تحل اليوم الثلاثاء ذكرى ميلاد الاديب محمود تيمور والذي ولد في مثل هذا اليوم من العام 1894 والذي يعد صاحب أول قصة قصيرة في الأدب العربي. وُلد تيمور بدرب سعادة وهو أحد أحياء مصر القديمة حيث نشأ وسط أسرة عريقة على قدر كبير من العلم والثراء، فوالده أحمد تيمور واحدا من أبرز أعلام عصره وله العديد من المؤلفات النفسية والمصنفات الفريدة التي تدل وتكشف عن موسوعية نادرة وفريدة من نوعها. في البداية كان تيمور" بعيدة كل البعد عن الأدب والكتابة فبعد إنهائه مرحلة التعليم الابتدائية والثانوية الملكية، التحق بمدرسة الزراعة العليا إلى أن شاء القدر أن يغير من مسار حياته بشكل كان يبدو مؤلما في بداية الأمر، فقد أُصيب الكاتب وهو لم يتجاوز العشرين من عمره بمرض التيفود واشتدت خطورة المرض عليه فأدى ذلك إلى انقطاعه عن دراسته بالزراعة والتزم الفراش لمدة ثلاثة أشهر قضاها في القراءة والتأمل والتفكير، حتى لزم الأمر أن يسافر إلى الخارج للعلاج بسويسرا، وفي ذلك الوقت وجد نفسه تميل نحو الأدب ميلا شديدا فألزم نفسه بالقراءة والإطلاع، وهناك أتيحت له دراسة عالية في الآداب الأوروبية فدرس الأدب الفرنسي والروسي إلى جانب سعة إطلاعه في الأدب العربي، فكان مرضه سببا في نقطة التحول التي أصبح بعدها القاص الكبير محمود تيمور. يعد تيمور، أول رائد للقصة المصرية بل العربية بمعناها الفنى الحديث، وهو أول وجه للقصة المصرية، تُرجم إلى مختلف لغات العالم، ولم يقتصر إنتاجه على القصة القصيرة، بل كتب الرواية والمسرحية، ثم قدم دراسات قيمة عن فن القصة، كما ساهم مساهمة جادة فى أسلوب الكتابة العربية، وله مقترحات قيمة قدمها للمجمع اللغوي، كونه من أسرة عريقة فى مساهمتها فى إغناء وإثراء الأدب العربى وخدمة التراث. كتب الأديب محمود تيمور بمجلة "الهلال" فى سبتمبر عام 1965، مقالا تحت عنوان "ذكريات فى الأدب"، تحدث فيه عن زيارته مع والده الأديب الكبير أحمد تيمور إلى دار الكتب، الذى طالما يذهب إلى هذا المكان ليطالع كتابا فريدا أو جالسا مع صديق أديب يؤنسه، وذلك عندما التقى بشاعر النيل "حافظ إبراهيم"، التى كانت الصحف تتناقل قصائده، منشدا شعره فى مناسبات الذكريات العامة التى تعقد لها المجامع. وذكر تيمور أن شاعر النيل نصحه فى هذه الزيارة بالقراءة ل "فيكتور هوجو"، فهو إن لم يقرأ لغيره من الأدب الفرنسى فكفى به أديبا، وأعطاه نسخة من تعريب ترجمة حافظ ابراهيم لكتاب "البؤساء" ألمع درة فى أدب "فيكتور هوجو". كتب تيمور الكثير من القصص والروايات مثل "مكتوب على الجبين"، "وقلب غانية"، و"قال الراوي"، "وإلى اللقاء أيها الحب"؛ إلى جانب أعماله المسرحية مثل "عروس النيل، قنابل، "حواء الخالدة"، "اليوم خمر"، كذب في كذب" وغيرها من الأعمال الأخرى.