أطباء "البيطري" يصرخون.. خريجو الكليات يطالبون بإعادة التكليف بعد توقف 24 عامًا.. والنقابة: 1600 يخرجون على المعاش سنويًا دون إحلال.. وأبوصدام: أحد أهم أسباب تدهور الثروة الحيوانية

على مدار الساعات الماضية، طالب خريجو كليات الطب البيطري بإعادة فتح باب التكليف مرة أخرى، وهو المُغلق مُنذ سنوات عدة، وذلك من خلال إطلاق هشتاج؛ رجعوا تكليف طب بيطري، عبر منصات التواصل الاجتماعي، خاصة موقع التدوينات القصيرة تويتر، مؤكدين أن عودة التكليف يُساهم بشكل كبير على تنمية الثروة الحيوانية والدفاع عن صحة الإنسان ضد أكثر من 200 مرض مشترك بينه والحيوان.
ويرى البعض أن إعادة فتح باب التكليف حق أصيل قائلين: "رجعوا التكليف أنا من حقي التوظيف، إحنا مش أقل من صيدلة وأسنان أو طب بشري إحنا المسؤولين عن سلامة الغذاء والثروة الحيوانية".
بينما رأي ثالث أن صمت خريجي طب بيطري السبب في عدم إعادة فتح باب التكليف، ورابع يؤكد على أهمية الأمر قائلًا: "نحن مسئولون عن التفتيش على الجزارين والمطاعم ومنع العجول المريضة من الذبح ورجوع التكليف يعني رجوع الوحدات البيطرية لسابق عهدها".
وكانت النقابة العامة للأطباء البيطريين، أطلقت في يناير 2018 صافرة إنذار بالعجز في أعداد الأطباء البيطريين، مُشيرة إلى أنه بحلول عام 2025 ستصبح مصر بدون أطباء بيطريين، نتيجة لإيقاف التكليف الحكومي مُنذ عام 1994 لخريجي نحو 18 كلية طب بيطري في مصر، حيث يصل عدد الأطباء البيطريين نحو 9 آلاف طبيب يعملون في الهيئة العامة للخدمات البيطرية في 27 مديرية للطب البيطري، في حين ناشدت نقابة الأطباء البيطريين بضرورة تعيين 8 آلاف طبيب بيطري بالمنشآت والمؤسسات التابعة لعدد من الوزارات.
ويقول النائب البدري ضيف، عضو مجلس النواب ووكيل نقابة الأطباء البيطريين، إن نقص أعداد الأطباء البيطريين مسئولية القائمين على الهيئة العامة للخدمات البيطرية، وعلى رأسهم وزير الزراعة، عزالدين أبوستيت، موضحًا أن أعداد الأطباء البيطريين سيصل خلال 4 سنوات من الآن ل4 آلاف طبيب فقط، حيث أنه يخرُج على المعاش سنويًا نحو 1600 طبيب، دون إحلال للدرجات الوظيفية الخالية، ما يُعمق من أزمة العجز.
ويُضيف البدري ل"البوابة نيوز"، أنه على المسئولين الانتباه إلى أن قطاع الطب البيطري هو خط الدفاع الأول عن صحة المصريين، وأن عودة التكليف للأطباء خريجو كليات الطب البيطري من شأنه سلامة وصحة الإنسان المصري، في حين أنه نتيجة لتوقف التعيينات منذ عام 1995، أصبح يوجد 9 آلاف طبيب بيطري فقط مُعينين الآن، ونحو 150 طبيبا بيطريا فقط معنيين بالتفتيش على الأغذية على مستوى مصر، وهو عدد غير كاف تمامًا.
وأشار البدري، إلى أنه سيتقدم بطلب إحاطة تحت قبة البرلمان لمناقشة أزمة نقص الأطباء البيطريين وعودة التكليف لخريجي كليات الطب البيطري مرة أخرى بجهات التفتيش، فضلًا عن التعيين الفوري ل4000 طبيب بيطري في الوظائف الشاغرة بالهيئة العامة للطب البيطري، ويُتابع: "من المؤسف أن يتم تعيين أطباء بيطريين في بعض الوحدات بعقود مؤقته بل بمرتبات تصل ل100 جنيها فقط، كما حدث في الشرقية، رغم أن عمل الطبيب البيطري مرتبط مباشرة بصحة المصريين".
ويقول حسن أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، إن وقف تكليف خريجي كليات طب بيطري مُنذ أكثر من 20 عاما أحد أهم أسباب تدهور الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية في مصر، نتيجة لضعف القطاع في مكافحة والوقاية من العديد من الأمراض، وهو ما يتم ترجمته سنويًا في عدد إصابات المواشي بالأمراض وفقدانها وبالتالي خسائر بملايين الجنيهات يتحملها المربيين.
ويُتابع أبوصدام ل"البوابة نيوز"، أن صناعة مستقبل خالي من الأمراض، وطرح منتج حيواني آمن وصحي للمستهلكين، يتضمن بالضرورة إعادة فتح باب التكليف لخريجي كليات الطب البيطري في مصر، خاصة وأن العجز الشديد الذي تشهده الوحدات البيطرية والمجازر حاليًا يتفاقم سنويًا ما ينذر بتفاقم المشكلات في قطاع الإنتاج الحيواني والداجن والسمكي ومزيد من الخسائر للعامليين في القطاع وعلى رأسهم المربي الصغير.