الحيوانات تخاف على صغارها وتفعل ما بوسعها للحفاظ عليها، لكن بعض البشر لم يرتقوا إلى مرتبة الحيوان، والدليل تلك الجريمة البشعة التى شهدها حى مصر القديمة مؤخرًا، بعدما أقدم أب على قتل نجله المصاب بإعاقة ذهنية ليتخلص من عبء رعايته والإنفاق عليه، بعدها قام بحفر حفرة بإحدى غرف المنزل ودفن بها الابن القتيل بل أقام عليها «مصطبة» بالأسمنت ليخفى آثار جريمته. مدخل الشارع الذي حدثت به الواقعة كانت مباحث قسم شرطة مصر القديمة قد تلقت بلاغًا من أهالى منطقة مصر القديمة، بالعثور على جثة شاب متحللة، أسفل مصطبة أسمنية بعقار فى منطقة الجيارة. توصلت التحريات إلى أن «قهوجى» كان قد قام بتأجير الغرفة منذ شهور حيث كان بصحبته ابنه المصاب بضمور فى العضلات خشية افتضاح أمره، أقام مصطبة خرسانية ودفن فيها الضحية. تم القبض على المتهم وتبين أنه يدعى «خالد. أ- 52 عامًا - قهوجي». عقار الجريمة تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، والعرض على نيابة جنوبالقاهرة حيث أدلى المتهم باعترافات تفصيلية، وقال: إنه انفصل عن زوجته بعدما أنجب ابنه أحمد المعاق ذهنيًا، وأنه تخلص من نجله بعد يأسه من شفائه وأصبح غير قادر على مصاريف علاجه، وتخلص من جثته وغلفها بأكياس بلاستيك بعدها شيد مصطبة أسمنتية ووضع الجثة بداخلها وردم عليها. عقب اعترافات المتهم أمرت نيابة جنوبالقاهرة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات. محرر البوابة امام مكان الجريمة «البوابة» انتقلت إلى مكان الواقعة، حيث التقت بعض شهود الحادث، ومنهم سيدة تدعى «أم عبده- ربة منزل»، وتقول: أسكن فى نفس البيت الذى يقيم به المتهم واسمه «خالد عمرة - 50 عامًا- قهوجى» وتضيف: «المتهم جاء إلى المنطقة منذ 4 سنوات من إحدى محافظات الصعيد، وعمل فى أحد المقاهى بالمنطقة، وله ابن معاق ذهنيًا يدعى «أحمد»، عمره 26 عاما، إلا أن طوله لا يتعدى 90 سم، بسبب توقف نموه نتيجة إصابته بإعاقة. وتستطرد قائلة: «المتهم لم يكن له علاقة بأحد فى المنطقة، كان يذهب إلى عمله، ويترك ابنه الذى كان يلازم الفراش بشكل مستمر، كنا نراه فقط عندما يصطحب ابنه إلى المستشفى فى موعد المتابعة الطبية. من جهتها تقول «زينب. م-44 عاما - ربة منزل» وجارة للمتهم: «أسكن فى البيت المجاور لمنزل القاتل، وفى أحد الأيام رأيته حزينًا ولم يكن قد ذهب إلى عمله فسألته عن سبب حزنه وعدم ذهابه إلى العمل، فقال: إن ابنه توفى بمستشفى أبوالريش ودفنه بمدافن عمرو بن العاص، بعدها ترك الحجرة وغادر المكان. وتستطرد قائلة: «عقب ذلك قام صاحب البيت بتأجير الغرفة لمجموعة من الشباب القادمين من الصعيد للعمل فى المنطقة، إلا أنهم بعد أيام اشتكوا من ضيق المكان نظرًا لكثرة عددهم الذى يزيد على 6 أشخاص، وعرضوا المشكلة على صاحب الغرفة الذى طلب منهم هدم المصطبة الموجودة فى الحجرة ليتسع المكان، وبالفعل قاموا بهدم المصطبة ليفاجأوا بوجود حقيبة سوداء فتخيلوا أنهم عثروا على كنز، لكنهم عندما فتحوها صدموا بوجود جثة شخص متحللة، وعلى الفور أخبروا صاحب البيت الذى أبلغ الشرطة، والتى بدورها استعلمت عن المستأجرين القدامى، وتم تحديد الأب القاتل واستطاع رجال الأمن القبض عليه.