لم يكن أبدا مجرد سباح كان علامة في تاريخنا يوم رأيته خفت أن أسلم عليه، كان من أصحاب عمى الراحل الجميل صلاح وماشى جنبه في نادى الكشافة، لقيته ساب الموكب الذى يحتفى بيه وهو بطل العالم،ويقترب منى ويقول أنت بتحب السباحة قلت أيوه، قال السباح الحقيقى من يعرف العوم أيام الشتاء في البحر، لم أعرف ردا لكنه ابتسم، ولكنى من يومها أنزل البحر أيام الشتاء وكمان في الليل حيث تكون ضربات اليد في المياه مثل ضوء فضى ينور لك الظلمة. هو عبداللطيف خميس أبوهيف (1929 - 2008) سباح القرن العشرين، استطاع أن يضع نفسه في مكانة عالمية متميزة في واحدة من أهم الرياضات، حقق العديد من الإنجازات على مدى مشواره الرياضى، والتى يعد من أهمها عبوره بحر المانش ثلاث مرات محققًا رقمًا قياسيًا عالميًا في عام 1953م، ومتحديًا جميع الصعوبات وأولها البرودة القاتلة والتيارات الجارفة وغيرها الكثير. تقول الموسوعة الحرة أن أبوهيف كان واحدا من أبرز سباحى المسافات الطويلة على مستوى العالم وسطع نجمه في فترتى الخمسينيات والستينيات كبطل في السباقات الدولية، واتخذ أبوهيف من البطل إسحاق حلمى أول عابر للمانش مثلًا له حيث كان له الفضل في الأخذ بيد أبوهيف في مشواره الرياضي. ولد في 30 يناير عام 1929م بحى الأنفوشى بمدينة الإسكندرية بمصر، وتخرج في كلية سانت هيرست العسكرية بلندن في عام 1956م، وكان الملك فاروق سببًا في دخول أبوهيف لهذه الكلية الحربية عندما أراد تكريمه بعد نجاحه في عبور المانش في عام 1951م، واختار أبوهيف جائزته أن يلتحق بأفضل كلية حربية في العالم بعد حصوله على الشهادة الثانوية وقد كان. عشق أبوهيف السباحة منذ الصغر وبدأ ممارستها وهو عمره 10 سنوات، وتمكن من الحصول على بطولة الإسكندرية وهو ما زال صغيرًا ثم توالت نجاحاته وبطولاته ليتوج بطلا محليا لمدة عشر سنوات وبطلا عالميا لمدة خمسة وعشرين عامًا. حقق أبوهيف العديد من الإنجازات على مدى تاريخه الرياضى الحافل ومن إنجازاته فوزه بأكثر من عشرين سباقا دوليا، وحصوله على بطولة العالم في السباحة خمس مرات، وتمكنه من تحدى المانش وعبوره مرتين، كما حطم الرقم القياسى في عام 1953م. في عام 1955م تمكن أبوهيف من تحقيق المركز الأول في السباق الدولى للمانش متفوقا على أشهر وأسرع السباحين العالميين، واحتل المركز الأول أيضًا في أطول سباق للسباحة الطويلة حول العالم في عام 1963م، هذا السباق الذى استمر لمدة 36ساعة في بحيرة ميتشجان بالولايات المتحدةالأمريكية وكانت المسافة المقرر قطعها 135 كيلومترا. كما حصد المركز الأول في العديد من السباقات التى نظمت في الأرجنتين والتى وصل أحدها إلى مسافة 250 كيلومترا قطع فيها أبوهيف مقدار 60 ساعة سباحة من روساريو إلى بوينوس آيرس وكان أبو هيف في المركز الأول حيث كان صاحب أطول مسافة تم قطعها في هذا السباق، كما حصل على المركز الأول في سباق نهر السين بفرنسا عام 1952م. وفى سباق مونتريال الدولى بكندا عام 1965م وهو أحد سباقات التتابع بمعنى أن يتناوب سبّاحون السباحة كل ساعة، أصر أبوهيف على الاستمرار بالسباحة بمفرده وذلك بعد أن مرض رفيقه الإيطالى بسبب البرودة الشديدة واضطر لمغادرة السباق مبكرًا حيث استمر أبوهيف بالسباحة لمدة 29 ساعة ونصف وحصل على المركز الأول، وكان هذا السباق هو أحد الأسباب التى دفعت الاتحاد الدولى لإعلانه أعظم سباح في التاريخ في المسافات الطويلة كما كان له دور في فوزه بلقب سباح القرن. ومن السباقات الشهيرة التى خاضها سباق كابرى - نابولى بإيطاليا، وسنتافى - روساريو بالأرجنتين على الصعيد الإنسانى فاز أبوهيف بأكبر البطولات في المشاعر الإنسانية وإحساسه العالى بالآخرين، فكانت له العديد من المواقف المتميزة على مدى تاريخه الرياضي، ونذكر من هذه المواقف: تبرعه بجائزته المالية في إحدى السباقات لأسرة السباح الإنجليزي ماتيوس ويب الذى غرق في بحر المانش أثناء عبوره له بمفرده دون مركب مرافق. كما تبرع بجائزته لجورج فاليرى السباح الفرنسى وبطل العالم في سباق الظهر عقب إصابته بالشلل. وتقاسم الجائزة التى فاز بها في سباق مونتريال مع رفيقه على الرغم من انسحابه في بداية السباق لمرضه. كل هذه الأحداث وغيرها الكثير تعبر عن مدى الأخلاق الرياضية التى تمتع بها أبوهيف وجعلته يستحوذ على إعجاب الكثيرين حول العالم. قام أبوهيف بالإعلان عن اعتزاله للسباحة في عام 1973م وكان حينئِذ في الخامسة والأربعين من عمره. حصد أبوهيف العديد من الميداليات والجوائز نظير جهوده الجبارة التى بذلها في البطولات المختلفة والتى نجح في الفوز بها بتفوق ساحق متقدمًا على جميع المتسابقين الأخرى، ولكن بالإضافة لهذه الميداليات حصل أبوهيف على وسام الرياضة من رئاسة الجمهورية، كما حصل على لقب سباح القرن العشرين في مايو 2001 وذلك بناء على اختيار الاتحاد الدولى لسباحة المسافات الطويلة له تقديرًا لإنجازاته، كما قام الاتحاد الدولى لمحترفى السباحة الطويلة بمنحه لقب أعظم سباح في التاريخ، واختير كأفضل ثالث سباح في العالم، وحصل أبوهيف في عام 1963م على لقب أفضل رياضى في العالم وذلك في استفتاء سنوى في إيطاليا لاختيار أفضل النجوم العالميين، الأمر الذى جعله ينضم لأشهر الرياضيين العالميين مثل بيليه نجم كرة القدم البرازيلى أو الجوهرة السوداء كما اعتاد عشاقه أن ينادوه وذلك في عام 1961م، ثم ريفييرا في 1962م، وجاء من بعدهم أبوهيف في عام 1963م. وكنوع آخر من التكريم تم إطلاق اسمه على ثلاث من الشواطئ الكبرى بمسقط رأسه بمدينة الإسكندرية. وأطلق علية الأجانب the crocodile of the nile وتعنى تمساح النيل. مر أبوهيف بعدد من الأزمات الصحية الخطيرة، وخضع للعديد من الجراحات. وكان أبو هيف يرفض السفر إلى الخارج للعلاج على نفقة الدولة ووجه الشكر للمسئولين بالحكومة المصرية على اهتمامهم بصحته قائلًا: «علاجى متوفر في مصر والأطباء المصريون على درجة عالية من الكفاءة وإذا قدر لى الموت فإننى أفضل أن أموت على فراشى». ويرحل أبوهيف يوم الاثنين 21 أبريل 2008 عمر يناهز ال79 عامًا بعد صراع طويل مع المرض، وتفقد مصر تمساح النيل.