اختتم فريق من خبراء منظمة الصحة العالمية بعثة الدعم التقني المعنية بفيروس كورونا "كوفيد-19" في مص،ر بتاريخ 25 مارس 2020. وتمثَّلت أهداف البعثة في فهم الوضع الراهن، واستعراض أنشطة الاستجابة الحالية، وتوفير الدعم التقني الميداني حسب الاقتضاء، وتحديد مواطن القوة والفجوات لتوجيه أولويات الاستجابة. وقال الدكتور إيفان هوتين، مدير إدارة الأمراض السارية بالمكتب الإقليمي للمنظمة وقائد فريق البعثة: "بعد عدة أيام من الاجتماعات والزيارات الميدانية المكثفة داخل وخارج القاهرة، نرى أن مصر تبذل جهودًا هائلة في مكافحة فاشية كوفيد-19. ويجري العمل على قدم وساق، لا سيّما في مجالات الكشف المبكر، والفحص المختبري، والعزل، وتتبُّع المُخالِطين، وإحالة المرضى". وأضاف: "ما زال هناك المزيد مما ينبغي عمله، ولا تزال أمامنا فرصة سانحة في هذه اللحظات الحرجة لمكافحة انتشار الفاشية بفاعلية أكبر قبل أن يتطور انتقال المرض من مستوى الأفراد إلى مستوى المجتمع". وتابع: " لقد اتفقنا على مجالات متعددة يمكن تعزيزها وتوسيع نطاقها، باتباع نهج يشمل الحكومة بأكملها والمجتمع بأسره". وأكد ان الحكومة تبذل جهودًا كبيرة في تخصيص الموارد البشرية والمالية الإضافية اللازمة لاحتواء الفاشية، وأن هناك تقدُّما مُحرزا في زيادة عدد من المختبرات غير المركزية التي بإمكانها الآن اختبار مرض كوفيد-19، حيث يوجد الآن 17 مختبرًا لديها القدرة على اختبار الحالات على مستوى مصر. وأشار إلى ان مصر ستقوم بإضافة 4 مختبرات أخرى قريبًا وسيتم إشراك مختبرات جامعية، وبفضل الدعم المقدم من المنظمة وشركاء آخرين، تستطيع مصر إجراء ما يصل إلى 200،000 اختبار. وأكد ان نظام ترصد الأمراض الراسخ في مصر وجهود تتبُّع المُخالِطين اثبتت فعاليتها في مكافحة حالات الإصابة الفردية والجماعية وتدبيرها علاجيًا قبل انتشارها. وأوضح أن إجراءات الحكومة حول إغلاق الحدود الذي تم مؤخرًا توفر فرصة لتعزيز التحرِّي وقدرة الاختبار السريع باستخدام نهج تقييم المخاطر. وتضمن المتابعة الفعَّالة لتتبُّع المُخالِطين باستخدام آليات الحجر الصحي المناسبة، ومواصلة الاختبار المنهجي للمرضى الذين يلتمسون علاجًا لجميع حالات العدوى التنفسية الحادة، وعدم إغفال أي حالات إصابة حرجة بمرض كوفيد-19. وأكد ان المنظمة ستعمل مع السلطات الصحية الوطنية على تعزيز آليات العزل والحجر الصحي والإحالة، وتعزيز ممارسات الوقاية من العدوى ومكافحتها، للوقاية من انتقال المرض على جميع المستويات وضمان حماية المرضى والعاملين الصحيين، واستمرار بذل الجهود لضمان إطلاع العامة على مستجدات الوضع الراهن، بما يشمل العمل مع القطاعات الأخرى للوصول إلى الفئات السكانية المعرضة للخطر. وأشار إلى التنسيق والشراكات مع المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام على نطاق أوسع سيضمن قدرة العامة على اتخاذ قرارات مستنيرة، دون الانسياق وراء الشكوك ودون الخوف من الوَصْم المرتبط بالمرض. وأضاف الدكتور هوتين: "من الواضح أن الموظفين والعاملين الصحيين يعملون بكل جدية والتزام لمكافحة هذه الفاشية وإنقاذ الأرواح. ولا تزال المعركة ضد فيروس كورونا مستمرة في مصر، ونحتاج إلى إشراك الجميع في هذه الاستجابة". واختتم: "تنفيذ تدابير الصحة العامة السليمة في الوقت المناسب وبالحجم المناسب يمكن أن يُحدث تغييرًا نحو الأحسن".