قال المنسينيور بيير باتيستا بيتسابالّا المدبّر الرسولي للبطريركيّة اللاتينية في القدس، إن المسيحيين في الأرض المقدسة من ناحية العدد،يشكلون أقلية، مشيرًا ولكن هذا المفهوم يقترن أيضًا بامتلاك حقوق أقل في الشرق الأوسط، إننا نريد أن نكون مواطنين متساويين في الحقوق. وأضاف فى حواره مع صحيفة إلمانية: في الحقيقة، نحن نمثّل 1٪ من سكان إسرائيل والمناطق الفلسطينية، وقضايانا مختلفة من منطقة إلى أخرى ففي إسرائيل، القضية الأساسية تتعلق بحقوقنا كجماعة مسيحية، وفي المناطق الفلسطينية، ثمة مشاكل اقتصادية واجتماعية وسياسية، ولا توجد لدينا مشاكل مع السلطات، ولكن الأمر يختلف على صعيد الحياة اليومية. واستطرد: بما أننا لسنا جزءًا من الجماعات اليهودية والإسلامية الأكبر، فمن الصعب أن نحصل على ذات الفرص والإمكانيات، موضحًا اننا لدينا حرية العبادة والتعبير عن إيماننا ولكن هذا لا يعني أننا نتمتع بحرية الدين. وأكمل: لا يشكل المسيحيون في الأرض المقدسة شعبًا ثالثًا، فالمسيحيون العرب هم فلسطينيون، أما المسيحيون الذين يعيشون في إسرائيل فلديهم مشكلة إذ لا يرون أنهم مواطنون متساوون في الحقوق، على غرار سائر الفلسطينيين، وفي الأراضي الفلسطينية، فإنهم يواجهون مشاكل سياسية بسبب النزاع الإسرائيلي الفلسطيني كما يعانون من قلة فرص العمل والبطالة. وأوضح ان الجماعة الكاثوليكية تلعب دورًا هامًا في الأرض المقدسة بالنسبة إلى الكاثوليك، يقوم واجبنا بخلق علاقات جيدة مع الجماعات المسيحية الأخرى في الأرض المقدسة وتحسين العلاقات معها، ينبغي القول إن العلاقات قد تحسّنت كثيرًا خلال العقد الماضي وخاصة منذ بدء الحرب في سوريا، مضيفًا: إنه لأمر سخيف، على سبيل المثال، أن نتشاجر حول الأماكن وأوقات الصلاة. وقال: لا شك أن تاريخ المسيحيين في الأرض المقدسة وحتى في أوروبا كان تاريخ صراعات بين الطوائف المختلفة، ولكن هذه الصراعات كانت بالأحرى نزاعات من أجل السلطة، لا من أجل الإيمان، إن التوترات الكبرى اليوم هي بالأحرى داخل الكنيسة الأرثوذكسية، وليس داخل الكنيسة الكاثوليكية. وعن زيارة البابا فرنسيس لدولة الإمارات العربية المتحدة قال: لقد كانت زيارة هامة جدًا، فهي واحدة من الزيارات العديدة التي قام بها البابا إلى الشرق الأوسط، لكن هذه الزيارة تُعتبر حدثًا تاريخيًا لأنها جرت بالقرب من قلب العالم الإسلامي. واستطرد: ينظر المسلمون إلى البابا كشخص هام بالنسبة إلى المسيحيين، وعليه، فبمجرد أنه ذهب هناك وتحدث عن ضرورة الأخوّة الإنسانية، له تأثير قوي على المجتمع الإسلامي وعقلية الناس في الشرق الأوسط، ولفت الى ان الوثيقة التي وقعها مع شيخ الأزهر هامة جدًا باعتبار الثاني يمثل سلطة فاعلة في العالم الإسلامي. أعتقد أن هذه الزيارة كانت ضرورية إذ غيّرت جذريًا في العلاقات بين المسيحيين والمسلمين. وزاد: كانت هناك لحظتان هامتان، تمثلت الأولى بعناق البابا لشيخ الأزهر في ذلك المكان، حيث شهد الناس في الشرق الأوسط من خلال شاشات التلفاز والأجهزة الذكية هذه اللحظة التي لم يتوقع أحد حدوثها، أما اللحظة الثانية فتمثلت بالقداس في الاستاد، وهو أول قداس رسمي يحتفل به بابا في الإمارات العربية المتحدة بحضور 140 ألف شخص. واختتم: كان هذا الاحتفال اعترافًا علنيًا بتواجد المسيحيين وحضورهم في شبه الجزيرة العربية، لقد رأيت أشخاصًا من كل الطقوس واللغات متحدين وسعداء بأن يعبروا علانيّة عن إيمانهم.