سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هل ارتفعت إصابات الأطقم الطبية في مصر بكورونا؟.. 230 طبيبا أصابهم الفيروس.. وبروتوكول مسح المخالطين يثير أزمة بين "الصحة" و"الأطباء".. علاء غنام: تتماشى مع النسب العالمية.. وأحمد حسين: بؤرة لنشر المرض
في الوقت الذي رُفعت فيه لافتات "خليك في البيت"، وتعطلت فيه حركة الطيران والسياحة، وتوقفت عن العمل بعض القطاعات الاقتصادية، وشهدت الأسواق ركودًا، إثر انتشار فيروس كورونا "كوفيد-19"، وجد العاملون في القطاع الطبي، سواء كانوا أطباء أو ممرضين أو عمال، أنفسهم في خط المواجهة الأول مع الوباء، وأكثر المُعرضين للإصابة بالفيروس المستجد. بروتوكول مسح المخالطين يثير أزمة بين "الصحة" و"الأطباء" الأرقام المُعلنة عن إصابات "الأطباء" فقط بكورونا تُشير إلى كسر حاجز ال230 إصابة، و10 وفيات، وذلك بعد إعلان إصابة 49 من أطباء مستشفى الزهراء الجامعي، من إجمالي 143 إصابة بالفريق الطبي بالمستشفى، فيما كانت آخر المستجدات؛ اكتشاف 19 حالة إصابة بكورونا المستجد بين الفريق الطبي والإداري لمستشفى المطرية التعليمي، قبل أيام قليلة، إضافة لإصابة 32 من الطاقم الطبي والعاملين بالفيروس في مستشفى أحمد ماهر التعليمي خلال نفس الفترة تقريبًا. أوضاع الأطقم الطبية أمام كورونا، دفعت نقابة الأطباء، قبل يومين، إلى مخاطبة رئاسة الجمهورية و"الصحة" بإلغاء تعليمات مكافحة العدوى الجديدة الصادرة عن الوزارة بشأن تعديل بروتوكول إجراءات الفحص ومسحات المخالطين من أعضاء الفريق الطبي الذى خالط حالة إيجابية بفيروس كورونا، لتقتصر فقط على من تظهر عليه أعراض المرض، وأكدت النقابة في خطابها، أن التعليمات الجديدة "خطيرة جدا"، وتهدد بانتشار العدوى بصورة أكبر بين الطاقم الطبي. وطالبت الأطباء، في بيان لها، بضرورة تغيير هذه التعليمات مع ضرورة اتباع أقصى درجات سبل توفير الحماية للفرق الطبية التي تتصدر الصفوف دفاعًا عن سلامة الوطن والمواطنين، مؤكدة أن تعليمات الصحة الأخيرة تعني أن عضو الفريق الطبي الحامل للعدوى "قبل ظهور الأعراض" سوف يسمح له بالعمل ومخالطة الآخرين، مما سيؤدى بالضرورة لانتشار العدوى بصورة أكبر بين أفراد الطاقم الطبي، الذين بدورهم سينقلون العدوى لأسرهم وللمواطنين، وبدلًا من أن يقدم عضو الفريق الطبي الرعاية الطبية للمواطنين سيصبح هو نفسه مصدرًا للعدوى بكورونا. وفي ذات السياق، أكد النائب أيمن أبو العلا، عضو لجنة الصحة بالبرلمان، في بيان له، أن اللجنة سترفع مذكرة للدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، لتقديمها لوزارة الصحة بشأن تغيير بروتكول العلاج للطاقم الطبي حتى لا يكون هناك اكتفاء بالتحليل لمن يظهر عليه أعراض فقط، لافتًا إلى ضرورة زيادة عدد المسحات الطبية للتأكد من سلامة الطاقم الطبي، وأن يكون هناك سرعة في العزل وصرامة في إجراءاته وتخصيص أماكن للعزل خاصة بالأطباء. عدم إثارة ذعر الفرق الطبية والالتزام بالإجراءات الوقائية ويقول الدكتور علاء غنام، خبير النظم الصحية، عضو لجنة إعداد قانون التأمين الصحي الشامل، إن "الفرق الصحية هي خط الدفاع الأساسي لمواجهة فيروس كورونا، وبالتالي الحفاظ عليها لا بد أن يكون صاحب الأولوية لأن انهيار هذا الخط يعني عدم قدرتك على مواجهة القادم". ويوضح غنام ل"البوابة نيوز": "أرقام الإصابات بين الفرق الصحية في مصر ليست مرتفعة، وهي تتماشي مع النسب العالمية، لكن السؤال هل ارتفاع الإصابات بينهم سببه عدم إجراء كواشف أو تحاليل الفيروس؟ لا أظن ذلك، لأسباب عديدة، أولها أن الكواشف ليست الأسلوب الوحيد لتشخيص الإصابة بالمرض، فالأعراض بحد ذاتها تأتي على رأس أساليب التشخيص، وبالتالي ما يصل بالأطقم الطبية إلى الإصابة هو أن إجراءات مكافحة العدوى لا تُطبق بصورة صحيحة". ويؤكد خبير النظم الصحية على ضرورة تطبيق إجراءات الوقاية، ومنع العدوى، بكافة الأشكال كارتداء الماسكات الطبية والجونتيات وتطبيق قواعد التباعد، مُضيفًا: "لا يمكن المطالبة بإغلاق مستشفى لظهور حالة من العاملين فيها حاملًا للفيروس، فهذا ليس علميًا، وغير منطقي، الأولى هو تطهير المكان، وعزل المخالطين ممن تظهر عليهم أعراض، على أن يعودوا للعمل مرة أخرى بعد التعافي، والحقيقة أن بعض الأطقم الطبية يعتقدون أن الإصابة بكورونا هي المطاف الأخير، في حين من الأولى أن يعرفون أن من يصل إلى درجة خطيرة بسبب المرض لا يتعدى 5%". ويُتابع غنام: "يجب علينا عدم إثارة الفزع لدى الأطقم الصحية، خاصة وأن 85% ممن يصابون بالفيروس يتجهون للتعافي منه، ويحتاج فيهم المريض إلى العزل لمدة 14 يوم، والمتابعة". منوهًا بأن اقتصار إجراء تحليل للأطقم الطبية الذين تظهر عليهم الأعراض فقط ليس هو الأزمة، بقدر ضرورة توفير إجراءات الحماية لهم، وتطبيق أساليب مكافحة العدوى في المؤسسات الطبية بصرامة، كما يمكننا النظر إلى تجربة دولة كأسبانيا، والاستفادة منها، وهي التي أُصيب فيها ما يزيد على 37 من الأطقم الطبية لديها، وإيجاد حلول واقعية للأزمة بدلًا من المشادات. عدم توفير الأمان يجعلهم بؤرة لنشر المرض من ناحيته، يقول الدكتور أحمد حسين، عضو مجلس نقابة الأطباء السابق، إن الفريق الطبي أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا، والأكثر خطورة على الأصحاء في المجتمع، موضحًا: "تعامل الأطقم الطبية مع مصابين بكورونا يجعلهم بؤرة لنشر المرض في حالة عدم توفير مستوى من الأمان لهم يمكنهم من إجراء مسحات اكتشاف الفيروس بشكل دوري، وبالتالي مطالبات نقابة الأطباء بإلغاء تعليمات وزارة الصحة، بشأن الأطقم الطبية، في موضعها الصحيح". ويضيف حسين ل"البوابة نيوز": "50% تقريبًا من مرضى كوفيد-19 لا تظهر عليهم الأعراض، وانتظار ظهورها على أفراد الأطقم الطبية لإجراء المسوح لهم يرفع من احتمالية نقل العدوى لأسرهم والمحيطين، فيتحول الأمر إلى كارثة، فالفريق الطبي بؤرة لانتشار المرض لأنه الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس"، مشيرًا إلى ضرورة توفير واقيات للفريق الطبي على مستوى كل المستشفيات، وليس العزل منها فقط، خاصة وأن أغلب المصابين بكورونا من الأطقم الطبية ليسوا في مستشفيات العزل، فالأخيرة مازال يتوافر بها إجراءات الوقاية. وينوّه عضو مجلس نقابة الأطباء السابق إلى أن خطورة انتشار كورونا في المستشفيات الجامعية والخاصة تتضاعف لجهل الأطقم الطبية فيها بمصدر العدوى، بعكس ما يحدث في مستشفيات العزل، موضحًا: "في العزل أنت تتعامل مع المريض وتعرف أنه حامل للفيروس، وتأخذ احتياطاتك بناءً على هذا الأساس، إضافة لمنع الزيارات عنه، لكن في المستشفيات العادية، فأنت كطبيب أو ممرض أو إداري فتتعامل مع مريض كبد أو كلى أو مريض نفسي أو أي مرض آخر، قد يكون حاملًا للفيروس، وليس لديك إحساس بالخطوة يجعلك تأخذ احتياطات الواجبة". ويطالب حسين بضرورة توفير أدوات الوقاية من كورونا والأمراض المعدية في جميع المستشفيات، خاصة وأنها وجودها يكاد يكون منعدمًا في بعض المنشآت، مشيرًا إلى أنه رغم ضبابية وانعدام الإحصاءات الخاصة بإصابات الأطقم الطبية في مصر إلا أن أحد المتخصصين في منظمة الصحة العالمية، صرح في أبريل الماضي، أن النسبة تصل إلى 11% من عدد المصابين، وهي نسبة، إن صحت، تُعتبر كارثية، لأنها أعلى من نسب إصابات الأطقم الطبية عالميًا.