شارك المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية في فعاليات المؤتمر الدولي السنوي لبيت المستقبل بلبنان تحت شعار " الطاقة والجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط " والذى افتتحه الرئيس اللبناني الأسبق الشيخ أمين الجُميل بحضور الدكتور فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان الأسبق والسفير المصرى ببيروت نزيه النجارى وعدد من رؤساء الشركات العالمية والخبراء والمهتمين بشئون البترول والغاز في المنطقة. و أشاد الشيخ أمين الجُميل في كلمته الافتتاحية بالمؤتمر بالمشاركة رفيعة المستوى لمصر في اعمال المؤتمر ممثلة في المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية لما لمصر من دور أساسي في دعم التعاون والتكامل بين دول المنطقة. وتطرق إلى دور مصر الاستراتيجي المتنامي الأهمية على صعيد الاكتشافات الجديدة والتحول لتكون مركزا إقليميا للطاقة يساعدها في ذلك امتلاكها لبنية تحتية متطورة في مجال اسالة الغاز الطبيعى وتصديره. وأشار الملا في كلمته أمام الجلسة الى ان قطاع البترول والغاز يعد من المحاور الأساسية في خارطة الطريق لتحقيق الرؤية الإصلاحية للدولة المصرية، لافتا إلى أن هذا القطاع شهد تقدما كبيرا في كافة أنشطته على مدار السنوات الأربع الماضية وأن عام 2018 جاء بمثابة تتويج لما تم إنجازه خلال هذه السنوات موضحًا أنه شهد نتائج غير مسبوقة في مقدمتها زيادة إنتاج الغاز الطبيعى وتحول مصر من دولة مستوردة للغاز الى الاكتفاء الذاتي والوفاء بالالتزامات التصديرية والتوسع فى أنشطة البحث والاستكشاف في مصر من جانب الشركات العالمية لتحقيق نتائج متميزة، مشيرا الى ما تحقق من انخفاض كبير في مستحقات الشركاء الأجانب المتراكمة عن سنوات سابقة والذى وصلت نسبته إلى أكثر من 80% في الفترة مابين عامي 2012 و2018، والاستمرار في اتخاذ خطوات فعلية في تحرير سوق الغاز ودخول القطاع الخاص بشكل تنافسى لجذب مزيد من الاستثمارات. وأكد الملا أهمية الدور الذى تلعبه مصر في مجال الغاز الطبيعى في منطقة شرق المتوسط استنادا الى المميزات التي تتمتع بها سواء الموقع الجغرافى او البنية التحتية المتميزة على ساحل البحر المتوسط لإسالة الغاز الطبيعى وتصديره للأسواق الأوروبية وهو ما يجعلها الخيار الأمثل للتعاون مع دول شرق المتوسط لاستغلال الغاز المكتشف في تلك المنطقة في تأمين الإمدادات الى الاتحاد الاوروبي، مشيرا إلى أن مصر تضع التعاون مع دول المتوسط في مجال الغاز الطبيعى على قائمة أولوياتها حيث تؤمن بأهمية تعزيز التعاون بين الدول المنتجة والمستهلكة للغاز بالمنطقة ودول العبور للإسهام فى تحقيق الاستغلال الأمثل للبنية التحتية والتي تعد حجر الزاوية في بناء سوق مستدام للغاز بالمنطقة وتعزيز الاحتياطيات من الغاز، مضيفا أن مصر من منطلق دورها الريادى تدعم جهود التنسيق بين دول شرق المتوسط لاستغلال موارد الغاز بما يخدم مصالحها الإقليمية ويحقق التكامل السريع والمطلوب لمواجهة التحديات. وخلال الحلقة النقاشية التي أقيمت ضمن فعاليات المؤتمر عن مصر تحت عنوان " الاكتشافات المهمة لحقول الغاز في شرق المتوسط ودور مصر الإقليمى " وشارك فيها المهندس طارق الملا والمهندس هشام مكاوي الرئيس الإقليمي لشركة بى بى البريطانية في شمال افريقيا والمهندس كريم بدوى المدير التنفيذي لشركة شلمبرجير العالمية بمصر وشرق المتوسط وسيزار ابى خليل وزير الطاقة اللبناني السابق والسفير نزيه النجاري، أكد الملا أن التعاون والتكامل والعمل المشترك مع دول شرق المتوسط والاتحاد الاوروبى يحقق هدف مصر في ان تصبح مركز محوري لتداول وتجارة الغاز الطبيعي بالمنطقة مشيرا إلى أن هذا التعاون سيعود بالرخاء على الدول الأعضاء في منتدى غاز شرق المتوسط وشعوبها بالأساس وأن التحدى الحقيقى هو سرعة تفعيل هذا التعاون لافتا إلى أن مصر قامت بالعديد من الخطوات التي تدعم هذا التعاون الاقليمى غير المسبوق تضمنت اطلاق مبادرة انشاء منتدى غاز شرق المتوسط بالقاهرة والذى عقد اجتماعه التأسيسى بالقاهرة في يناير الماضى وتلقى طلبات من عدة دول أوروبية للانضمام إلى عضويته حرصا منها على المساهمة فى إنجاح هذا التعاون، الى جانب ما عقدته مصر من شراكات استراتيجية مع قبرص والاتحاد الأوروبي من خلال الاتفاقيات المشتركة ومذكرات التفاهم. كما تناول الوزير خلال الحلقة النقاشية المؤشرات الإيجابية لمناخ الاستثمار في صناعة البترول والغاز المصرية والتي تأتى نتيجة النجاحات التي تحققت خلال السنوات الماضية موضحا أن شركات البترول العالمية مهتمة بفرص الاستثمار المتنوعة في السوق المصرى وهو ماظهر جليا في نتائج مزايدة عام 2018 لكل من هيئة البترول والشركة القابضة للغازات الطبيعية " إيجاس ". و أشار الملا إلى الجهود الجارية للاهتمام بصناعات القيمة المضافة والتوسع في صناعتى التكرير والبتروكيماويات من خلال المشروعات الجديدة، وانه من المستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من الوقود والمنتجات البترولية تزامنا مع الانتهاء من تنفيذ وتشغيل كافة التوسعات الجديدة بمعامل التكرير المصرية خلال عام 2022/2023، وأضاف أن هناك اهتمام عالمى من المستثمرين بصناعة البتروكيماويات في مصر وهو ما يحفز هذه الصناعة للنمو والتوسع مشيرا إلى أن التوسعات والمشروعات الجارية تهدف الى زيادة القيمة المضافة وتقليل استيراد المنتجات البتروكيماوية وزيادة تغطية الاحتياجات المحلية، خاصة أن الاتجاه العالمى حاليا نحو الطاقة الجديدة والمتجددة سيؤدى إلى وجود فائض في الوقود الأحفورى سيسهم في التركيز على صناعة البتروكيماويات باعتبارها صناعة القيمة المضافة.