على مدى السنوات الماضية تصدرت مواقع التواصل الاجتماعى المشهد بين ملايين الأشخاص حول العالم فيما يتعلق بتناقل المحتويات والآراء الإخبارية، وفى الآونة الأخيرة تصاعدت الأصوات المُنددة بما تحتويه هذه المنصات الإعلامية الجديدة، مبررين ذلك بكم الشائعات التى يتم الترويج لها دون رادع حقيقى. نتاجًا لذلك انقسمت الآراء ما بين مؤيد ومعارض حيث يرى البعض أن مواقع التواصل الاجتماعى تلعب دورا إيجابيا فى تعزيز نقل المواد الإخبارية بشكل سريع، فيما يرى الفريق المُعارض أن هذه المواقع أصبحت مصدرا رئيسيا لنقل الأخبار الكاذبة التى تستهدف إثارة البلبلة. أولى هذه الوقائع التى تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي كانت قيام مدرب كرة قدم شهير، بهتك عرض 3 أطفال، من المتدربين معه داخل أحد الملاعب بشارع رستم في حلوان بجانب قيامه بتصويرهم عرايا أثناء الاعتداء عليهم جنسيًا. وتلقي المقدم محمد السيسى رئيس مباحث قسم شرطة حلوان، بلاغًا من عدد من الأهالى مفاده، تعرض أبنائهم الأطفال في أعمار 12 و13 و14 سنة، لهتك العرض على يد مدرب كرة القدم الخاص بهم، وذلك حال تواجدهم بمفردهم فى النادى. وبعمل التحريات تبين صحة ما ورد من المعلومات وان المتهم يدعى «محمد.ع»، 33 سنة، وله ميول شاذة جنسيًا. كما سادت حالة من الجدل الواسع بين رواد مواقع التواصل الاجتماعى بعد تداول الأخبار حول إعلان فتاة الزواج من صديقاتها بموافقة الأهل، إلا أن الأجهزة الأمنية أكدت أن الأكونت «مفبرك» وأن الصور المنشورة لفتاة أخرى تدعى أمنية شوقى تعمل ميكاب أرتست، والتى ظهرت في فيديو ونفت صلتها تماما بالواقعة وأن الأكونت استغل صورها وأنها بصدد تقديم بلاغ لدى مباحث الإنترنت. بداية الواقعة كانت من خلال تداول منشور حول ادعاء فتاة تدعى «شيرين مكاوى»، زواجها من أخرى «ريم محسن»، وعلقت عبر حسابها قائلة: «أخيرًا وبعد محاولات كتيرة لإقناع الناس وأهلنا، هيجمعنا بيت واحد»، مما أثار حالة من السخط من الجماهير، قبل أن يتضح عدم صحة الواقعة فى النهاية من جانبه يقول اللواء علاء عبد المجيج إن السوشيال ميديا سواء شئنا أم أبينا أصبحت وسيلة إعلامية ومنبرا لمن لا منبر له وبالتالى لا بد أن تكون هناك رقابة عليها وتشريع ينظم عملية النشر وتداول المعلومات ويجرم كل خروج عن القانون يحدث من خلالها خصوصا أن أعداء الوطن يستخدمونها فى نشر الشائعات والفتن بين أطياف الشعب المختلفة، ومنا هنا ينبغى وجود جهات مسؤولة للرد السريع على كل هذه الشائعات والرد بمنتهى المصداقية ومن يخالف ذلك يخضع للعقوبة. وفيما يخص كيفية تحركات الجهات الأمنية فى ذلك الصدد، ينبغى ضبط أي شخص يخرج عن القانون والعادات والتقاليد والأعراف من خلال تتبع الصفحات التي نشرت مثل هذه الشائعات ويتم التتبع وفقا من خلال مباحث الإنترنت وأجهزة المعلومات وتنفيذ قرارات النيابة الصادرة بهذا الموضوع وضبط المخالفين وعرضهم على النيابة المختصة وتطبيق القانون. فيما يقول الدكتور جمال فرويز الخبير النفسى إن كل شىء له إيجابياته وسلبياته بما فى ذلك الدواء، موضحا أن سلبيات السوشيال ميديا فى مصر تكون بدرجة أكبر نظرا لعدم نضوجنا ثقافيا بالشكل الكافى وبالتالى نقوم باستخدام الجانب السيئ دائما من أى تكنولوجيا.