كان للفليسوف الألمانى الشهير آرثر شوبنهاور (1788–1860) تأثير كبير على عدد من الشخصيات البعيدة عن عالم الفلسفة، مثل ريتشارد فاجنر وفريدريك نيتشه إلى ليو تولستوى وتوماس مان. من بين إسهامات شوبنهاور الرئيسية في مجال الفلسفة رفضه لمثالية معاصريه واحتضانه مجموعة متنوعة من الأفكار ذات الطابع المادي، وفى كتابه الصادر لأول مرة عام 1851، تحت عنوان «حكمة الحياة» وصدرت طبعة عربية منه عن دار التكوين عام 2017 للمترجم عبداللطيف الصديقي، في هذا الكتاب يلخص الألمانى الشهير أحد رواد القرن التاسع عشر الكثير من المصطلحات الفلسفية التقليدية بأسلوب سريع وجذاب مستخدما مصطلحات مباشرة. يفضل الفيلسوف قوة الإرادة الفردية والمداولات المستقلة المنطقية حول الميل إلى العمل على الدوافع غير العقلانية. يدرس الطرق التى يمكن من خلالها ترتيب الحياة للحصول على أعلى درجة من المتعة والنجاح، ويقدم إرشادات لتحقيق هذه الطريقة الكاملة من المعيشة، وينصح بأنه حتى الحياة المعيشية يجب أن تطمح دائمًا إلى مستويات أعلى. ما يميز الإنسان في نظر شوبنهاور هو اهتمامه بطرح أسئلة ميتافيزيقيّة ومحاولة الإجابة عنها، ولا ينحصر هذا على الفلاسفة فقط، بل إنّ كلّ إنسان مسكون بهذه الأسئلة، كلّ ما في الأمر هو أنّ كلّ واحد يحاول الإجابة عنها انطلاقًا من تجربته الخاصّة في الحياة، وبطرق مختلفة، فنقرأ في الكتاب:» الحياة كلها، بل الوجود كله شرور وأحزان ومشقات وآلام، وليس في الوجود كله خير قط، ولا يعرف معنى السعادة. وأقصى ما يتصور من خير في الوجود، أن تقل شروره نوعًا أو تخف آلامه. الشر والشقاء والتعاسة هى جوهر الحياة. وحقيقة الوجود، وهذه الأشياء هى الجانب الإيجابى في الحياة، أما ما يسمى بالسعادة، أو اللذة، أوالخير أو غير ذلك، فليست أمورًا إيجابية، بل هى أمور سلبية، بمعنى أن السعادة ليست إلا سلب الآلام، واختفاء الشقاء أو التخفيف منه قليلا، ومن ثم فلا وجود لشيء اسمه السعادة، ولكن هناك شقاء وتعاسة وآلام، قد تكون شديدة، وقد تخف قليلًا أو كثيرًا، فيسمى الناس هذه الحالة سعادة أو لذة. شوبنهاور فيلسوف ألماني، عرف بنظرته التشاؤمية في الحياة، ويعتبر كتاب «العالم فكرة وإرادة» أحد أبرز ما كتبه على الإطلاق، درس الفلسفة بجامعة جوتنجن، ثم انتقل إلى جامعة برلين حيث ختم دراسته بحصوله على الدكتوراة عن رسالته التى دونها تحت عنوان: «الأصول الأربعة لمبدأ السبب الكافي".