اشتعلت الحرب بسبب اجتياح روسيا لبولندا سنة (1183ه1769م)، وكانت تلك البلاد خاضعة للدولة العثمانية، فأرسلت الدولة العثمانية إنذارًا إلى روسيا بأن تُخلى بولندا، فلم تستجب، واشتعلت الحرب بين الدولتين، ولم يكن قادة العثمانيين على قدر من الكفاءة، ولا جنودهم، فلحقت بهم الهزائم المتتالية، واستولى الروس على بعض الأراضى التابعة للدولة العثمانية. وواصل الروس انتصاراتهم فاستولوا على بلاد القرم، وأعلنوا انفصالها عن الدولة العثمانية واستقلالها تحت حماية روسيا، وأقاموا حاكمًا عليها باسم كاترين الثانية إمبراطورة روسيا. واضطرت الدولة العثمانية إلى عقد هدنة مع روسيا فى (9 ربيع الأول 1186ه 10 يونيو 1772م)، غير أن روسيا تعسفت فى مطالبها لإمضاء الهدنة؛ إذ اشترطت اعتراف الدولة العثمانية باستقلال تتار القرم، وطالبت بحرية الملاحة لسفن روسيا التجارية فى البحر الأسود وجميع بحار الدولة العثمانية، ولما لم تقبل الدولة هذه الشروط انفض المؤتمر الذى عُقد بين الدولتين لهذا الغرض. وفى 27 سبتمبر 1770، استولى الجيش الروسى على قلعة «بندر» العثمانية على الساحل الجنوبى من نهر دنيستر.