أحد الأطباء الذين نبغوا في مجال الأدب، وكان من أفضل كتاب القصة القصيرة باللغة العربية على الإطلاق، إنه الراحل القدير الطبيب الأديب يوسف إدريس ابن محافظة الشرقية. ولد يوسف إدريس في قرية البيروم التابعة لمركز فاقوس بالشرقية، في 19 مايو عام 1927 م، درس الكيمياء والعلوم ودرس في الطب، وعمل طبيبا بالقصر العيني في الفترة 1951 و1960، لكنه أحب الصحافة أكثر من الطب، فترك مهنته التي درسها واتجه لجريدة الجمهورية عام 1960 وعمل بها محررا صحفيا، وكتب بجريدة الأهرام في الفترة 1973 و1982. عايش يوسف إدريس في مرحلة الشباب فترة حيوية من تاريخ مصر من جوانبه الثقافية والسياسية والاجتماعية، حيث الإنتقال من الملكية إلى الجمهورية، ثم النكسة وما خلفته من هزائم نفسية وآلام، ثم النصر في 1973، بكل ما كان ينطوي عليه من استرداد لعزة وكرامة الشخصية المصرية، ثم الانفتاح وما تبع ذلك من آثار على المجتمع المصري من تخبط وتغير في بنيته الثقافية والنفسية والاجتماعية، فجاء أدبه معبرا عن كل مرحلة من هذه المراحل. أصدر مجموعته القصصية الأولى "أرخص ليالي" عام 1954 والتي أحدثت وقتها دويا في عالم الأدب، الأمر الذي دعا عميد الأدب العربي "طه حسين" لأن يقول: " أجد فيه من المتعة والقوة ودقة الحس ورقة الذوق وصدق الملاحظة وبراعة الأداء مثل ما وجدت في كتابه الأول (أرخص ليالي) على تعمق للحياة وفقه لدقائقها وتسجيل صارم لما يحدث فيها"، وهي ذات المجموعة التي وصفها أحد النقاد حينها بقوله: " إنها تجمع بين سمات ديستوفسكي وسمات كافكا معا ". له العديد من المجموعات القصصية والروايات والمسرحيات منها النداهة، الحرام، نظرة، مرتبة مقعرة، جمهورية فرحات والفرافير، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المقالات الصحفية. كما حصل على العديد من الجوائز منها: وسام الجزائر (1961) وسام الجمهورية (1963 و1967) وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى (1980) تزوج يوسف إدريس من السيدة رجاء الرفاعي وله من الأبناء، المهندس سامح والراحل بهاء والأديبة نسمة. توفي الطبيب الأديب يوسف إدريس عن عمر يناهز 64 عاما، في 1 أغسطس 1991م.