قال وزير الخارجية الألمانى هايكو ماس، إن بلاده تحتاج لدعم مصر للوصول لحل مستدام في ليبيا، موضحا أن القاهرة لها دور محورى كبير في المنطقة ويمكنها المساعدة في إنجاح مؤتمر برلين الذى يطرح حل سياسى للأزمة. وفي محطته الأخيرة لجولة استمرت أياما، التقى وزير الخارجية الألماني ماس، بالرئيس المصري السيسي، حيث تناولت المحادثات عدة ملفات منها الأزمة في ليبيا. وأكد ماس على أهمية أن يتسنى للمصريين الاستناد إلى معايير حقوق الإنسان. كما تطرق الحديث إلى صادرات الأسلحة الألمانية إلى مصر، حيث تحتل مصر الموقع الثاني بعد المجر في شراء الأسلحة الألمانية لهذا العام، حيث وافقت الحكومة الألمانية لغاية نهاية سبتمبر/ أيلول من هذا العام على صادرات أسلحة لمصر بقيمة 802 مليون يورو. كما احتل الملف الليبي حيزا من محادثات وزير الخارجية الألماني في القاهرة، خصوصا ان ألمانيا تعمل على تنظيم قمة حول ليبيا هذا العام، أو ما بات يعرف باسم "مؤتمر برلين". وتأمل الحكومة الألمانية في مشاركة جميع الأطراف الفاعلة الرئيسية ودول الجوار الليبي فيها. وحول الوضع في سوريا أكد وزير الخارجية الألماني من القاهرة ضرورة تمديد الهدنة في شمال البلاد. وذلك في إشارة إلى هدنة الأيام الستة بين تركيا والمقاتلين الأكراد والتي أوشكت على الانتهاء. وأوضح ماس أن هناك إشارات على أنه تم استغلال ال150 ساعة لتنفيذ تعهدات متبادلة، وأضاف أن "المهم الآن هو وقف إطلاق النار بشكل دائم". وبعد زيارته للقاهرة، من المتوقع عودة هايكو ماس إلى برلين مساء اليوم، بعد أن كانت مصر محطته الرابعة بعد تركيا وليبيا وتونس وشهد اللقاء بحث عدد من الملفات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية، خاصةً على الصعيد الاقتصادي والتجاري والاستثماري والأمني، حيث رحب السيد الرئيس في هذا الصدد باهتمام الشركات الألمانية بضخ استثماراتها في مصر، معربًا سيادته عن التطلع لزيادة تلك الاستثمارات في ضوء التحسن المستمر لمناخ الأعمال، بينما أشار الوزير الألماني إلى متابعة بلاده للنجاح الواضح لإجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر، وكذلك الحجم الضخم للمشروعات التنموية الكبرى في كافة أرجاء الجمهورية، معتبرًا أن هذا الأمر من شأنه أن يوفر فرصًا واعدة ومتعددة لتعظيم الاستثمارات الألمانية في مصر. كما أكد السيد الرئيس في ذات السياق اهتمام مصر بالاستفادة من الخبرات والتكنولوجيا الألمانية لتوطين الصناعة بها، وكذلك الخبرات الألمانية العريقة في مجال التعليم الأساسي والجامعي والفني في ضوء ما توليه الدولة من أهمية قصوى لتطوير منظومة التعليم في مصر وتطلعها إلى إقامة شراكة مع الجانب الألماني في هذا الإطار. وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق إلى مناقشة التطورات المتعلقة بعدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم الاتفاق على مواصلة التنسيق والتشاور بين مصر وألمانيا في هذا الصدد من أجل مواجهة التحديات القائمة في المنطقة، وفي مقدمتها الأوضاع في ليبيا، حيث تم التوافق حول تضافر الجهود المشتركة بين مصر وألمانيا سعيًا لتسوية الأوضاع في ليبيا على نحو شامل ومتكامل يتناول كافة جوانب الأزمة الليبية وليس أجزاء منها، وبما يسهم في القضاء على الإرهاب، ويحافظ على موارد الدولة ومؤسساتها الوطنية، ويحد من التدخلات الخارجية. كما تم التطرق أيضًا لآخر مستجدات الأزمة السورية، لا سيما سبل الدفع بالحل السياسي لتسوية الأزمة، حيث أكد السيد الرئيس موقف مصر الداعم للحل السياسي في سوريا بما يحفظ كيان ووحدة الدولة السورية وسلامة أراضيها.