أعاد جروب "فقراء شوارع بورسعيد" شخصا يدعى "درش" إلى عائلته بعد أكثر من 20 عاما من افتراشه لشوارع بورسعيد وأرصفة مدينة بورفؤاد. تروى القصة سيدة الأعمال "هنا أحمد" المنسق العام للمجموعة، وتقول: إنه مع ظهور البرودة القارسة في بداية الشتاء هذا العام ووصول درجات الحرارة إلى أدنى معدلاتها، والتي لم نكن نشهدها من قبل ببورسعيد، بدأنا نلتفت إلى بعض الأشخاص يفترشون الشوارع منهم المشرد لعدم وجود مأوى، ومنهم من يعاني من اضطرب نفسي، فإن لم يقتلهم الجوع والمرض وتعب السنين سيقتلهم البرد. أطلقنا الحملة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وانضم إلينا مجموعات متطوعه من شباب بورسعيد، ومع نجاح أول عملية لنقل سيدة مسنة تعيش في العراء وشوارع مدينة بورفؤاد زاد العدد. وتقول "هنا"، بدأ التواصل مع اللواء سماح قنديل محافظ بورسعيد والدكتور حلمي العفني مدير مديرية الشئون الصحية، وقيادات مديرية الأمن ببورسعيد، والذي كان له اكبر الأثر في إنجاح العمل. وأكدت سيدة الأعمال أنه تم نقل العديد من الحالات منهم من تم نقلة للمستشفى النفسية ببورسعيد، نظرا لمعاناته باضطرابات نفسية، ومنهم من كان يعيش مشرد لعدم وجود مسكن أو محل إقامة، فقمنا حينها بالتنسيق مع بعض دور الرعاية ودور المسنين لاستقبال مثل هذه الحالات وتحمل كافة المصاريف على نفقة أعضاء الحملة. وتستكمل هنا، بالرغم من المعاناة التي وجدناها في بداية الأمر سواء من بعض الحالات التي تعاملنا معها أو من بعض المشاكل بسبب بعض اللوائح والقوانين في دور الرعاية، إلا أن السعادة التي نشعر بها لا تقدر بثمن، وأعلنا عن مبادرة بورسعيد خالية من فقراء الشوارع بنهاية عام 2014 . ومن أكثر القصص الإنسانية التي ترويها "هنا "، قصة "درش" أحد متشردي الشوارع في مدينة بورفؤاد، منذ سنوات طويلة، وأصبح وجودة مألوف لدى اهالي مدينة بورفؤاد وقمنا بمتابعته والتنسيق لنقله من الإقامة في الشارع إلى مكان لائق يستوعب حالته. وبالفعل تم نقله من حوالي شهر إلى المستشفى النفسية ببورسعيد، من قبل أسرة الجروب، وبمساعدة مدير مكتب نائب مدير أمن بورسعيد لفرقة بورفؤاد، وحدثت المفاجأة أنه بعد نشر صورته على مديريات أمن محافظات مصر، تم العثور على محضر تغيب له من قبل أهله منذ 20 عاما في محافظة كفر الشيخ. وبعد تقديم الرعاية والعناية لحالته بالمستشفى، الذي بذلت مجهودا كبيرا في علاجه، تذكر اسمه بالكامل وأهله ومحل إقامته، وبالتواصل مع أهله عن طريق مديرية أمن كفر الشيخ هم في انتظار رجوعه "غدا"؛ حيث سيتم سفره من قبل إدارة المستشفى بالتعاون مع أحد أعضاء أسرة الجروب لوصول عم "درش" أو "مصطفى المغازي" إلى أهله بإذن الله. وناشدت منسق حملة "فقراء شوارع بورسعيد" المحافظ اللواء سماح قنديل التدخل لوضع للمساعدة في وضع حلول جذرية للقضاء على المشكلة وتتمنى "هنا" تذليل كل الصعوبات التي يواجهها اعضاء الحملة ؛ نظرا للأعداد المرتفعة من المشردين والمرضى النفسيين والتي تتعامل معهم الحملة حاليا، ووضعنا حلول للعديد من المشكلات وفي انتظار تدخل من المحافظ شخصيا للقضاء على الظاهرة تماما من بورسعيد بحلول نهاية هذا العام. وقالت "هنا" إننا لدينا مخطط كامل نود عرضه على المحافظ لسرعة إنجاز أعمال الحملة بدون تحمل المحافظة أى نفقات وإننا على ثقة من سرعة استجابته لمقابلتنا نظرا لروح التعاون المعهودة منه لكونه أحد أبناء بورسعيد ويقدر العمل الخيري ويسانده بكل ما لديه من إمكانيات. وتوجهت في النهاية بالشكر لكل من ساهم وما زال يساهم في هذا العمل الخيري الذي لا ينتمي إلى أى اتجاه سياسي، بل يسعى دائما وأبدا لإدخال الابتسامه على الأسر الفقيرة والأسر التي فقدت أعز ما تملك لظروف غامضة، واختتمت قائلة: "اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا".