سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القس رفعت فكري يدعو الإنجيليين للمشاركة في استفتاء التعديلات الدستورية ويؤكد: نشكر الرئيس السيسي لتقنين الكنائس.. ودعم المرأة.. وأعتذر عن أي تقصير غير مقصود
ناشد القس رفعت فكرى، رئيس السنودس السابق للدورة رقم 128، ورئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية الحالى بالكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر، جميع أعضاء السنودس بالنزول للمشاركة فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية. القس رفعت فكري وأضاف خلال إلقائه خطاب السنودس، هذا العام وافق مجلس الوزراء على تقنين حوالى 50 كنيسة مشيخية ومبانى خدمات وبيوت مؤتمرات، بالإضافة إلى ما تم تقنينه لبقية المذاهب الإنجيلية، وللطوائف المسيحية، متوجهًا بالشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى على تدعيمه الدائم والمستمر لدولة المواطنة والمساواة والقانون، كما قدم الشكر للدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، على اهتمامه بمتابعة أمر تقنين الكنائس، كما شكر يوسف طلعت، محامى الطائفة، على ما يبذله من جهد فى هذا الأمر. وأشار إلى أنه من المكاسب المهمة لثورة 30 يونيو هو حرصها الشديد على وضع المرأة فى الدولة المصرية، وكان من نتاج ذلك أن تمثيل المرأة فى مجلس النواب ارتفع للمرة الأولى فى تاريخ الحياة النيابية المصرية إلى 14.9٪ من نسبة النواب فى البرلمان الحالى، حيث بلغ عدد النائبات 89 نائبة منهن 75 منتخبة و14 معينة، كما أن الحكومة سارت على نفس النهج، بوجود 8 وزيرات فى تشكيلة حكومة الدكتور مصطفى مدبولى، أى ما يعادل ربع أعضاء الحكومة، وهو ما أعطى انطباعًا قويًا بأن مصر تكرم المرأة، وتُعيد تصحيح مسارها فى الحياة السياسية. اتساقًا مع ذلك، جاءت التعديلات الدستورية المقترحة، لتزيد من النجاحات التى تحققها المرأة، بعد زيادة نسبة تمثيلها فى المجلس وتضمينها فى دستور 2014، بضمان نسبة تمثيلها إلى 25٪ وهو ما يعنى ربع عدد المقاعد. وهذا الاتجاه يأتى فى إطار ما تلاقيه المرأة المصرية من دعم كبير فى كل المجالات، وفى السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية كذلك، وذلك ترجمة ورد فعل على إثبات نجاحها فى كل الوظائف التى تتولاها المرأة، والمهام التى تُكلف بها، سواء نائبة عن الشعب أو وزيرة أو محافظة أو غير ذلك. وأضاف فكرى خلال كلمته قائلًا: كل هذا يدعونا لأن نتساءل عن مكانة المرأة المصرية الإنجيلية داخل السنودس، وعن نسبة تمثيلها فى المجامع وفى السنودس، من دون شك إن الأمر يحتاج منا لوقفة صادقة مع أنفسنا حتى نحقق كلام الكتاب المقدس فى رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 3: 28 لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِى الْمَسِيحِ يَسُوعَ. وأضاف أن الحضارة المصرية من أقدم حضارات البشرية وأعرقها، «فهى قامت منذ البداية على المساواة بين الجنسين، وعلى ارتفاع مكانة المرأة الاجتماعية ارتفاعًا كبيرًا، لذا فإنه من غير المناسب أن يكون نصيب المرأة داخل مجلس النواب 25٪، بينما نصيبها فى المجامع والسنودس هو التمثيل بسيدة واحدة أو اثنتين على الأكثر، إن الأمر يحتاج إلى مراجعة، إن كنيستنا الإنجيلية منذ تاريخها وهى كنيسة تنويرية رائدة، لذا فإن ما يجب أن نذكره دائمًا، أن مكاننا هو الريادة لا الردة، وأن وجهتَنا لا بد أن تكون صوب التقدم لا التقادم. ووجه همسة عتاب لبعض الأصدقاء الذين يسيئون استخدام وسائل التواصل الاجتماعى ويتكلمون بصورة سلبية تعطى صورة غير حقيقية عن كنيستنا وعن مؤسساتنا، إننا مع حرية التفكير والتعبير، وإننا نشجع النقد البناء من خلال الطرق القانونية المشروعة، «فلولا النقاد لهلك الناس، وطغى الباطل على الحق، ولامتطى الأراذل ظهر الأفاضل، وبقدر ما يخفت صوت الناقد يرتفع صوت الدجّال»، كما قال الشاعر بيرم التونسي، فالدفاع عن النقد إنما هو دفاع عن الفكر والرأى وعن حرية التعبير عنهما، ذلك أن هذه الحرية ذات مكانة عميقة فى حياة الآدمي، وهى من أهم عوامل الخلق والإبداع والتطور والتنمية لديه، ولكن فى يقينى أنه ليس من حق أحد أن يعتبر نفسه وصيًا على فكر أو أخلاق أى أحد، كما أنه ليس من حق أية جماعة أن تتوهم أنها حارسة المعبد أو حامية الإيمان، ومن ثم تُعطى لنفسها الحق فى أن تكفر الآخرين أو تتهمهم بالهرطقة، إن المسيحية راسخة عبر القرون الماضية، وهى أقوى من أن يزعزعها تدوينة أو مقطع فيديو، وأثبت من أن يهزها رأى كاتب، وأرسخ من أن يزعزعها فيلم، هذا فضلًا عن أن الله لم يطلب من أحد أن يدافع عنه أو عن المسيحية بالتفويض أو الوكالة، فالمسيح هو المسيح، لن يهتز من إنكار منكر، ولا من قصيدة شاعر، ولا من مقال كاتب، ولا من مقولة قائل، ولا من تدوينة مدون، ولا من بوست نشره أحدهم على الفيسبوك، فليت من يظنون أو يتوهمون أنهم نُواب الله على الأرض، أو حُراس المعبد، أو حُماة الإيمان، أن يكفوا عن لعب هذا الدور الذى لن يصنع سوى بطولات كرتونية زائفة، إن الرأى لا يُواجه إلا بالرأي، والحُجة لا تُقارع إلا بالحُجة، والفكر لا يُرد عليه إلا بالفكر، أما أن يُواجه الفكر والرأى بوصم المخالفين بالهرطقة فهذا ما لا يمكن قبوله بأى حال من الأحوال، لأن مصطلحات «التكفير» و«الهرطقة» هى من مخلفات العصور الوسطى البائدة، وقد عفا عليها الزمن منذ زمن. وقدم اعتذار عن أى تقصير غير مقصود، وقال جل من لا يسهو، وأضاف أرجو أن تسامحوننى عن أى إساءة بدرت منى تجاه أى أحد طوال الفترة الماضية، فالمسامح كريم. وقدم التهنئة للرئيس المنتخب، متمنيًا له كل نجاح وتوفيق فى إدارته للسنودس طوال الفترة المقبلة.