وجهت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان التحية إلى كل الصحفيين الذين يؤدون عملهم بالرغم من الصعوبات والمخاطر التي يتعرضون لها، وذلك بمناسبة احتفال العالم اليوم 2 نوفمبر باليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام. ونددت مؤسسة ماعت باستمرار عدد من الدول في ارتكاب الجرائم المتلاحقة بحق الصحفيين، والعاملين بقطاع الإعلام، وفضلاً عن غلق عشرات الصحف والمواقع الإلكترونية والقنوات الإعلامية المسموعة والمرئية، وهو الأمر المٌستمر بلا هوادة تزامناً مع أنباء عن وجود حركات احتجاجية في تلك البلدان منذ عام 2016، وهو ما تؤكده تقارير حقوقية عدة محلية وإقليمية ودولية، وفضلاً عن التقارير الأممية ذات الصلة، و تزامناً أيضاً مع الاستمرار في "مسلسل الإفلات من العقاب"، والذى تُمارسه تلك الدول دون فواصل. وأبدت مؤسسة ماعت أن يؤدي الإفلات من العقاب إلى زعزعة مجتمعات بكاملها من جراء إخفاء انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان والفساد والجرائم. وفي هذا الصدد طالبت ماعت الحكومات والمجتمع المدني والإعلام وكل المعنيين بدعم سيادة القانون أن ينضموا إلى الجهود العالمية لإنهاء مشكلة الإفلات من العقاب، كما حثت أيضا الدول الأعضاء بالأممالمتحدة على بذل قصارى جهدها لمنع العنف ضد الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام، وكفالة المساءلة، وتقديم مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام إلى العدالة، وضمان حصول الضحايا على سبل الانتصاف المناسبة، وتطلب كذلك إلى الدول أن تعمل على تهيئة بيئة آمنة وتمكينيه للصحفيين لأداء عملهم بصورة مستقلة ودون تدخل لا داعي له. وأكد أيمن عُقيل، رئيس مؤسسة ماعت في هذا الصدد أن الجرائم التي ترتكبها بعض الدول بحق الصحفيين، تنتهك المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وذلك رداً على التغطية الصحفية للحركات الاحتجاجية التي حدثت ببعض البلدان منذ العام 2016. وشدد على أنه لا بد من ممارسة كل الضغوط الدولية؛ لضمان سلامة المُحتجزين من الصحفيين والإعلاميين بمعتقلات تلك البلدان، وتزامناً مع مُحاسبة مرتكبي الجرائم الشنيعة بحق الصحفيين، وفضلاً عن مقاضاة عادلة للجناة أمام العدالة، ونوه عُقيل - في ظل الظرف الاستثنائي الذي يعيشه العالم على إثر جائحة كورونا - على ضرورة وضع حياة وسلامة الصحفيين الذين يقومون بتغطية أحداث أزمة كورونا في المقدمة، لاسيما الصحفيين في الخطوط الأمامية والساعين إلى توفير أكبر قدر ممكن من المعلومات الدقيقة والسليمة للمواطنين، ودعا عُقيل الجهات المانحة والهيئات الدولية إلى الاستثمار في الموارد المُختلفة لتطوير الآليات الوطنية لحماية الصحفيين وتعزيزها. جدير بالذكر، أن مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، هي مؤسسة ذات صفة استشارية بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأممالمتحدة قد قامت بإرسال عدة تقارير حقوقية مُتعلقة بالجرائم والانتهاكات التي تُمارسها بعض دول المنطقة ضد الصحفيين، وذلك بالتزامن مع إرسال الشكاوى إلى خبراء الأممالمتحدة المعنيين، وتطالب ماعت المجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل من أجل وضع حد للانتهاكات السافرة التي تقوم بها بعض الدول -التي لا تخفى على أحد- تجاه الصحفيين، والإعلاميين، وتكرر ماعت دعوتها إلى تلك الحكومات بضرورة التحقيق المُعلن في تلك القضايا، وتوفير بيئة محاكمة منصفة وعادلة، ومعاقبة الجناة، وتعويض الضحايا، وفضلاً عن توفير كافة الموارد المُتاحة لتهيئة بيئة عمل صُحفية وإعلامية تتسم بالنزاهة والشفافية والحرية. ويحتفل العالم اليوم 2 نوفمبر من كل عام باليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام، الذين يؤدون عملهم في كشف الجرائم وملابسات كل القضايا التي تمس أمن الشعوب واستقرار الدول وتهدد الإنسانية في توازنها كالفساد، وتجارة الأسلحة والمخدرات والبشر وتزوير للانتخابات وما يجري من تلويث للبيئة وتدمير المحيطات والغابات رغم ما يتعرضون له من أفعال القتل والتعذيب والاختفاء القسري والاعتقال التعسفي والاحتجاز التعسفي والطرد و الترهيب والمضايقة والتهديد البدني والقانوني والسياسي والتكنولوجي والاقتصادي، والأفعال التي تنطوي على ضروب عنف أخرى. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت القرار رقم 163/68 في جلستها ال68 لعام 2013 الذي تم فيه إعلان يوم 2 نوفمبر اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب للجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، ويحث هذا القرار الدول الأعضاء على اتخاذ تدابير حازمة لوضع حد لثقافة الإفلات من العقاب، وقد تم اختيار هذا التاريخ كذكرى لمقتل صحفيين فرنسيين في مالي في 2 نوفمبر 2013. وخلال السنوات الأربع عشرة الأخيرة (2006 - 2019) قُتل ما يقارب 1200 صحفي وهم يؤدون عملهم بنقل الأخبار والمعلومات إلى الناس، ويشكل هذا الرقم ما يوازي معدل وفاة صحفي كل 4 أيام، وفي 9 حالات من أصل 10 يبقى الفاعل بلا عقاب، وبطبيعة الحال، فإن الإفلات من العقاب يؤدي إلى مزيد من جرائم القتل كما أنه دليل على تفاقم الصراع وعلى تداعي القانون والأنظمة القضائية، وبسبب عواقب الإفلات من العقاب البعيدة المدى خاصة فيما يتعلق بالجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، ولا تشمل هذه الأرقام العدد الكبير من الصحفيين الذين يتعرّضون يوميا لاعتداءات غير مميتة، بما في ذلك التعذيب، وحالات الاختفاء القسري، والاعتقالات التعسفية، والترهيب والتحرّش في أوقات النزاع والسلم على حد سواء. وإضافة إلى ذلك، تواجه النساء الصحفيات مخاطر محددة تشمل الاعتداءات الجنسية.