دخلت الاحتجاجات اللبنانية يومها الثاني عشر، الاثنين، ولا يزال المتظاهرين مستمرين في قطع العديد من الطرقات، ومن بينها صيدا الداخلية، حيث أشعلوا العديد من الإطارات. وأصيب ثلاثة أثناء فتح الجيش طريق صيدا الأولى، خلال تدافع مع المحتجين قبل أن يتمكن من إعادة فتحه. ونقلت عناصر من الصليب الأحمر، مصابين اثنين إلى مستشفى دلاعة في صيدا، فيما نقلت الجمعية الطبية الإسلامية إصابة أخرى، وفقا للوكالة الوطنية اللبنانية للأنباء. وعمد المحتجون إلى قطع الطرق بأساليب عدة، فأحرقوا الإطارات المطاطية والمستوعبات وركنوا عشرات السيارات في طرق أخرى، فيما تحاول الأجهزة الأمنية فتح مسارب جزئية لتسهيل حركة المواطنين. وعند جسر الرينغ في بيروت، افترش المتظاهرون بأجسادهم وخيامهم الطريق، كما في مفترق الشيفروليه وجل الديب في المتن، وقطعوا الأوتوستراد الساحلي، الذي يربط العاصمة بشمالها وجنوبها في أكثر من نقطة. وقطع المحتجون الطريق بين طرابلس وعكار في شمال لبنان، بالإضافة إلى قطع لطرق داخلية ورئيسية عدة، وتعطلت الحركة في البقاع الذي بات شبه معزول بعد قطع طريق ضهر البيدر وزحلة وغيرها. وقطع المحتجون طريق كفرمان في الجنوب قبل أن يعاودوا فتحه وتعود حركة السير إلى طبيعتها. وأصابت الاحتجاجات البلاد بالشلل بسبب الاعتصامات، وإغلاق الطرق بالحواجز، خلال المظاهرات التي اجتذبت كل أطياف الساحة السياسية في لبنان. وفي سياق متصل، أعلنت جمعية مصارف لبنان، إغلاق البنوك، الاثنين، وهو أول يوم عمل في الأسبوع في لبنان، حتى تعود الأوضاع للاستقرار، في ضوء استمرار الاحتجاجات في أنحاء البلاد. وأغلقت المصارف في لبنان أبوابها على مدى 8 أيام عمل، مع خروج احتجاجات تطالب الحكومة بالاستقالة، من دون وجود حل للأزمة في الأفق، كما أغلقت المدارس والعديد من الشركات أبوابها. وتستمر الاحتجاجات على الرغم من إعلان الحكومة حزمة إصلاحات عاجلة، قبل أيام، أخفقت في تهدئة الغضب الشعبي، ولم تصل تلك الإصلاحات أيضا إلى حد طمأنة المانحين الأجانب، للوفاء بتعهدات بمليارات الدولارات.