يبدو أن الصراع العربي الإسرائيلي بسلبياته قد انتقل من الشرق الأوسط إلى الدوري الفرنسي فنادي باريس سان جيرمان المتصدر للدوري الفرنسي والذي يمتلكه جهاز قطر للاستثمار يواجه تحامل واضحًا من لجنة الحكام الفرنسية . ويرى بعض محبي باريس سان جيرمان أن موقف لجنة الحكام الفرنسية يتشابه مع موقف مجلس الأمن الموالي لإسرائيل بفعل الفيتو الأمريكي فالظلم التحكيمي الواقع على باريس سان جيرمان لا سيما خلال الأسابيع الأخيرة الحاسمة من عمر الدوري الفرنسي يصب في مصلحة مارسيليا صاحب المركز الثاني والمملوك لعائلة دريفوس اليهودية الثرية والتي كانت قضية أحد أفرادها اتخذها تيودور هرتزل مؤسس الصهيونية العالمية حجة لتبرير إنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين العربية تحت اسم إسرائيل . فمن يتابع الدوري الفرنسي الذي يتزعمه باريس سان جيرمان برصيد (73 نقطة ( بفارق 7 نقاط عن مارسيليا الثاني ( 67 نقطة ) سيجد أن نادي العاصمة الفرنسية الذي اشترته قطر بنحو 50 مليون يورو في عام 2011 يواجه ظلمًا تحكيميًا واضحًا لدرجة أن الحكام الفرنسيين أشهروا في وجه لاعبيه 9 بطاقات حمراء و 69 بطاقة صفراء منذ بداية الدوري و هو رقم قياسي أوروبي يجعل من نظرية المؤامرة أمرًا واردًا في فكر كل مشجع عربي يريد تتويج باريس سان جيرمان بطلا لفرنسا بوصفه تتويجًا للعرب . ولو عقدنا مقارنة بسيطة بين البطاقات الحمراء و الصفراء التي تلقاها فريق باريس سان جيرمان بالقياس بالبطاقات الحمراء والصفراء التي نالتها الفرق الأوروبية المتزعمة للدوريات الأوروبية الكبرى سنجد باريس سان جيرمان يتعرض بالفعل لظلم تحكيمي، فمانشستر يونايتد زعيم الدوري الإنجليزي لم يطرد منه سوى لاعب واحد فقط منذ بداية الموسم في حين حصل لاعبوه على 56 بطاقة صفراء، أما برشلونه الذي اقترب من حسم الدوري الإسباني فلم تزد حالات طرد لاعبيه عن 3 حالات فيما نال لاعبوه 52إنذارًا، وتقل حالات الطرد لدى بايرن ميونيح بطل دوري ألمانيا إلى حالة طرد واحدة و 35بطاقة صفراء . ورغم أن يوفينتوس الذي توج مؤخرًا بطلاً للدوري الإيطالي زاد عدد البطاقات الصفراء التي نالها لاعبوه عن عدد الإنذارات التي نالها لاعبو باريس سان جيرمان ( 75إنذارًا ليوفينتوس مقابل 69 لباريس سان جيرمان) إلا أن يوفينتوس لم يطرد منه سوى لاعب واحد فقط طوال الموسم . أما على المستوى المحلي فقد احتسب الحكام الفرنسيون رقمًا قياسيًا من الأخطاء على لاعبي باريس سان جيرمان بلغ 441 خطأ مقابل 404 أخطاء حسبت ضد نادي لوريون الثاني في ارتكاب الأخطاء في الدوري الفرنسي . وقد وصل ذروة الظلم التحكيمي ضد باريس سان جيرمان في مباراته الأخيرة أمام فالينسيان في الدوري الفرنسي على أرض باريس سان جيرمان في استاد “,”بارك دي برينس“,”، حيث بادر الحكم ألكسندر كاسترو بطرد مدافع باريس سان جيرمان تياجو سيلفا في الدقيقة 43 من الشوط الأول ليس لشىء إلا لأنه لمسه ليلفت نظره لتجاهل تحكيمي من حامل الراية . وقد كان من آثار هذا الطرد أن استكمل باريس سان جيرمان المباراة بعشرة لاعبين لينجح مع ذلك في تحقيق التعادل في الدقائق الأخيرة بعد أن كان مرماه قد مني في الدقيقة 17 من الشوط الأول بهدف مفاجئ من فريق فالينسيان . وبهذا الطرد الجديد سوف يواجه باريس سان جيرمان موقفًا عصيبًا بسبب النقص العددي الكبير في النجوم عندما يخوض مباراة في غاية الأهمية يوم الأحد القادم أمام نادي ليون صاحب المركز الثالث والذي كان قد فاز بالدوري الفرنسي 7 مرات في السنوات العشر الأخيرة والذي يخوض الآن “,”حرب شرسة“,” للاحتفاظ بالمركز الثالث المؤهل لبطولة دوري الأبطال الأوروبي “,” التشاميو نز ليج “,” في مواجهة سانت ايتيين . وسوف يغيب عن لقاء ليون إلى جانب تياجو سيلفا كل من الحارس الأساسي سالفا توري سيريجيو وماركو فيراتي لاعب الوسط بعد أن كان قد تم ايقافهما مبارتين عقب المشاجرة التي أندلعت في أعقاب فوز باريس سان جيرمان على ايفيان 1 / صفر منذ أسبوعين . وتعكس تصريحات المدير الفني للفريق كارلو أنشيلوتي الإيطالي الجنسية عن حكم مباراة فالينسيان مدى الظلم التحكيمي الذي يتعرض له باريس سان جيرمان، حيث يؤكد أنشيلوتي أن تياجو سيلفا لم يكن يستحق الطرد متهمًا الحكام الفرنسيين بأنهم في منتهى القسوة لا سيما مع لاعبي فريقه . أما البرازيلي ليوناردو المدير الرياضي لباريس سان جيرمان فقد كان أشد قسوة في انتقاده للتحكيم الفرنسي من أنشيلوتي محذرًا من أن فريقه لن يجد لاعبين يستكمل بهم الدوري لو واصل الحكام سياسة طرد لاعبي باريس سان جيرمان . وكانت لجنة الانضباط بالاتحاد الفرنسي لكرة القدم قد قررت إيقاف ليوناردو حتى تظهر نتيجة التحقيقات في اتهامه في واقعة دفع حكم مباراة فريقه أمام فالينسيان . وكشفت صحيفة “,”لوباريزيان “,” الفرنسية أن ليوناردو قد يعاقب بالإيقاف لمدة عام لو تبين أنه تعمد دفع حكم المباراة الكسندر كاسترو في الممر المؤدي لغرف خلع الملابس وليس رغمًا عنه كما قال بسبب التدافع الذي أعقب توجه اللاعبين لغرف خلع الملابس . وقد صب الظلم التحكيمي الذي تعرض له باريس سان جيرمان في مصلحة نادي مارسيليا الذي انتعشت آماله في إمكانية إحراز اللقب لو لم يستطع باريس سان جيرمان 74 نقطة إحراز 3 نقاط من مبارياته الثلاث المتبقية له في الدوري الفرنسي خاصة وأن اثنتين منها خارج أرضه، الأولى أمام ليون والثانية أمام لوريون في الأسبوع الأخير من عمر الدوري الفرنسي وهي مباراة لا تقل صعوبة عن مباراة ليون، خاصة وأن لوريون يحتل المركز الثامن برصيد 50 نقطة . ورغم أن مباراة باريس سان جيرمان في الأسبوع قبل الأخير أمام بريست الذي يتذيل قائمة الدوري الفرنسي تعد سهلة نسبيًا ويمكن أن يحسم بها الدوري قبل نهايته بأسبوع لو فاز بها بغض النظر عن نتائج مارسيليا إلا أن تمسك بريست بأمل الهروب من الهبوط لدوري الدرجة الثانية قد يحول دون حصول باريس سان جيرمان على نقاط المباريات الثلاث ومن ثم حرمانه من إحراز اللقب الغائب عن النادي منذ 19 عامًا . أما مارسيليا ( 67 نقطة ) المملوك لعائلة دريفوس فإنه يلعب بأعصاب هادئة نسبيًا بعد أن ضمن إلى حد بعيد الحصول على المركز الثاني المؤهل للتشامبيونز ليج بشكل مباشر بعد أن ابتعد عن ليون صاحب المركز الثالث (63 نقطة ) ب 4 نقاط كاملة. ويأمل مارسيليا بعد أن فشل باريس سان جيرمان في حسم الدوري الفرنسي مبكرًا أن تساعده الفرق الثلاث التي ستقابل باريس سان جيرمان في تحقيق المعجزة ليفوز بالدوري بعد أن كان متأخرًا ب 9 نقاط حتى الأسبوع الماضي، خاصة وأنه سيلعب مبارتين من المباريات الثلاث المتبقية له في الدوري على أرضه . لكن تكمن مشكلة مارسيليا في أن المباراة التي سيلعبها خارج أرضه في الأسبوع قبل الأخير ستكون مع سانت إيتيين(59 نقطة ) والذي يأمل في الحصول على المركز الثالث الذي يفتح الباب أمام صاحبه للتأهل للتشاميونز ليج . (أ ش أ ) Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA