أكدت السفيرة الدكتورة نميرة نجم، المستشار القانونى للاتحاد الأفريقى، أن عودة مصر برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي بقوة إلى الاتحاد الأفريقي في هذه المرحلة مهمة للغاية لا سيما في ظل ما تزخر به مصر من خبرات وإمكانات يمكن الاستفادة منها فى القارة الأفريقية. وقالت نميرة نجم -فى تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش زيارتها الحالية إلى القاهرة- إن مصر استعادت مكانتها بين دول القارة، مشيرة إلى أن ما بذلته الدولة المصرية برئاسة الرئيس السيسي من جهود على مدار السنوات الماضية لاستعادة وتعزيز العلاقات مع دول القارة. وحول رئاسة مصر المقبلة للاتحاد الأفريقى اعتبارا من شهر فبراير المقبل، أعربت السفيرة نميرة نجم عن تفاؤلها برئاسة مصر للاتحاد، مشيرة إلى أن الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقى أمامها أشياء كثيرة منها بلا شك إصلاح الاتحاد ومواصلة ما تحقق فى هذا الصدد والتأكد من تنفيذه، حتى لا نقوم بالدفاع عن تطبيق اتفاقيات الاتحاد الأفريقى دون تنفيذ ما يتعلق بالمنظمة ذاتها، بالإضافة إلى قضايا السلم والأمن. وأوضحت المستشارة القانونية للاتحاد الأفريقى، أن الدولة التى تتولى رئاسة الاتحاد تحدد أولوياتها خلال فترة الرئاسة، لكن فيما يتعلق بوجهة نظر الاتحاد فإنه من المهم أن تصب تلك الأولويات فى التكامل الأفريقى والتقارب بين الدول الأفريقية وخاصة فى مجالات التنمية والاقتصاد والتجارة والزراعة. وأشادت نجم بالخطوات التى قامت بها مصر -قبيل توليها رئاسة الاتحاد- من خلال تنظيمها واستضافتها الشهر الجارى لمعرض التجارة البينية الأفريقى، معتبرة أن إقامة هذا المعرض يعد بداية مبشرة لما ستكون عليه رئاسة مصر للاتحاد، ونأمل أن تستمر فى إطار الرئاسة المصرية فى مجالات عدة. وعن الدور الذى تقوم به مصر برئاسة السيسى فى أفريقيا، وصفت استعادة مصر لدورها فى القارة بأنه "بالغ الأهمية" فى هذه المرحلة، نظرا للتنوع في قدرات الدول الأفريقية، ومصر ينظر إليها باعتبار أنها دولة متقدمة وبها قدرات يمكن الاستفادة منها، وهذا هو التوجه الراهن انطلاقا من النجاحات التى تتحقق ومن بينها بناء مصر لسد "روفيجى" بتنزانيا. واعتبرت مسئولة الاتحاد الأفريقى، أن وجود مصر على الأرض لإبراز قدراتها على نقل خبراتها للدول الأفريقية يعد أمرا مهما لتحقيق التقارب بين مصر وبين أفريقيا وعودة مصر الحقيقية إلى القارة. وعن الإجراءات القانونية لتأسيس منطقة التجارة الحرة الأفريقية، قالت الدكتورة نميرة نجم إن مصر وقعت ولم تصادق حتى الآن على الاتفاقية، معربة عن اعتقادها بأن مسألة التصديق هى محل دراسة حاليا. وأضافت أنه فيما يتعلق باتفاقية التجارة الحرة فقد وقعت عليها حوالى 49 دولة من واقع 55 دولة أعضاء في الاتحاد الأفريقى، لافتة إلى أنه فيما يخص التصديق عليها نعتقد أنه خلال العام المقبل 2019 سوف يصادق عليها العدد الكافي من الدول لإدخال الاتفاقية حيز التنفيذ. وأكدت أهمية منطقة التجارة الأفريقية الحرة وتأثير فتح الأسواق الأفريقية على الاقتصاد الكلى لأفريقيا وأيضا تعزيز التعاون الاقتصادى والسياسي بين الدول كخطوة حتمية نحو أفريقيا موحدة غنية بالموارد الطبيعية والبشرية. وعن أسباب زيارتها الحالية إلى القاهرة، قالت السفيرة نميرة نجم: إنها ترأست خلال اليومين الماضيين اجتماعات "أسبوع الاتحاد الأفريقى للقانون" التى نظمها المكتب القانونى للاتحاد الأفريقى، والتى تم خلالها الاستماع للدول الأعضاء والخبراء فيما يتعلق باتفاقيات الاتحاد الأفريقى وكيفية تطبيقها بالشكل الأمثل وتوطينها لتعتبر جزءا من القوانين الداخلية للدول نظرا لما وجدناه من مشكلات تعترى بعض التطبيقات للاتفاقيات من قبل بعض الدول الأعضاء إما بسبب قلة الخبرات أو عدم معرفة بعض الدول بشكل جيد لفوائد الاتفاقيات التى تم اعتمادها وبالتالى لم ينضموا إليها. وأوضحت أن هذا الاجتماع يأتي ضمن سلسلة من الاجتماعات التى يتم تنظيمها بهدف التوعية والاستماع للدول الأعضاء لتحديد الاحتياجات وبحث سبل مساعدتها فى تنفيذ اتفاقيات الاتحاد الأفريقى، لافتة إلى أن نتائج تلك الاجتماعات يتم تضمينها في التقارير التي تُرفع للقمة الأفريقية.