رغم العقبات الكثيرة، التى تقف فى طريق إحلال السلام الدائم باليمن، إلا أن الاتفاق، الذى توصل إليه وفدا الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين، خلال محادثاتهما بالسويد، رأى فيه البعض خطوة لإنقاذ اليمنيين من شبح الجوع، بجانب تقليصه لنفوذ إيران وميليشياتها هناك. وأكد مراقبون أن الحوثيين منذ انقلابهم وحتى اجتماع السويد لا يملكون لا قرار الحرب، ولا قرار السلم، مشيرين إلى أن القرار بيد طهران، ووصفوا ميليشيات الحوثى بأنها ليست إلا ذراع لإيران فى المنطقة، تمولها لتحركها كيفما تشاء، وأشاروا إلى أن نتائج مشاورات السويد وقبولهم بالتنازل مرغمين عن الحديدة، ما هى إلا ترجمة لتراجع استراتيجية إيران التوسعية فى اليمن. وقال الكاتب السعودى محمد آل شيخ، «إيران فى نهاية الأمر لا يهمها اليمن، ولكنها تحاول جاهدة أن تنقذ استثماراتها الخارجية السياسية فى المنطقة قدر الإمكان، والحصار الاقتصادى الأمريكى بدأ يخنقها، وجعل الحوثيين يقبلون بما كانوا يرفضونه فى السابق. ومهما كابر ملالى الفرس وعملاؤهم، فإن تخلى الحوثيين عن الحديدة، هو بكل المقاييس هزيمة لهم». وقال المدير التنفيذى لوكالة أنباء الإمارات، محمد جلال الريسي، إن الاختراق السياسى الذى تحقق فى لقاءات السويد سيكون له انعكاسات إيجابية على الوضع الإنسانى فى اليمن بشكل عام. تعليقًا على الاتفاق، قال «محمد حسين»، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: «إن المفاوضات التى أسفرت عن هذا الاتفاق هى إنجاز فى حد ذاتها، فمنذ أكثر من عامين لم يجلس الحوثيون والحكومة على طاولة المفاوضات، لكن توصلهم لاتفاق أصاب إيران التى تدعم الحوثيين فى مقتل، خاصة أن بعض رجال الدين، الذين يحكمون فى طهران كانوا يسعون لاستمرار الحرب حتى تظل أرباحهم تتدفق». وأضاف، أن «الاتفاق أنقذ اليمنيين من شبح الجوع، وقلص نفوذ طهران، لأن الكثيرين فى إيران لا يريدون السلام ويستفيدون من استمرار الحرب، خاصة أباطرة الوقود فى إيران الذين يستفيدون من الأزمة التى يعيشها اليمن، حيث يعود تهريب الوقود بالفائدة على كبار رجال نظام الملالي، لكن مع التوصل لاتفاق سوف تبدأ المعونات والأغذية بالتدفق، وبالتالى يقل نفوذ هولاء ومعه إيران أيضا». وحسب مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز بحثى مستقل، فإن اتفاق السويد يقلص كثيرا من نفوذ هولاء الذين يستفيدون من استمرار الحرب، لأنه يقضى على تجارة الموت التى يربحون من ورائها، وفى النهاية يضر إيران. وأضاف المركز، أن تدفق الإمدادات الإنسانية والإغاثية عبر ميناء الحديدة سوف يسقط مزاعم الحصار الاقتصادى ومتاجرة الميليشيا الحوثية بتردى الأوضاع الإنسانية لليمنيين بهدف إطالة أمد الانقلاب، كما أن استعادة إيرادات موانئ الحديدة للخزينة العامة سوف تؤثر بشكل كبير على مصادر تمويل الميليشيا الحوثية الموالية لايران، ويدعم تنمية الدولة ويسهم فى تسديد مرتبات الموظفين.