قالت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، إن الوزارة قطعت شوطا كبيرا في سعيها لتحقيق التنمية المستدامة عبر برامج وأنشطة إبداعية في جميع المحافظات خاصة المناطق الأشد احتياجا وفقا لبرنامج الدولة الهادف إلى بناء الإنسان وتعزيز القيم الإيجابية في المجتمع. وأعربت عبدالدايم، خلال افتتاح فعاليات الدورة 34 من المؤتمر العام لأدباء مصر والذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، عن سعادتها بانعقاد هذه الدورة في مدينة بور سعيد الباسلة التي تعد إحدى بقاع الوطن الغالية، مؤكدة الحرص الدائم على إقامته سنويا باعتباره فعالية مهمة تسهم في إلقاء الضوء على الحركة الإبداعية في المجتمع بما ينتجه من فكر وخطط ثقافية وتوصيات تثري مجال الفكر والثقافة. وأشارت إلى أن المحور العام للمؤتمر هذا العام يأتي ليناقش قضية بالغة الأهمية تتعلق بأزمة الوعي وسبل تنميته وإعادة تشكيله إلى جانب العمل على تجديد خطاب ثقافي يليق بعراقة وعظمة مصر. وأشادت باختيار الأمانة العامة للمؤتمر لشخصية هذه الدورة الشاعر الكبير "بيرم التونسي" الذي يعد أحد أعلام الزجالين في مصر والوطن العربي، لافتة إلى نضاله الوطني وتأثيره في توجهات الإصلاح الاجتماعي وأعماله الإبداعية التي تدعو إلى نهضة البلاد في مختلف المجالات. كما أثنت على اختيار محافظة بورسعيد الباسلة لاستضافة المؤتمر تأكيدا على مكانتها المميزة في القلوب ولثراء فنونها المحلية وتراثها الإبداعي الذي يمثل جزءًا مهما من التكوين الوجداني لشعب مصر، كما أعلنت محافظة بورسعيد عاصمة للثقافة المصرية لعام 2020 وفقا للدعائم التي تم إرسائها في مؤتمر العام الماضي بمحافظة مطروح بإعلان المحافظة المستضيفة للمؤتمر عاصمة لثقافة مصر. وأوضحت الخطوات والإجراءات التي تم اتخاذها العام الماضي بشأن دعم ميزانية نوادي الأدب والنشر الإقليمي حيث تمت زيادة مخصصات النشر بشكل عام بهيئة قصور الثقافة وثمنت تنظيم ورش عمل ضمن فعاليات المؤتمر تتناول تحديات النشر بالهيئة وأندية الأدب ورؤي التطوير بشكل عام والتي يتم إدراج التوصيات الخاصة بها في مقدمة أولويات العمل الثقافى. كما أعربت عن اعتزازها بتكريم عدد كبير من الأدباء والمثقفين والإعلاميين الذين أسهموا بإبداعاتهم في تقديم أعمال حفظت لمصر مكانتها الثقافية والتنويرية الرائدة، ووصفت مبدعو مصر جميعا بقاطرة التقدم والتنمية للوطن وأعلنت زيادة مكافاة المكرمين من الفين جنيه إلى سبعة آلاف جنيه ودراسة زيادتها أكثر في الدورات المقبلة. من جانبه دعا اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد أدباء مصر ومبدعوها إلى تخليد الإنجازات التى يشهدها الوطن حاليا في أعمال تعبر عن حجم الجهود المبذولة لتنمية البلاد وتحقيق الازدهار، موضحا دور القوى الناعمة في بناء الإنسان. وأكد تواصل جهود البناء والتنمية ومجابهة التطرف والتعصب من خلال القوى الناعمة التى تعمل على إعادة تشكيل الوعى. وقال الدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة أن المؤتمر يأتى في مقدمة الفعاليات الكبرى التى توليها الهيئة اهتماما ودعما، مشيرا إلى أهمية موضوع دورة هذا العام في المناخ الثقافى المصرى. وأوضح أن هذه الدورة تلقى الضوء على إبداعات أدباء المدينة الباسلة وأن بورسعيد تصدت للعدوان واليوم تحتضن خيرة عقول مصر. وقامت وزيرة الثقافة بتكريم كل من محافظ بورسعيد لدعمه الدائم والمستمر للأنشطة الفكرية والفنية بالمحافظة وترحيبه باستضافة فعاليات المؤتمر، وكذلك الفنان والناقد عز الدين نجيب رئيس المؤتمر، واسم الشاعر الكبير الذى تحمل اسمه هذه الدورة وتسلمها حفيده المستشار محمود بيرم التونسى تلا ذلك تكريم المؤتمر لكل من الشعراء عمرو الشيخ (ممثلا للوجه البحري)، ومحمد حسنى إبراهيم (ممثلا للوجه القبلي)، والدكتور أحمد تمام سليمان (ممثلا للنقاد)، وبهية طلب ( ممثلة للاديبات )، والإعلامي السيد حسن وعبد الفتاح البيه (ممثلان لمحافظة بورسعيد). كما كرمت الهيئة العامة لقصور الثقافة أسماء الأدباء الراحلين الشاعر إبراهيم سكرانة، والناقد إبراهيم فتحي، والناقد المسرحي الدكتور أحمد سخسوخ، والشاعر أحمد محمود مبارك، والمترجم بشير السباعي، والشاعر جابر الوكيل، والأديب حسين عبد العليم، والناقد خالد محمد الصاوي، والمترجم ربيع مفتاح، والروائى عبد الوهاب الأسوانى، والأديب فؤاد حجازى، والشاعر محمد أبو دومة، والشاعر محمد كشيك، والروائية نجوى شعبان، والشاعر وسام جلال الدويك. وكرمت محافظة بورسعيد أحد أبناءها الشاعر محمد عبد القادر عن إقليم القناة وسيناء. وكان حفل الافتتاح قد تضمن فقرات فنية لفرقتى أوبرا عربى، بور سعيد للالات والفنون الشعبية إلى جانب عرض فيلما وثائقيا تناول تاريخ المؤتمر ولقطات من ذاكرته، وسبقه تفقد معرضا للكتاب من إصدارات هيئة قصور الثقافة وهيئة الكتاب وآخر تشكيلى من إبداعات فنانى بورسعيد. حضر الافتتاح الدكتور هيثم الحاج رئيس الهيئة العامة للكتاب، والفنان هشام عطوة نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، 350 من الأدباء والمفكرين والمبدعين بمختلف المحافظات وعدد من القيادات الشعبية والتنفيذية بمحافظة بورسعيد. يشار إلى أن المؤتمر العام لأدباء مصر هذا العام يستمر حتى الخميس 12 ديسمبر الجارى ويناقش موضوع الحراك الثقافى وأزمة الوعى.. إبداعًا وتلقيًا من خلال سبعة محاور عامة هى "العلاقة بين المتغيرات الاجتماعية الجذرية والحراك الثقافى، الحراك الثقافى وسؤال الهوية والتنوير، أثر الترجمة والتعريب في الإبداع والتلقي، التجمعات والحركات الثقافية وأثرها في الحراك والوعى، فجوة الوعى الفاعل.. محنة التلقي بين التنظير والتطبيق، فاعلية تقنيات التواصل في صناعة الثقافة والمشهد الإبداعى والنقدى والتراثى والفنى في محافظة بورسعيد". كما تتضمن الفعاليات سبعة موائد مستديرة تحمل عناوين "شهادات على تجارب، بيرم التونسى.. منبع النهر، ثقافة الحرب والمقاومة، حركة التنوير في مواجهة سطوة الموروث الاجتماعي، الخطاب الديني وحراك الثقافة.. ترشيد أم تقليد، تجديد الخطاب الثقافى ومراجعة لفاعلية المؤسسات واخيرا الإعلام الثقافى.. بين المهنية وتحولات الواقع" إلى جانب إقامة ثلاثة ورش عمل تحمل عناوين "أندية الدب.. الرهان والمأمول، تحديات النشر وأزماته في قصور الثقافة ورؤية علمية لتطوير المؤتمرات الثقافية" إضافة إلى حلقتين نقاشيتين بعنوان "مراجعة دور مؤتمر أدباء مصر وآثاره في 34 سنة ورؤية لهيكلة المؤسسات وصياغة استراتيجية ثقافية فاعلة". وتعقد عدد من الأمسيات الشعرية والقصصية، ويتم تنظيم معرضًا للفنون التشكيلية وآخر لأحدث إصدارات هيئة قصور الثقافة ومطبوعات وزارة الثقافة وثالث للحرف التقليدية والفنون التراثية ببورسعيد - ندوات ثقافية بالجامعات والمدارس ومركز الشباب بالمحافظة، كما يصدر المؤتمر عدد من المطبوعات هي كتاب أبحاث المؤتمر، كتاب المكرمون ويضم السيرة الذاتية للمكرمين في هذه الدورة، مختارات قصصية بعنوان أيقونات جبلية لعز الدين نجيب، أشعار بيرم التونسى في سيرة الظاهر بيبرس ل سيد مهدي عنبة، بهجة البحر إبداعات ودراسات من بورسعيد إعداد وتقديم أسامة كمال أبوزيد، ذاكرة المسابقة الأدبية المركزية (1991-2019) إعداد وتقديم السعيد المصري، اللوائح المنظمة لأنشطة الإدارة العامة للثقافة العامة، برنامج المؤتمر والنشرة اليومية.