أعرب عدد من كبار المسئولين الروس رفضهم التام للانتقادات الموجهة والتشكيك المعلن من قبل بعض الدول في فعالية اللقاح الذي تم إجازته أمس لعلاج مرضى، معتبرين إياها حرب معلوماتية كبرى تندرج تحت المنافسة الشرسة التي تخوضها دول العالم من أجل التسابق على توفير اللقاح. وقال وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو-في تصريحات نقلتها شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية- إن المزاعم بشأن عدم فعالية اللقاح الروسي لا أساس لها من الصحة ومدفوعة بأهداف تنافسية ، مؤكدا في الوقت ذاته فاعلية اللقاح وأمانه على البشر ليصبح أول لقاح يعتمد في العالم لمعالجة مرضى كورونا، وأشار إلى إنه من المقرر أن يتم إنتاجه على نطاق واسع خلال شهر سبتمبر المقبل . من جانبه، اعتبر كيريل ديمتريف، المدير التنفيذى لصندوق الثروة السيادية الروسي الداعمة للقاح الجديد باسم (سبوتنيك-7)، أن الانتقادات الغربية لاسيما تلك التي جاءت على لسان مسئولين أمريكيين" منحازة وغير حيادية ". وقال ديمترييف إن الإعلان عن اعتماد لقاح روسي أحدث انقساما في العالم؛ بين دول تعتبرها أنباء عظيمة ومبشرة وأخرى مثل الولاياتالمتحدة التي قررت بعض وسائلها الإعلامية شن حرب معلوماتية على اللقاح الجديد. وأضاف :"نحن لم نتوقع شىء أخر ولا نحاول حتى إقناع الولاياتالمتحدة بفعالية اللقاح، ما نسعى إليه هو التأكيد للعالم على إننا نمتلك هذه التكنولوجيا وقادرون على توفيرها لدول أخرى بحلول شهر نوفمبر أو ديسمبر المقبلين، وبالنسبة للمشككين وغير عابئين بالحصول على اللقاح فلا يسعنا سوى أن نتمنى لهم الحظ في توفير لقاح خاص بهم". "وكان مدير المعهد الوطني للأوبئة والأمراض المعدية بالولاياتالمتحدة وخبير الأوبئة العالمي أنتوني فوتشي قد حذر- في تصريحات سابقة -من أن روسيا تخوض مخاطرة قد تتسبب في إيذاء العديد من البشر من خلال "التسرع" في اعتماد لقاح لمعالجة مرضى كورونا. وقال فوتشي-:"لدينا ستة لقاحات لكورونا أو أكثر إذا ما أردنا طرحهم الأسبوع المقبل، لكن الأمور لا تجري على هذا النحو، يجب التمهل لضمان فعالية تلك اللقاحات وعدم إضرارها بصحة البشر". وأضاف خبير الأوبئة الأمريكي :"أن يكون لديك لقاحا شىء، وأن تثبت فعاليته وأمانه على البشر شىء أخر، وأمل فعليا أن يكون الروس قد أجروا كافة الاختبارات لضمان فاعلية وأمان اللقاح المزمع" وكان أنتوني فوتشي قد أعرب عن أمله في أن يتم تطوير لقاح كورونا بحلول العام المقبل، لكنه حذر الرأي العام من عدم التعويل كثيرا على الفاعلية التامة لأي لقاح يتم توفيره، حيث قد لا يمنحهم مناعة بنسبة 100% من الإصابة بالمرض، مشيرا إلى أنه في أفضل التقديرات قد تتراوح نسبة المناعة المحققة ما بين 70 % إلى 75%.