كما يقولون لكل إنسان نصيب من اسمه، هكذا الحال مع الفنان القدير يحيى الفخراني، فقد أخذ من ذلك الاسم صفة نادرًا ما تجدها في أي فنان، هو تمامًا مثل "الفخراني" ذلك الصانع الماهر الذي يبتكر ويشكل من الطين أشياءً تخطف الأبصار. في مثل هذا اليوم من عام 1945، ولد الفنان الكبير يحيى الفخراني الذي حقق نجاحات فنية عديدة على مدى مشواره الطويل مع الفن بكافة اشكاله، وصنع لنفسه مكانة في قلوب واذهان الجمهور المصري والعربي بكافة ميوله، وشكل نموذجًا بديعًا من الفنان الاصيل الذي يعشق مهنته، ويمنحها وقته ومجهوده وعمره. يظل يحيى الفخراني واحدًا من النجوم الذين ينتمون لمدرسة العمل بروح الهواة، فهو حتى الآن ورغم مرور سنوات طويلة في محراب الفن، تجده كمن يبدأ مشواره، وكمن يخطو خطواته الأولى في ذلك العالم المليء بالأضواء والشهرة، فهو دائمًا يغمض عينيه عن تلك الأضواء، ويضع الشهرة خلفه، ليسير صوب المتلقي ويمنحه قدرًا كبيرًا من الحرفية والبهجة. المتلقي الذي ينتظر "الفخراني"، غالبًا يجد ما يأمله ويتمناه، فهذا الفنان البديع لم يخذله المتلقي طيلة مشواره مع الفن، بل هو دائمًا عند حسن ظنه، بمجرد أن يمتلك خيوط الشخصية التي سيجسدها حتى يتقمصها وينقلها كما لو كانت "اناءًا فخاريًا" بديعًا مليئًا بالالوان والزخارف المبهجة، فيخطف القلوب ويلهب حماس المتلقي الذي يراهن دائمًا على أنه سيجد عملًا مختلفًا وشخصية من لحم ودم، طالما وقعت تلك الشخصية بين يدي ذلك الفنان القدير. حصل الفخراني على بكالوريوس الطب والجراحة عام 1971 من كلية الطب بجامعة عين شمس في القاهرة، وكان عضوًا بارزًا في فريق التمثيل بالكلية، وحصل على جائزة أحسن ممثل على مستوى الجامعات المصرية، وبعد تخرجه مارس مهنة الطب لفترة قصيرة كممارس عام في صندوق الخدمات الطبية بالتليفزيون وكان ينوي التخصص في الأمراض النفسية والعصبية وكان وقتها يعتبر الفن هواية فقط، الا انه وقع في دائرة الاحتراف، ولكنه بقي يعمل طوال مشواره بمبدأ "الهواية". قدم الفنان القدير عشرات الأعمال الفنية المتنوعة بين دراما تليفزيونية وأفلام سينمائية وأعمال مسرحية، وبرع في تقديم كل ما هو صعب، فرسم اسمه بأحرف من نور في عالم الفن، وتمسك طيلة هذا المشوار بروح التواضع التي ترفرف على شخصيته، وترسم ابتسامة طفولية على وجهه. هو "شيخ العرب همام"، و"الخواجة عبدالقادر"، و"ونوس"، و"شرف فتح الباب" و"عباس الأبيض في اليوم الاسود"، هو ايضًا "جحا المصري" و"نصف ربيع الاخر" و"صيام صيام"، هو "الملك لير" و"مبروك وبلبل" وسليم البدري في "ليالي الحلمية". هو أيقونة فنية رائعة أثرى ومازال يثري الحياة الفنية بأعمال ستظل خالدة في الاذهان، له تقد "البوابة نيوز" باقة ورد في عيد ميلاده ال 75، وتتمنى له مزيدًا من الأعمال الناجحة.