لا تزال ل«الجلاليب البلدى» عشاقها، وهؤلاء يعرفون المهرة فى هذا الفن الذى كاد يندثر. تفصيل «الجلاليب البلدى» الذى يعتمد على خامات نادرة، منها «الحرير الباروتى»، ويتطلب فنانين مهرة فى فن التفصيل والخياطة، خاصة أنه يمر بعدة مراحل وتزين قامته ما يطلق عليه اسم «الكلف» التى تحدد إطلالته وهل تزيد أم تنقص، وذلك وفقًا لخامتها. ومن يفعل ذلك عادة فنانين مهرة فى التفصيل، منهم «مرشد العقاد» والذى يبيع تلك «الكلف» فى محلة الواقع فى حى الحسين الشعبى، وهى مهنة ورثها عن الآباء والجدود. وعن ذلك يقول: المهنة تكاد تندثر حاليًا، فالإقبال على الجلباب البلدى قل كثيرًا، والترزية الذين يشترون الحرير أو «كلف» من خامات جيدة أصبحوا قلة، مشيرًا إلى أن ذلك يعد شيئًا طبيعيًا لأنه لم يعد موجودًا من يمكنه تحمل تكلفة تفصيل جلباب بلدى مثل زمان، عدا أنها أصبحت «موضة» قديمة، فمن يرتدى الجلباب الآن قليلين، لذلك لم يعد هناك تجار يبيعون «كلف جلاليب» عدا اثنين أنا وتاجر آخر، وحينما يتوفى الله أى أحد من هؤلاء فلا يوجد من يحل محله فى الصنعة، حتى أبناؤهم يفضلون الاتجاه إلى مهن أخرى. وعن تاريخ المهنة فيقول: «زمان كانت الخيوط والكلف تأتى من بلاد الشام خاصة أن الجلباب وقتذاك كان يرتديه علية القوم، ممن كانوا يتسابقون لارتداء جلابية مصرية أصيلة، وفيما بعد ومع تشييد مصانع غزل المحلة وكفر الدوار، أنتجت كلفًا مصرية وخيوطًا بجودة ممتازة، خفضت من سعر الجلباب المصنوع كلفة من الحرير الشامى، وحاليًا نستورد من الصين والهند الخيوط، فيما يقتصر عملنا على صبغ تلك الخيوط فقط.