قرر مجلس إدارة مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس الذي يترأسه الدكتور عبدالرحيم علي، إطلاق النسخة التركية من موقع "المرجع" الذي يصدره المركز باللغات الأربعة: "العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والألمانية". يبدأ المركز إطلاق نسخته الجديدة يوم الخميس الموافق 22 أغسطس. ويأتي إطلاق النسخة التركية من "المرجع" في إطار خطة المركز للانتشار ومخاطبة العالم بكل اللغات الحية. وفي هذا الإطار أصدر المركز بيانا أوضح فيه رسالة الموقع الذي يعد إضافة نوعية للمواقع الإخبارية العالمية، وهذا هو نص البيان: المرجع باللغة التركية.. لماذا؟ قد لا نكون مُبالغين إذا قلنا: إن الاهتمام العربي بالشأن التركي قد تأخر كثيرًا، وقد يعود ذلك لأسباب متعددة منها ما يخصنا نحن كمراكز أبحاث ومنصات إعلامية، في عدم الانتباه لتلك الجارة، التي كانت جزءا مُهمًّا من تاريخ العالَمَيْنِ العربي والإسلامي، ومنطقة الشرق الأوسط، وقد يعود ذلك لأسباب تخص تركيا ذاتها التي انكفأت على نفسها بعد الحرب العالمية الثانية، وشهدت مرحلة التخلص من إرث الخلافة العثمانية، وبداية تأسيس الدولة الوطنية العلمانية الحديثة بقيادة زعيمها التاريخي كمال أتاتورك. وقد يكون ما يحمله وجدان شعوب المنطقة من ذكريات مؤلمة ارتبطت بتاريخ استعماري ارتدى عباءة دينية وقومية مارست أبشع أساليب القمع والاضطهاد الديني والعِرْقي أحد أهم تلك الأسباب أيضًا. بعد غياب طويل جاء صعود النسخة التركية لتيار الإسلام السياسي متمثلة في حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان، وبدأت بوادر إحياء الدور العثماني القديم، وعادت أحلام الخلافة تداعب خيال قادة تركيا، ولعبت أنقرة طوال العقدين الأخيرين دورًا يفوق دورها كدولة إقليمية، وبدأت تطرح نفسها كقوة عظمى، وبدلًا من الاستفادة من علاقاتها القديمة الطبيعية والمتنامية اقتصاديا وسياحيا مع دول الجوار والمنطقة العربية بشكل عام انتقل الدور التركي بسبب سياسات الحزب الحاكم وأردوغان من مربع الصديق إلى خانة العدو، فقد أسفرت هذه السياسات المعادية لمصالح الشعوب العربية عن تدمير تلك العلاقات بسبب تدخلها في الشئون الداخلية للعديد من دول المنطقة، ووصل الأمر بها لتمويل وتدريب ودعم جماعات العنف المسلح والتآمر على قلب أنظمة الحكم فيها، وعرقلة كل مساعي إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، هذا إلى جانب تبني خطاب سياسي أوصل تركيا وشعبها لحافة انهيار اقتصادي وعُزلة سياسية دولية بعد أن حول البلاد لسجن كبير حجب الحقائق، وبات صوت أردوغان وحزبه وإعلامه هو الصوت الوحيد القادم إلينا بنعيقه المراوغ والمزيف، ولعل هذا ما دفعنا لإطلاق النسخة الجديدة من موقع "المرجع" باللغة التركية، في محاولة لكسر ستار أردوغان الحديدي المفروض على تركيا وشعبها، وكشف المعاناة الحقيقية التي يعيشها الأتراك، سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا، وكشف حقائق وأسرار سياسات ونهج النظام التركي بواسطة منصة تتحدث بالتركية، تنقل الخبر والتقرير، وتتابع الشأن التركي في الداخل والخارج بانحياز واضح لمصالح وأماني القوى الوطنية التركية. ومن الأهمية بمكان هنا أن نوضح موقفنا الثابت بإعلان تقديرنا لكل مكونات الشعب التركي باعتباره شعبًا شقيقًا، وإعلان احترامنا الكامل لتاريخه وحضارته وثقافاته المتنوعة. وإننا كمنصة إعلامية وبحثية سوف نسعى دومًا نحو كشف الحقيقة بكل تفاصيلها، عبر معلومات موثقة وواضحة، وتحليل علمي مبني على معطيات حقيقية، سعيًا نحو وعي كامل بحقائق الوضع التركي ودقائقه وتفاصيله كافة.