يعتبر الكشف الأثري بمنطقة آثار الغريفة بتونا الجبل بمحافظة المنيا، أحد أهم الاكتشافات الأثرية المهمة، حيث تم الكشف عن جبانة أثرية لمقابر عائلية تضم مجموعة من آبار الدفن، وتعود إلى نهاية العصور الفرعونية وبداية العصر البطلمى، وذلك على يد بعثة مصرية أثرية تعمل بالمنطقة في شهر فبراير من العام الماضي. الجبانة الأثرية، والتي حصلت قناة ديسكفري على تصريح من وزارة الآثار لفتح توابيتها في بث مباشر أمام أكثر من 100 دولة حول العالم وفق بيان وزارة الآثار اليوم السبت، تعرضت في عام 2002 لأعمال حفر خلسة، الأمر الذي دفع المجلس الأعلى للآثار لوضع المنطقة تحت حراستها، وذلك حتي تم استئناف اعمال الحفائر الأثرية بالموقع على يد البعثة المصرية عام 2017 للكشف عن الأجزاء المفقودة من جبانة الإقليم 15 خلال فترة الدولة الحديثة والعصر المتأخر. ونجحت البعثة في فبراير من العام الماضي في العثور داخل الجبانة المكتشفة علي مجموعة من المقابر الخاصة بكهنة الآله "تحوت"، وهو المعبود الرئيسى للإقليم ال15 وعاصمته الأشمونين، وتخص أحد هذه المقابر أحد كبار كهنة تحوت وكان يدعي "حر سا ايسة"، وكان يحمل لقب عظيم الخمسة وهو أحد الألقاب التى كان يلقب بها كبار كهنة تحوت بالأشمونين. وضمت المقبرة 13 دفنة تم العثور بداخلها على عدد هائل من تماثيل الاوشابتي المصنوعة من الفيانس الأزرق، منها أكثر من 1000 تمثال كامل ومئات آخري مكسورة في أجزاء، وتقوم البعثة حاليا بتجميعها وترميمها، بالإضافة إلى أربعة من الأوانى الكانوبية من الألبستر فى حالة جيدة من الحفظ ذات أغطية علي هيئة أبناء حورس الأربعة المسئولة عن حماية أحشاء المتوفي حسب عقيدة المصرى القديم، ومازالت تحتفظ هذه الأواني بأحشاء المتوفي كما حفر عليها كتابات هيروغليفية لاسم صاحبها، وهو المدعو "جحوتى اير دى إس" أحد كبار الكهنة". وتم العثور على المومياء الخاصة به مزينة بمجموعة من خرز الفيانس الأزرق والعقيق الأحمر وأشرطة من رقائق البرونز المذهب تمثل أبناء حورس، وقناع من البرونز المطلي بطبقة من الجص المذهب، بالإضافة إلي عينان من البرونز المطعمة بالعاج والكريستال الأسود، و4 جعارين من الأحجار نصف الكريمة أحدها تذكارى حفر عليه نقش غائر يحمل عبارة "عام جديد سعيد"، بالإضافة إلي صدرية من البرونز المذهب تمثل المعبودة نوت تفرد أجنحتها لحماية المتوفى. واستطاعت البعثة العثور على حوالى 40 تابوتا من الحجر الجيرى مختلفة الأحجام والأشكال بعضها يأخذ الشكل الآدمي مزينة بنقوش هيروغليفية لأصحابها، وهم بعض أفراد من عائلة "جحوتى اير دى إس "، كما تم الكشف عن مقبرة عائلية أخرى كبيرة تضم عددا من التوابيت الضخمة المختلفة الأشكال والأحجام بها كمية كبيرة من تماثيل الأوشابتى جيدة الصنع وكبيرة الحجم تحمل أسماء وألقاب أصحابها، وهم أيضا يحملون ألقاب الكهنة، بالإضافة إلي مجموعة من القطع الأثرية الجنائزية والتى تعكس مكانة ومنزلة أصحاب المقبرة وما وصل إليه مستوى الفن في تلك الفترة من رقي وازدهار. يشار إلى أن قناة ديسكفري العالمية قد حصلت علي تصريح من وزارة الآثار لإعداد برنامج لإذاعته على الهواء مباشرة أمام العالم عن ذلك الكشف الأثري، على أن يشترك الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار، لإعادة إعلان هذا الكشف نظرا لشهرته العالمية وذلك للترويج للسياحة لمصر.