تحوّلت قرية ساقية أبو شعرة بمركز أشمون من قرية عالمية مصدرة للسجاد على مر العصور المختلقة لقرية مهملة من المسؤولين، وأصبحت المهنة مهددة بالانقراض، خاصة بعد تحول الكثير من صناعها لمهن أخرى وترك الصناعة التي تورثوها عبر الأجيال. وكانت قرية ساقية أبو شعرة من أشهر المناطق التي تصنع السجاد اليدوي الحرير، الذي يصدر إلى الخارج، ويرجع تاريخها للعصور الفرعونية فهي من القرى المصرية القديمة التي تعاقبت عليها عصور وحضارات مختلفة من فرعونية ويونانية ورومانية وإسلامية، فهي من القرى المصرية القديمة التي تحاول الاحتفاظ بصناعة السجاد، فتجد على مدار تاريخها في كل منزل نول نسيج يدوي، وفي كل تخطيط لمنزل بها مكان لوضع نول النسيج، حتى أصبح من مكونات المنزل الرئيسية، وهي قرية تتبع إداريا مركز أشمون بمحافظة المنوفية، تقع على البر الغربي لفرع دمياط شمال القاهرة بنحو 60 كيلومترا، يحدها شرقا نهر النيل فرع دمياط وغربا قرية سنتريس وشمالا قرية الفرعونية وجنوبا قرية شنواي يبلغ عدد سكانها نحو 30 ألف نسمة. أكد صناع السجاد بالقرية أنهم تحولوا من العالمية إلى إهمال المسؤولين بعد تخلي الشؤون الاجتماعية عنهم في إمدادهم بالمواد الخام ومساعدتهم في التسويق، خصوصا بعد الثورة وضعف أعداد السياح ورفض التجار شراء منتجات ساقية أبو شعرة لتراكم الإنتاج وارتفاع الأسعار. كما انخفض عدد لعاملين بالمهنة من 80% إلى 30% من أبناء القرية، خصوصا بعد غلاء أسعار المواد الخام، حيث ارتفاع سعر كيلو الحرير الطبيعي من 200 جنيه إلى 400 جنيه، لجانب عدم قدرتهم على تسويق منتجاتهم، واتجه العدد منهم لمهن أخرى وترك المهنة. كما تأثرت صناعة السجاد بثورة 25 يناير لارتباطها بالسياحة، وانصرف الكثير من السياح عن زيارة القرية، مما أدي لانهيار الصناعة، وتم إنشاء جمعية تعاونية للعاملين بالسجاد وتم أشهارها في عام 1991 وكانت مهمتها التعامل مع الشؤون الاجتماعية، لكن اختفى نشاطها منذ عام 1995 ولا يعلمون عنها شسيئا. ويتم تصنيع السجادة على أربع مراحل، تبدأ بإعداد النول من خلال تثبيت الخيوط التي يتم نسج السجادة عليها، ثم تأتي المرحلة الثانية باختيار تصميم السجادة وتفريغ هذا الرسم إلى ألوان على ورق الرسم البياني ليسير عليها العمال أثناء عملية التصنيع، هناك أيضا مرحلة صباغة خيوط الحرير البيضاء للحصول على الألوان المطلوبة، أما المرحلة الأخيرة فتتعلق بإعداد السجادة للبيع من خلال غسلها وكيها وتغليفها.