على طريقة "البوعزيزي"، مفجر ثورة تونس في 2011، أقدم شاب تونسي، يعيش في منطقة جلمة التابعة لولاية سيدي بوزيد، على إضرام النار في جسده، يوم السبت الماضي، احتجاجا على الفقر والأوضاع المعيشية المتردية في بلاده. وأعادت تلك الواقعة إلى الأذهان مأساة الشاب، محمد البوعزيزي، الذي أحرق نفسه أمام المارة في ديسمبر 2010 بعد أن صادرت الشرطة عربة الخضروات التي كان يقتات منها، وفجرت وفاته انتفاضات الربيع العربي التي بدأت آنذاك بتونس. وعقب ذلك اندلعت اشتباكات عنيفة، يوم أمس الاثنين، بين محتجين على الفقر والتهميش والشرطة التونسية، التي أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم في بلدة جلمة بجنوب البلاد. ونقلت وكالة "رويترز" عن شهود عيان أن قوات الأمن أطلقت يوم أمس الغاز المسيل للدموع وطاردت شبانا يحتجون في شوارع بلدة جملة، قاموا بغلق الطرق واشعلوا إطارات السيارات. وكان الشاب يعمل بشكل غير منتظم وكان يطالب بتحسين وضعه الاجتماعي في جلمة المحاذية، لمدينة سيدي بوزيد، مسقط رأس البوعزيزي. وتعاني الولاية من استمرار التهميش بعد تسع سنوات من الثورة التونسية، التي تفجرت من هناك على الفقر والبطالة والفساد. ومنذ وفاة البوعزيزي في ديسمبر 2010 حذا العديد من الشبان حذوه بإشعال النار في أنفسهم، بعد عجزهم عن مواجهة الصعوبات الاقتصادية المزمنة في تونس. وأدت الاحتجاجات الحاشدة التي أعقبت جنازة البوعزيزي إلى ثورة أنهت حكم الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي الذي فر مع أسرته للسعودية حيث توفي هذا العام.