عبر رئيس حزب الكتائب اللبنانية أمين الجميل عن استيائه لفشل تشكيل حكومة جديدة بعد كل مساعي رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب وليد جنبلاط لتقريب وجهات النظر وقبول الفرقاء بتقديم تنازلات. وقال الجميل - في تصريح له اليوم السبت - إن "كل الأجواء كانت جاهزة للخروج من مأزق تشكيل الحكومة إلى أن جاء الدلع السياسي غير المبرر الذي أعاد الأمور إلى نقطة الصغر".. معربا عن أسفه لأن القوى السياسية التي كانت متوافقة على مسار الحل والتوافق باتت تتضامن مع المواقف غير المبررة. ورأى أن حكومة جامعة تستطيع تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية بينما التهديد الراهن فإنه سينعكس على مجريات الأمور وعلى إجراء الانتخابات الرئاسية بموعدها. من جهته، استغرب النائب زياد الأسود عضو تكتل (التغيير والإصلاح) الذي يتزعمه العماد ميشال عون اتهام تكتله بتعطيل تشكيل الحكومة لأنه طالب بتصحيح توازن حقوق المسيحيين غير متوازنة. ولفت إلى أنه لم يتم التشاور مع تكتله في عملية تشكيل الحكومة، معتبرا أن هناك من يريد المداورة بالحقائب الوزارية من أجل وضع اليد على النفط. وبدوره، اعتبر عضو التكتل النائب هاجوب بقرادونيان أن المشكلة في تشكيل الحكومة ليست موضوع وزير الطاقة جبران باسيل الذي يتمسك به تياره لهذه الحقيبة بل أن النفط بات نقمة وليس نعمة للبنان. واعتبر أن بعض دول المنطقة لا تريد أن يصبح لبنان دولة نفطية ويخرج من المديونية ويصبح دولة مستقلة تتمتع بقرار ذاتي، مشيرا إلى أن إسرائيل والدول النفطية والدول الكبرى لا يريدون لبنان القوي. وحذر من أنه كلما تأخر تشكيل الحكومة زاد الخطر على استحقاق الانتخابات الرئاسية والتي إذا لم تجر يعني أن لا انتخابات نيابية، داعيا إلى الخروج من فكرة المداورة بالحقائب والذهاب إلى تشكيل حكومة. من جهته، أوضح عضو كتلة تيار المستقبل النائب محمد قباني أن رئيس التيار سعد الحريري قام بخطوة إيجابية كبيرة بالموافقة على حكومة سياسية شريطة المداورة لأنه ليس هناك من وزارة ملك لطائفة أو فئة. وأعرب عن خشيته من أن تصبح الوزارات كأنها أملاك باسم أشخاص أو أحزاب أو طوائف، مشيرا إلى أن موضوع الحكومة الحيادية لا يزال مطروحا بالنسبة لتياره. ورفض النائب قباني الاستمرار بالوضع القائم، داعيا إلى تشكيل حكومة سواء كانت سياسية أو حيادية. بالمقابل، أكد عضو كتلة حزب الله البرلمانية (الوفاء للمقاومة) النائب علي فياض أن توقيع ورقة التفاهم بين حزبه والتيار الوطني الحر شكل علاقة مضيئة في التاريخ السياسي الحديث للبنان ولاسيما في مرحلة ما بعد اتفاق الطائف. وأوضح أن إرادة التلاقي بين الإرادتين المسيحية والإسلامية لا تقتصر على المبادىء الميثاقية الكبرى بل تطال قضايا وموضوعات كان يظن معظم اللبنانيين أنها إشكالية ومبعث للتناقض الإسلامي المسيحي فإذا بها محل تفاهم وتعاون بما يفتح المجال على تطور سياسي كبير وعلى مستقبل مشرق وواعد للبنان.