صدر حديثا عن دار الأدهم، الديوان السابع عشر، للشاعر محمد الشحات بعنوان "سيعود من بلد بعيد"، وهو الديوان الذي كتبه الشاعر موجهًا كل قصائده ال28 لابنه المغترب. ويحفل الشعر العربى بقصائد فردية كتبها شعراء لأبنائهم أمثال حطان بن المعلّى، ابن الرومي، أبو الحسن التهامي، أحمد شوفي، الأخطل الصغير، الصافي النجفي، بدوي الجبل، أبو فراس النطافي، كريم مرزة الأسدي، سليمان عيسى، أدونيس، إلا أنه وربما تكون المرة الأولى فى تاريخ الشعر العربي أن يقوم شاعر بإصدار ديوان كامل كتب كل قصائده لابنه المغترب. تدور قصائد الديوان حول الاغتراب الخارجى للابن والاغتراب الداخلى للأب، ليلتقى اغترابهما فى حالة إنسانية نادرة، مفعمة بفيض من المشاعر والأحاسيس الفياضة والصادقة من محبة أبوية جارفة لابنه الغائب. وتتسع الدائرة لتشمل الحفيدة أيضا، حيث يسعى الشاعر خلال قصائد الديوان إلى مغازلة الابن بالحديث عن الوطن ومحاولة أن يربطه به هو وحفيدته، حيث تدور قصائد الديوان حول الاغتراب الخارجى للابن والاغتراب الداخلى للأب، ليلتقى اغترابهما فى حالة انسانية نادرة، مفعمة بفيض من المشاعر والأحاسيس الفياضة والصادقة من محبة أبوية جارفة لابنه الغائب. ومن أجواء قصائد الديوان سيعود من بلد بعيدْ قلت انتظرْ كيما أرتب بعض أشيائي وأغلق كوّةَ القلب العنيد ظل الحنين يدق في جنباتها ليمرّ من أسوار صدري علّه يلقاك أول ما تهلْ. وأيضًا يقول الشحات في إحدى قصائده: بعضُ الفطائر في انتظاركَ وجهُ أمكَ لم يزل يستقبل الليلاتِ بحثا عنك في قصص الطفولةِ. ويقول أيضا: عاد إلى غربته فتفسخ قلبي وتناثر وتدلى من محبسه شوقُ كنت أحاول ألا ينفلت فيفضحني فأدق على أوردتي كي لا أنفض ما قد علق بها وأعاود غلق منافذها حتى لا أبدو نزوع الشوق فأدورُ كي لا تهرب من عينيَّ ملامحكَ وأنت تغادرُ.