تقدم الهيئة العامة للكتاب لأول مرة، عددًا من الإصدارات لسلسة من أدباء القرن العشرين للتحميل مجانا وحصريا على بوابة الثقافة المصرية ضمن مبادرة "خليك في البيت الثقافة بين ايديك" التي أطلقتها وزارة الثقافة. تضم السلسة التراث الأدبي والفكري لنخبة من كبار الأدباء والمفكرين خلال القرن الماضي هدية للقراء والمثقفين ومنهم الشاعر إبراهيم ناجي والمازني والإمام محمد عبده. ومن هذه الكتب كتاب "رحلة الشام" لإبراهيم عبدالقادر المازني، الذي يشمل رحلة الكاتب إلى الشام للاشتراك في العيد الألفي للمعري بالنيابة عن نقابة الصحفيين وبدعوة من المجمع العلمي بدمشق آنذاك. وذكر المازني أن المقصود بأدب الرحلة ما كتبه الكُتاب عن الرحلة بكل أنواعها وطرقها وأغراضها سواء كتب عنها صاحب الرحلة نفسه أو أحد آخر وسواء أكانت الرحلة عبر المكان الجغرافي أوعبر الزمان التاريخي. يبين المازني أن أدب الرحلة هذا النوع من الكتابة الأدبية يرتبط بوجود نص يمكن الرجوع إليه ويحدد هذا النص العمق التاريخي عن تاريخ هذه الرحلة والتعرّف على خصائصها الفنية خاصة والثقافية عامة وفي هذا النوع من الكتبة الأدبية يمكننا أيضا دراسة تطوره وذلك حسب الادوات التي يستخدمها الكاتب ومدى وعيه بها. وأوضح المازني أن المرحلة التالية في الأهمية لأدب الرحلة أو الكتابة عن الرحلة تلك الرحلات العربية المحددة والمرسومة باسم صاحبها فيما بين القرن الرابع الهجري والتاسع الهجري " العاشر والخامس عشر الميلاديين" وهي المرحلة التي خلّفت لنا كتب الرحلات في تراثنا الإسلامي. يبين المازني أن الرحلة إتخذت سندا إسلاميا مهما في القرآن والسنة أو لللعلم فهناك آيات قرآنية كثيرة تربط الرحلة بعظة التاريخ والتعرّف على آثار الأمم السابقة وعلى ما آلت إليهم دولتهم كقوله تعالى "فسيروا في الأرض فأنظروا كيف كان عاقبة المكذبين"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اطلبوا العلم ولو في الصين"، وهذا دلالة السياحة والتعرف على الجديد.
