أثار ما نشرته "البوابة نيوز" مساء أمس من انتخاب الأمانة العامة لمؤتمر "القصة الشاعرة" في أول اجتماعاتها ل"د. جمال التلاوي" ليكون رئيسًا للمؤتمر الذي سيعقد في 11، 12، مايو المقبل، تساؤلات كثيرة حول معني ومغزى مصطلح "القصة الشاعرة" باعتباره لون جديد من ألوان الفنون الأدبية في مصر. الشاعر محمد عبد القوى حسن، أحد مقرري المؤتمر حدد في 17 بند اللبس الذي يدور حول هذا المصطلح ولخصه في الآتي: (1) تلتزم بتفعيلة، وتدوير شعري (لا تسكين مطلقًا)، وتدوير قصصي موضوعي (تقرأ النص دفقة واحدة). (2) استخدام الفضاء البصري والألوان ونوعية الخط لمعانٍ إضافية في النص. (3) التكثيف والرمز والأقنعة، مع عدم استخدام حروف العطف والاستدراك وغيرها إلا فيما ندر. (4) تُفرق بين الجمل بعدد من النقط تزيد أو تنقص تبعًا لفونيمات الأصوات علوًّا وانخفاضًا، وكأنه يحل محل هذه النقط جمل أو كلمات، وإنما تُركت لالتقاط الأنفاس ومشاركة المتلقي. (5) لابد لمن يكتب القصة الشاعرة أن يكون مبدعًا في الأساس في الشعر والقصة والفن التشكيلي، وكذلك لابد أن يُتقن معايير القصة الشاعرة التي وُضعت من أجلها، فجعلتها فنًّا كتابيًّا مختلفًا عما سبقه، والنصوص تحكم عملية التنظير والتقعيد. (6) لقراءة القصة الشاعرة نقديًّا لابد أن تُقرأ بمعايير القصة الشاعرة، وليس بمعايير أي فن آخر (7) أوجبت القصة الشاعرة أهمية استحداث نظرية نقدية عربية لتواكب الأجناس الأدبية الجديدة، وذلك لخصوصيتها العربية من جهة نشأتها، وعالميتها من ناحية إثارة كافة الموضوعات وإن صغرتْ، مع اهتمام القصة الشاعرة بإبراز الهوية في أي عمل إبداعي ولاسيما تلك التي تعني بالأدبيات السياسية الحديثة. (8) تُستخدم القصة الشاعرة في العلاج لما لها من تميز موسيقي وحدثي وتشكيلات صوتية تأويلية تتوافق والطبيعة البيولوجية والفسيولوجية للإنسان بصفة عامة، وقد أثبتت القصة الشاعرة دورها في علاج الاضطرابات النفسية على وجه الخصوص. (9) استطاعت القصة الشاعرة تجميع أكبر عدد من التواقين لإثارة ميزة الإبداع المتجدد، وقامت بما لم تستطعه عمليات السياسة في العصر الحديث. (10) انتشرت بسرعة، وفضّل كتابتها كثيرون عن غيرها من الكتابات، بل أثّرت معاييرها على الفنون الكتابية الأخرى، وكانت ردود أفعالها قبل وبعد ترجمة نصوصها وقراءتها النقدية ردودًا واسعة النطاق على المستوى العالمي، وأكدت بدورها أن مسيرة الإبداع لا تتوقف. (11) أكدت القصة الشاعرة أن الاختراعات لم تعد في علوم التكنولوجيا فقط، وإنما في الآداب باعتبارها أهم العلوم الإنسانية. (12) لم تنقطع القصة الشاعرة عن الأصول، ولكنها أضافت إلىها وحدّثتها، وحق لها أن تقف جنبًا غلى جنب مع الفنون الكتابية الأخرى باعتبارها جنس أدبي مستقل بذاته وليست مرحلة تطور لأي فن، فهي ليست بالشعر القصصي (القصيدة القصة) وليست مسرحية شعرية، وليست قصة شعرية، وإنما القاعدة هي أن كل قصة شاعرة هي شعرية بالطبع وليس العكس. (13) هناك فروق كبيرة بين القصة الشاعرة وغيرها، ومازال بعض الكتاب يخلطون. (14) لم يتم اتخاذ التدويرات الشعرية والقصصية واختيارات الألفاظ والتراكيب في القصة الشاعرة اعتباطًا، وإنما لكلٍّ مهمة أساسية في ماهية القصة الشاعرة ودورها الأساسي في الإبداع العربي والعالمي. (15) يعتبرها بعض النقاد ردًّا على هوجة قصيدة النثر، وإن كان ذلك صحيحًا، فإن القصة الشاعرة أكبر وأكثر اتساعًا من هذا النطاق الضيق. (16) ومازالت إبداعات الأدباء الحقيقيين، والنقاد تتوالى وتستحدث في هذا الفن الكتابي، وتستوجب عدة قراءات للنص الواحد، ويكفي أن كل من تصدى إبداعًا ونقدًا لهذا الفن الكتابي هم من الرموز والتواقين فعلًا لكل جديد له أصوله ومعاييره التي تجعله مُتفرّدًا. (17) يجب على كل الاتحادات والمؤسسات الثقافية والتعليمية والسياسية، وكذلك الاقتصادية الاهتمام بهذا الفن من خلال إدراجه في المسابقات الأدبية والإعلام والإعلان عنه مع تدريس بعض نصوصه وقراءاته النقدية، وتكريم روّاده والمتميزين فيه على المستويين الإقليمي والدولي حتى نستطيع قراءة المستقبل بصورة أسرع في ظل التكتلات الدولية وإعادة الخرائط الثقافية العالمية.