب الولاياتالمتحدة إزاء حلف الأطلسي، والعودة إلى نهج التعددية. كما يسعى بايدن لإعادة بناء الثقة في علاقات بلاده مع سائر الدول الأعضاء بالحلف العسكري الغربي. أما بالنسبة للعلاقات الأمريكية التركية، فقد توقع معلقون أن تتدهور العلاقات الثنائية في عهد بايدن، بسبب التدخلات السياسية والعسكرية في عدة بلدان، حيث سيكون الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أيضًا تحديًا جديدًا لبايدن، خاصة أن أردوغان يعمل على تأجيج الصراعات في سوريا وليبيا وأرمينيا - بل ويصعد التوترات مع اليونان وفرنسا - لصرف الانتباه عن إخفاقاته في بلاده. وقال المدير التنفيذى لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الدكتور روبرت ساتلوف لموقع "جى واير" فيما يتعلق بتركيا، إن رئيسها أردوغان من غير المرجح أن يكون لديه "صديق" في المكتب البيضاوي، في إشارة إلى بايدن كما كان الوضع مع ترامب. ونوه إلى أن الأتراك كانوا "إشكاليين للغاية" في عدد من المناطق، بما في ذلك، محاولتهم توسيع نفوذهم، سواء كان ذلك في سوريا، ليبيا، العراق، الصومال، بالإضافة إلى دعمهم لحماس والإخوان المسلمين، وهو الأمر الذى لن يجدوا فيه تأييدا من قبل بايدن.