عاد الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى العاصمة بكين مساء اليوم /السبت/ بعد حضوره مراسم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية ال 22 في منتجع سوتشي الروسي ، فيما تعد تلك المرة الأولى في تاريخ الصين التي يحضر فيها رئيس صيني مراسم افتتاح حدث رياضي ضخم خارج البلاد. وقد التقي الرئيس الصيني خلال الزيارة نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وأجرى محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرئيس التشيكي ميلوس زيمان والرئيس اليوناني كارولوس بابولياس والرئيس الأفغاني حامد قرضاي ، كما حضر مراسم استقبال أقامها رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باتش والتقى بالوفد الصيني في الدورة الأولمبية. وعلى هامش الزيارة أجرى الرئيس الصيني مع قناة تليفزيونية روسية في سوتشي حوارا تناول خلاله عدة موضوعات بينها أولمبياد سوتشي والعلاقات الصينية - الروسية والإصلاح والتنمية في الصين والفلسفة والسياسة الصينية المستقبلية. من جانبه قال شينغ قوانغ تشنغ مدير المركز الصيني لتاريخ الحدود والدراسات الجغرافية الصينية ، إن حضور الرئيس الصيني أظهر الدعم الصيني القوي للأولمبياد ، وخطوة دبلوماسية تظهر "القوة الناعمة" للصين ورغبتها في التواصل مع العالم الخارجي، فى وقت تعد روسيا، وللمرة الثانية ، أول مقصد خارجي لشي خلال عام واحد، ففي مارس الماضي، قام شي بزيارة دولة إلى روسيا بعد أسبوع فقط من توليه منصب الرئيس الصيني . وأشار إلى وصف الرئيس الصيني خلال محادثاته مع بوتين، كل من الصينوروسيا بالجارتين والشريكتين والصديقتين الجيدتين وأنه جاء إلى روسيا لتقديم تهنئته بشخصه كما هو معتاد لدى الشعب الصيني بتهنئة جيرانه في الأحداث المبهجة .. موضحا أن هذه التصريحات التى وصفها بالبسيطة والصادقة ألقت الضوء على المستوى الرفيع للعلاقات الصينية - الروسية وتفردها وأظهرت أن الصين تولي اهتماما كبيرا لتطوير علاقاتها مع شركائها الاستراتيجيين وجيرانها. وأوضح أنه خلال محادثاتهما ، استعرض الزعيمان الصيني والروسي الإنجازات المهمة التي تحققت في العلاقات الصينية - الروسية في العام الماضي، ووضعا خططا استراتيجية للتعاون الثنائي في العام الجديد، وتوصلا إلى توافقات هامة حول التنسيق الاستراتيجي بشأن القضايا الدولية والإقليمية الكبري، فيما دعا شي البلدين إلى مواصلة الاستفادة من امكاناتهما الضخمة وتغذية نقاط النمو الجديدة في التعاون ودفع التعاون في المشروعات الاستراتيجية الكبري بسلاسة. ومن جهته قال بوتين ، إن روسيا استجابت بنشاط للمقترحات الصينية ببناء حزام اقتصادي لطريق الحرير وطريق حرير بحري وأنه لا يمكن نسيان عدوان القوات النازية على الدول الأوروبية ومنها الاتحاد السوفيتي والجرائم الخطيرة التي ارتكبها الجيش الياباني الإمبريالي في الصين والدول الآسيوية الأخرى .. مشيرا إلى أن روسيا ترغب في بذل الجهود مع الصين لتنظيم أنشطة تذكارية . كما أجرى شي وبوتين معا محادثة عبر الفيديو مع قادة السفن البحرية الصينية والروسية المرافقة لشحنات الأسلحة الكيميائية السورية، وقال لي جيان مين الباحث في معهد دراسات روسيا وشرق أوروبا ووسط أسيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إن هذه المحادثات بين شي وبوتين أظهرت أن الصينوروسيا تدعم كل منهما الأخرى بثبات في القضايا الهامة، مضيفا أن المحادثات وضعت خططا جيدة لتطوير العلاقات الثنائية في المستقبل، وأن زيارة الرئيس الصيني لسوتشي نجاحا كاملا وتمثل بداية جيدة للدبلوماسية الصينية في 2014.